منذ أكثر من عشرين عاما ، كان مازال هناك من يؤمن أن الصياعة أدب وليست بلطجة ، وأن الصايع هو شخص محترم جدا ولكنه يفوت في الحديد ، ومن الممكن أن توكل اليه أي عمل فلا يخذلك أبدا ، هو ابن البلد ، هو المدافع عن الأعراض في مكانه ، بل هو من يلجأ اليه الناس لقضاء حوائجهم ، لا يخشى المشاجرات ، ولا يخاف البلطجية ، بل على العكس هم من يخشونه ويعملون لوجوده الف حساب
تركيبة غريبة بها الكثير من المتناقضات في ظاهرها ولكنها منسجمة جدا مع نفسها وهذا ربما يكون سر قوتها ، عرف التاريخ الإسلامي من هذا الصنف الكثير ولولا ضيق أفق عند البعض ممن يمكن أن يتهموني بأنني أصف أناس من سلف الأمة بأنهم كانوا صيع لذكرت لكم الأسماء والأمثلة والأفعال لتحكموا أنت على هذا الأمر
من يضيق صدره بكلمة صايع فليسم هذه الشخصية ما يشاء فليست العبرة بالأسماء وإنما بالمسميات
وبسبب نشأتي في حي بولاق الشعبي العتيق ، رأيت أمثال هذه الشخصية في كثير من الإخوان الذين كان لهم الفضل علي بعد الله في بداية تعرفي على هذه الدعوة المباركة في أواسط الثمانينات من القرن الماضي (حلوة دي) ، أعترف أنهم كانوا قليلي العدد ولكنهم كانوا عظيمي الفائدة والأثر
كان أحدهم وهو شاب في أوائل الثلاثينات يخرج للصلاة من بيته قبل الصلاة بأكثر من ساعة مع أن المسجد قريب منه لأنه طوال سيره في الشارع يستوقفه الناس يسلمون عليه ويستشيرونه ويسألونه حاجات لهم ويطلبون منه مرافقتهم في مشاوير أو حل مشاكل أسرية عندهم أو يسألونه أمرا فقهيا الى غير ذلك من حاجات الناس التي لا تنتهي ، وهو لا يرد أحدا منهم
وعرفت آخر تعليمه متوسط كان اذا جلس على المقهى احترم كل الموجودين أنفسهم ، فلا يحدث ما يشين أثناء وجوده
وعرفت ثالث كان متوسط التعليم أيضا ودخل في مجال التربية ، وأكسبته شخصيته السابق شرحها فطنة غير عادية في تشريح النفوس ومعرفة خباياها وحسن تقييمها بصورة بسيطة جدا وبالبلدي مع أنه واسع الثقافة أحسب أن أنداده ممن يحملون أعلى الشهادات لا يملكون ثقافته
وعرفت غيرهم من مختلف المؤهلات والوظائف من العاملين الى أساتذة الجامعات كلهم تجمعهم أنهم - مجازا - صيع
ولكن هؤلاء الصيع بالنهار هم فعلا رهبان الليل ، اذا جمعك بهم الليل وجدتهم حافظين لكتاب الله ، خاشعين في تلاوته كما لا يخشع أحد ، بكائين من كلماته كما لا يبكي أحد ، فاذا ذهب الليل وطلع الفجر والعصفور صو صو ، تحول من شخص الى آخر وعاد الى طبيعته الأولى
على الجانب الآخر عرفت شبابا طيبين جدا ولكن غلبت عليهم رقة الطبع والانطوائية والانعزالية لا يسمع لهم صوت الا في الغرف المغلقة ، ولا يصولون ولا يجولون الا في حلقات النقاش النظري والتنظير الفكري ، فإن أخرجوا الى الناس مضطرين ، تراهم وكأنهم قد بلعوا ألسنتهم وخانتهم ذاكرتهم ، واضطربت أفئدتهم ، أنا لا أشكك في تدينهم ولا في إخلاصهم ولكني أنقل مشاهداتي لأحوالهم
تلاسن يوما شاب من هؤلاء مع أحد الرجال في الشارع الذي يسكن فيه لخلاف شخصي بينهما ، فقام الرجل الى الشاب وصفعه على وجهه !! فذهل الشاب لبرهة ثم انفجر في البكاء ، فاقترب منه الرجل الذي ضربه وقال له
ما تسترجل شوية يلا (يعني ياولد)بالعامية المصرية
واستنكر الرجل أن يبكي الشاب مع أن البديل كان أن يرد له الشاب الضربة ولكنه اعتبر أن ما فعله الشاب قلل من قدره هو لأنه هكذا يكون قد تشاجر مع من هو أقل منه رجولة وافترى عليه ، وهذا غير جائز عند أولاد البلد الجدعان
كثيرا ما أحس في هذه الأيام أن الشباب يحتاج الى قدر من المرجلة أو الصياعة أكبر مما هوعليه الآن
ليست الصياعة على الانترنت ونحن مختبئون خلف الشاشات
وليست الصياعة على من نقدر عليهم من الناس الطيبين
وليست الصياعة هي عدم احترام الكبير وتوقيره
الخلاصة أن الصياعة ليست كلام ولكنها أفعال
وليست في الحجرات المغلقة ولكن بين الناس
للأسف قل عدد الصيع المحترمين من الشارع المصري وحل محلهم البلطجية
وللأسف قل عدد الصيع المحترمين في الدعوة وحل محلهم الكلمنجية وأنا احد الكلمنجية
هذه النوعية نادرة ندرة الذهب كما أنها نفيسة مثله
عثر عليها الأمام الشهيد في الكثير من الرعيل الأول من الإخوان ، ومنهم حسنين كروم من عندنا من بولاق ، وكان فتوة الحي وهو صاحب الهتاف الشهير اللهم صلي على أجدع نبي ، صلى الله عليه وسلم
وبالطبع لا يطلب عاقل أن تكون كل الأفراد والشخصيات من هذا النمط ، فكل ميسر لما خلق له ، والتنوع مطلوب
ولكن ما أدعو اليه هو الاهتمام بالتنقيب عن هذه النوعية والعناية بها والتعب معها فهي متعبة ولكن تستحق التعب أكثر من النوعية النيئة الطرية المتأنقة المتنمقة المتزحلقة المتحفلطة سريعة النضج سريعة العطب ، التي تتعامل مع الدعوة على السكين مثل البطيخ بمعنى أنها لابد أن ترى كل قرار وتناقشه وتقتنع به قبل أن تنفذه ، ثم ترى لنفسها الفضل ان فعلت ذلك
اسألوا شباب الدعوة من الاسكندرانية ينبئونكم عن الصياعة الحقيقية كما ينبئونكم عن الصنف الثاني فهم لا يحبونه
لقد أثارت هذه التدوينة عندي الكثير والكثير من المواقف التي حدثت لي أو رأيتها مع هذه الشخصيات الصايعة المحترمة والتي قد أفرد لها تدوينة أخرى ان شاء الله ، لعل في روايتها ما يوضح الفكرة ، ويبين أهمية هذا الصنف لمن لا يحس بأهميته
وفي النهاية أرجو أن يسامحني الجميع على استخدامي لألفاظ مثل الصياعة والصيع ، فأنا أكتب مثلما أتكلم وربما تكون هناك كلمات أخرى تعبر عن هذه الشخصية ولكنها لم تكن حاضرة في ذهني ولم أتكلف مؤونة البحث عنها وكلي ثقة في حسن ظن وتفهم القراء الأعزاء
تركيبة غريبة بها الكثير من المتناقضات في ظاهرها ولكنها منسجمة جدا مع نفسها وهذا ربما يكون سر قوتها ، عرف التاريخ الإسلامي من هذا الصنف الكثير ولولا ضيق أفق عند البعض ممن يمكن أن يتهموني بأنني أصف أناس من سلف الأمة بأنهم كانوا صيع لذكرت لكم الأسماء والأمثلة والأفعال لتحكموا أنت على هذا الأمر
من يضيق صدره بكلمة صايع فليسم هذه الشخصية ما يشاء فليست العبرة بالأسماء وإنما بالمسميات
وبسبب نشأتي في حي بولاق الشعبي العتيق ، رأيت أمثال هذه الشخصية في كثير من الإخوان الذين كان لهم الفضل علي بعد الله في بداية تعرفي على هذه الدعوة المباركة في أواسط الثمانينات من القرن الماضي (حلوة دي) ، أعترف أنهم كانوا قليلي العدد ولكنهم كانوا عظيمي الفائدة والأثر
كان أحدهم وهو شاب في أوائل الثلاثينات يخرج للصلاة من بيته قبل الصلاة بأكثر من ساعة مع أن المسجد قريب منه لأنه طوال سيره في الشارع يستوقفه الناس يسلمون عليه ويستشيرونه ويسألونه حاجات لهم ويطلبون منه مرافقتهم في مشاوير أو حل مشاكل أسرية عندهم أو يسألونه أمرا فقهيا الى غير ذلك من حاجات الناس التي لا تنتهي ، وهو لا يرد أحدا منهم
وعرفت آخر تعليمه متوسط كان اذا جلس على المقهى احترم كل الموجودين أنفسهم ، فلا يحدث ما يشين أثناء وجوده
وعرفت ثالث كان متوسط التعليم أيضا ودخل في مجال التربية ، وأكسبته شخصيته السابق شرحها فطنة غير عادية في تشريح النفوس ومعرفة خباياها وحسن تقييمها بصورة بسيطة جدا وبالبلدي مع أنه واسع الثقافة أحسب أن أنداده ممن يحملون أعلى الشهادات لا يملكون ثقافته
وعرفت غيرهم من مختلف المؤهلات والوظائف من العاملين الى أساتذة الجامعات كلهم تجمعهم أنهم - مجازا - صيع
ولكن هؤلاء الصيع بالنهار هم فعلا رهبان الليل ، اذا جمعك بهم الليل وجدتهم حافظين لكتاب الله ، خاشعين في تلاوته كما لا يخشع أحد ، بكائين من كلماته كما لا يبكي أحد ، فاذا ذهب الليل وطلع الفجر والعصفور صو صو ، تحول من شخص الى آخر وعاد الى طبيعته الأولى
على الجانب الآخر عرفت شبابا طيبين جدا ولكن غلبت عليهم رقة الطبع والانطوائية والانعزالية لا يسمع لهم صوت الا في الغرف المغلقة ، ولا يصولون ولا يجولون الا في حلقات النقاش النظري والتنظير الفكري ، فإن أخرجوا الى الناس مضطرين ، تراهم وكأنهم قد بلعوا ألسنتهم وخانتهم ذاكرتهم ، واضطربت أفئدتهم ، أنا لا أشكك في تدينهم ولا في إخلاصهم ولكني أنقل مشاهداتي لأحوالهم
تلاسن يوما شاب من هؤلاء مع أحد الرجال في الشارع الذي يسكن فيه لخلاف شخصي بينهما ، فقام الرجل الى الشاب وصفعه على وجهه !! فذهل الشاب لبرهة ثم انفجر في البكاء ، فاقترب منه الرجل الذي ضربه وقال له
ما تسترجل شوية يلا (يعني ياولد)بالعامية المصرية
واستنكر الرجل أن يبكي الشاب مع أن البديل كان أن يرد له الشاب الضربة ولكنه اعتبر أن ما فعله الشاب قلل من قدره هو لأنه هكذا يكون قد تشاجر مع من هو أقل منه رجولة وافترى عليه ، وهذا غير جائز عند أولاد البلد الجدعان
كثيرا ما أحس في هذه الأيام أن الشباب يحتاج الى قدر من المرجلة أو الصياعة أكبر مما هوعليه الآن
ليست الصياعة على الانترنت ونحن مختبئون خلف الشاشات
وليست الصياعة على من نقدر عليهم من الناس الطيبين
وليست الصياعة هي عدم احترام الكبير وتوقيره
الخلاصة أن الصياعة ليست كلام ولكنها أفعال
وليست في الحجرات المغلقة ولكن بين الناس
للأسف قل عدد الصيع المحترمين من الشارع المصري وحل محلهم البلطجية
وللأسف قل عدد الصيع المحترمين في الدعوة وحل محلهم الكلمنجية وأنا احد الكلمنجية
هذه النوعية نادرة ندرة الذهب كما أنها نفيسة مثله
عثر عليها الأمام الشهيد في الكثير من الرعيل الأول من الإخوان ، ومنهم حسنين كروم من عندنا من بولاق ، وكان فتوة الحي وهو صاحب الهتاف الشهير اللهم صلي على أجدع نبي ، صلى الله عليه وسلم
وبالطبع لا يطلب عاقل أن تكون كل الأفراد والشخصيات من هذا النمط ، فكل ميسر لما خلق له ، والتنوع مطلوب
ولكن ما أدعو اليه هو الاهتمام بالتنقيب عن هذه النوعية والعناية بها والتعب معها فهي متعبة ولكن تستحق التعب أكثر من النوعية النيئة الطرية المتأنقة المتنمقة المتزحلقة المتحفلطة سريعة النضج سريعة العطب ، التي تتعامل مع الدعوة على السكين مثل البطيخ بمعنى أنها لابد أن ترى كل قرار وتناقشه وتقتنع به قبل أن تنفذه ، ثم ترى لنفسها الفضل ان فعلت ذلك
اسألوا شباب الدعوة من الاسكندرانية ينبئونكم عن الصياعة الحقيقية كما ينبئونكم عن الصنف الثاني فهم لا يحبونه
لقد أثارت هذه التدوينة عندي الكثير والكثير من المواقف التي حدثت لي أو رأيتها مع هذه الشخصيات الصايعة المحترمة والتي قد أفرد لها تدوينة أخرى ان شاء الله ، لعل في روايتها ما يوضح الفكرة ، ويبين أهمية هذا الصنف لمن لا يحس بأهميته
وفي النهاية أرجو أن يسامحني الجميع على استخدامي لألفاظ مثل الصياعة والصيع ، فأنا أكتب مثلما أتكلم وربما تكون هناك كلمات أخرى تعبر عن هذه الشخصية ولكنها لم تكن حاضرة في ذهني ولم أتكلف مؤونة البحث عنها وكلي ثقة في حسن ظن وتفهم القراء الأعزاء
8 comments:
وربما لأجل هذا تحديدا قيل :
"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف .. وفي كل خير"
---
وربما لأجل هذا أيضا كان :
"خياركم في الجاهلية .. خياركم في الإسلام ، إذا فقهوا"
---
بوركت على الكلام الجميل
أخي الشاعر الجميل خبيب
وفيكم بارك الله
وأسأل الله أن يجعلني وإياكم من المؤمنين الأقوياء
ويارب المذاكرة تكون ماشية كويس
ربنا يعينك ويقويك ويوفقك
تقبل تحياتي واحترامي
أخي الحبيب
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
الواقع نحن عايشنا بعض هؤلاء الأفاضل لكن النفوس تتغير ولم يعد هذا الصنف موجود بالفعل إلا ما رحم ربي هناك جيل جديد يتختلف شكلا وموضوعاً عما تفضلت ميدانه الأول الكلام دون العمل والإعتراض دون تقديم الحلول العملية
تنقصه الرجولة الحقة كما فهمها الأوائل اللهم إهدنا ويسر الهدى الينا
أخي الحبيب المجهول
ماتزعلش مني هذا الجيل الجديد هو زرع ايدي الجيل القديم ونقاوة عينهم ، ولا هم اتعينوا فينا بالقوى العاملة أو مجموعهم جابهم عندنا
فاكر كتاب العوائف بتاع الأستاذ الراشد
فيه عنوان اسمه مدرسة الثوري تواصل التربية يقول فيه
يقول الفضيل:
(ما أحب أحد الرياسة إلا أحب ذكر الناس بالنقائص والعيوب ليتميز هو بالكمال، ويكره أن يذكر الناس أحدًا عنده بخير، ومن عشق الرياسة فقد تودع من صلاحه).
ومن لم يجرب الأعمال الجماعية يستغرب مثل هذا أو يستبعده، ولكن الممارس يحفظ قصصا تصدق الفضيل أيما تصديق، فإن
العمل الإسلامي حين يدع الانتقاء، ويلهيه التكاثر بالأعضاء: يدخله أصحاب التخليط ويظهر في محيطه مثل هذا الذي وصفه الفضيل. أهـ
كما أفرد فضيلته عنوانا قرب نهاية الكتاب اسمه فتاوى الفقهاء في تنقية الصفوف
فيه كلام شديد جدا أعتقد أننا نحتاجه بشدة في هذه الأيام بالذات
ولكن دعني أختلف معك في نقطة وهي أن هذا الصنف لم يعد موجودا ، لا يا أخي هذا الصنف موجود ولكنه نادر عزيز لأسباب كثيرة أهمها عدم التنقيب عنه ، وإن وجد فعدم تقدير قيمته ثم عدم القدرة على احتوائه وترويضه بالصورة السليمة فهو فعلا كالفرس العربي الأصيل الثمين الجامح
جزاكم الله خيرا على المرور
برجاء كتابة الاسم الكريم
وتقبل تحياتي واحترامي
تدوينة رائعة ومدونة أروع ..
أول زيارة بارشاد خبيب ..البوست دا في الجوووووووووووووووووووووووون
ميرو باشا
شرفتنا يا دكتور
ونورت المدونة
وياريت ما تحرمناش من زياراتك
تقبل تحياتي واحترامي
اخي الفاضل
تحياتي لك
بالطبع انا معك في كلماتك هذه ولعل المثل الشعبي يقول الصياعة
( ادب مش هزاكتاف )
ولكن هل تغضب مني لو اخبرتك ان اكثرمن قابلتهم وتعاملت معهم من الأخوان كانوا نموذجا سيئا للجماعة واثروا سلبا علي ارائي تجاهها
اتمني ان اقابل في حياتي ذلك الشخص الذي ينتمي للأخوان ويجعلني استعيد الثقة فيهم
ارجو إلآ تغضبك كلماتي وانت كانت فامسحها ولن اغضب
سلامي لك
أخي الفاضل الأستاذ مصطفى
جزاك الله خيرا على تشريفك لي بالتعليق والذي لا ولم يخطر في بالي ولو للحظة أن أقوم بمسحه
فأنت في تعليقك عبرت عن رأيك ووجهة نظرك بمنتهى الاحترام والأدب وهو أسلوب ليت كل من يقوم بالتعليق يحتذيه
بالنسبة لمن قابلتهم من الاخوان وكانوا نموذجا سيئا للجماعة فلهذا الموضوع من وجهة نظري شقان ، الأول مرتبط بك أنت وهو نفسية الشاعر الرقيقة الحساسة للغاية التي لديك وهذه مشكلة عند من لديهم موهبتك الشعرية الخلاقة
والثانية في تصورك للجماعة أنها مجموعة من المثاليين وجدوا لينشئوا الدولة الفاضلة وهو تصور رومانسي جدا ، بعيد عن الواقع فالجماعة يمكن تشبيهها بالمستشفى التي يدخلها العليل طلبا للدواء والشفاء ، وبقدر مواظبته على الدواء وأوامر الأطباء بقدر اقترابه من الشفاء والعكس صحيح وربما يموت المريض الذي لا يرجى شفاؤه ، وفي كل الأحوال أنت لا تملك طرد مريض استغاث بك ولكنك في نفس الوقت تظلم المستشفى اذا أسأت الظن بها بسبب بعض المرضى فيها
الا ترى معي يا أخي أنه من الأولى أن نتطوع في هذه المستشفى لكي نساعد في العلاج ونقدم ما نراه جديدا من دواء ناجح مادمنا مقتنعين بالسياسة العامة والمبادئ التي تسير عليها المستشفى
عاجبك كده المدونة بقى ريحتها ديتول
تقبل تحياتي واحترامي
Post a Comment