وصية الدكتور سناء أبو زيد والذي أوصى أن تتلى على قبره بين مشيعيه ، فأكرم به من أخ ومربي ، ينصح إخوانه حتى بعد موته كمؤمن آل يس رضي الله عنهم أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
وصيتي
هذه وصيتي لأهلي وأحبابي، أسجِّل فيها ما أحبُّ لي ولهم حين تنقضي مهلة العمر الممنوحة للقاء ربي الرحيم الودود. أولاً: أوصي في نفسي - يُقرأ هذا الجزء على حضور دفني
* أن يشهد غسلي وتكفيني الأعلم بسنة حبيبي- صلى الله عليه وسلم- ممن تيسر حضورهم ممن أحب من الصالحين
* أن يتقدَّم للصلاة عليَّ أعلم أهلي بالسنة، واجتهدوا لحشد ما استطعتم من الصالحين لحضور الصلاة، وأكثروا من الدعاء، وأخلصوا فيه.
* أن يطيل شهود دفني الوقوف عند قبري، وأحسنوا استثمار المناسبة لترقيق القلوب القاسية، وتذكير النفوس اللاهية، واسمعوها مني عالية مدوِّية- بلسان حالي-:
(يا ساكني الدور والقصور.. استعدوا قبل أن تسكنوا اللحود والقبور).
(ويا واطئي الثرى فرحين مرحين.. استعدوا قبل أن يطأكم نادمين محسورين).
﴿إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ﴾ (لقمان: من الآية 33).
- وأن يفيَ ذريتي بما بقي لي عليهم من حق بِرِّي، وهو: -
* ملازمة الدعاء لي والاستغفار، وإنفاذ عهدي، ومنه وصيتي هذه. - وإكرام صديقي وصلة رحمي التي لا توصل إلا بي.
* وأن يدعوَ لي أحبابي كلما قرءوا أو سمعوا أو تذكروا قول الله- تعالى- ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ﴾ (الحشر: من الآية 10).
وأتبرًّأ:
1- مِن كل مَن ناح أو صاح أو لطم أو شقَّ أو دعا بدعوى الجاهلية.
2- ومن كل مَن ابتدع لي بدعةً لا أصل لها في دين الله تعالى، مثل الخميس، والأربعين، والذكرى السنوية، وستر القبر، والنفقة عليه بإضاءته واتخاذه عيدًا وتشييده (لغير ضرورة الدفن)... إلخ.
3- ومن كل مَن نَسَب إليَّ من الكرامات ما لم يكن، أو من الصالحات ما لم أفعل، أو غَالَى فيَّ بغير حق، وإنما منتهى رجائي أن أكون في مَن ناداهم العفو الرحيم بقوله: ﴿قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الزمر: من الآية 53).
هكذا انتهت وصية المربي الفاضل وسط تعالي أصوات البكاء من الآلاف التي حضرت تشييع الجنازة، وقد تحوَّل المشهد معها إلى ما يشبه خطبة الجمعة وليس تشييع جنازة، وكأنَّ د. سناء لا يزال يخطب ويعظ بين ظهرانينا
No comments:
Post a Comment
ومـا مــِن كاتبٍ إلا سيبلى
ويُبقي الدهر مــا كتبت يـداهُ
فلا تكتُب بخطِك غير شيءٍ
يسُــرك في القيامةٍ أن تـراهُ