من آفاتنا الشائعة كمسلمين أن هناك فارقا كبيرا بين ما نحن مقتنعين به وبين ما نطبقه في حياتنا
بين ما هو كائن وبين ما نحن متأكدون وواثقون بل ومعتقدون أنه واجب أن يكون
من الممكن أن يكون فصاما في الشخصية المسلمة في عصرنا الحالي
ومن الممكن أن يكون صورة من صور النفاق فما النفاق إلا أن تقول أو تفعل شيئا وأن تعتقد في عكسه
أرأيت إن كان ما تعتقده هو الخطأ أو الصواب ، أو إن كان ما تقوله هو الخطأ أو الصواب
ترى هل هذا يهم ؟ لا أعتقد
فالمهم هو البون الشاسع بين القول والفعل وبين القناعة العقلية
ولن يعدم أحد مبررا لتصرفاته مهما بلغت من الفجاجة والوقاحة والتجرؤ على الحق
هذه القناعات العقلية ولا شك زائفة غير ذات أساس وعلى غير علم ولا بينة
لا أفهم أن يكون الرجل متدينا وزوجته متبرجة
ولا أفهم أن تكون المرأة محجبة أو منتقبة وابنتها كاسية عارية
ولا أفهم أن يكون المسلم مهتما بالسنن تاركا للفرائض كأن يكون منهمكا في ضبط السمت الخارجي له تاركا نصرة الحق والصدع بكلمة الحق ولو عند سلطان جائر
لا أفهم أن يكون المسلم الملتزم نماما أو لعانا أو سبابا أو سيء الظن أو خائنا للأمانة أو كذابا أو حاد الطباع غضوبا أو مماريا مجادلا بالباطل
لا أفهم أن يعرض للمسلم جديد في حياته ثم لا يبادر بالسؤال عن الحلال والحرام فيه وكأنه نزل من بطن أمه عالما
اليس لباس المرأة المسلمة من القناعات العقلية التي صارت معلومة من الدين بالضرورة ويعرف صفاته الكبير والصغير ؟ إذن فلماذا يطلق على المتبرجة الكاسية العارية أنها محجبة لمجرد أنها غطت شعرها ؟
أليست الأخلاق الحسنة والقبيحة معروفة بالفطرة لدى البشر كلهم ؟ إذن لماذا يسوغ البعض لأنفسهم مخالفتها بحجج واهية برغم أنهم هم أنفسهم لن يقبلوا هذه الحجج لو قالها لهم أحد آخر
ألسنا جميعا ندرك يقينا أن سلامة الإعتقاد وصحته هو حجر الزاوية في الإسلام وأنه لا دين لمن لا تصح عقيدته ؟ وأن القرآن نزل بالعقيدة وتثبيتها أولا في المرحلة المكية ؟ وأن هذه العقيدة كانت المحرك والوقود الذي أنار قلوب الصحابة رضوان الله عليهم فصاروا سادة الدنيا قرونا ونحن نريد أن نكون مثلهم ؟ إذن لماذا لسنا حريصين على الإطلاق على معرفة هذه العقيدة السليمة ولو بصورة معرفية بل على العكس هناك صد شديد من النفس عند الدخول الى هذه الموضوعات العقائدية وكأن هناك عقدة في النفوس منها وما ذلك إلا لصد الشيطان لنا عن سبيل الله واتباعنا لخطوات الشيطان
عن عبدالله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا، ثم قال: (هذا سبيل الله) ثم خط خطوطا عن يمينه وخطوطا عن يساره ثم قال (هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها) ثم قرأ "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتعبوا السبل فتفرق بكم عن سبيله".
وعن جابر بن عبدالله قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا، وخط خطين عن يمينه، وخط خطين عن يساره، ثم وضع يده في الخط الأوسط فقال: (هذا سبيل الله - ثم تلا هذه الآية - "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتعبوا السبل فتفرق بكم عن سبيله"
بعد كل ما ذكرت وكل منا يعرف أكثر منه بكثير عن نفسه وعمن حوله ، أسألكم
ألسنا على خطر جد عظيم ؟
ألسنا على خطر النفاق ؟
فما النجاة إذن ؟ اقرأوا معي قول الله تعالى في سورة النساء
{إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما}
وتفسيرها :
من شرط التائب من النفاق أن يصلح في قوله وفعله، ويعتصم بالله أي يجعله ملجأ ومعاذا، ويخلص دينه لله؛ كما نصت عليه هذه الآية ؛ وإلا فليس بتائب
ولهذا أوقع أجر المؤمنين في التسويف لانضمام المنافقين إليهم. والله أعلم. قال الفراء: معنى "فأولئك مع المؤمنين" أي من المؤمنين. وقال القتبي: حاد الله عن كلامهم غضبا عليهم فقال: "فأولئك مع المؤمنين" ولم يقل: هم المؤمنون.
نعوذ بك ياربنا من أن تغضب علينا
نعوذ بك ياربنا من أن تغضب علينا
نعوذ بك ياربنا من أن تغضب علينا
اللهم طهر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء و ألسنتنا من الكذب و أعيننا من الخيانة آمين آمين آمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخي أبونظارة
ReplyDeleteلقد طرقت موضوعا في غاية الاهمية
وو ان يساءل كل مسلم نفسه: هل في من النفاق أكثر من الايمان؟
ولم لا فقد كان امير المؤمنين عمر بن الخطاب يسأل نفسه ويسأل حذيفة حامل سر الرسول في معرفة المنافقين
وقد قرأت لأحد علماء السلف الكرام نهيه لأحد المسلمين أن يدعو بإهلاك المنافقين مفسرا نهيه بأن لو هلك المنافقين لما وجدت الاسواق ولما اكتمل جيش للمسلمين أبدا
ألهذا الحد يكون المنافقين أغلبية في المجتمع المسلم
الي الله الملجأ والملاذ
بارك الله فيك وتقبل منك ورزقنا واياك الصراط المستقيم والاخلاص
ReplyDeleteنزار
أخي د.إيهاب
ReplyDeleteنورت المدونة بعد طول غياب
فحمدا لله على أنك بخير
أخي الحبيب النفاق نوعان كلاهما شر وإن اختلفت درجتا الشر بينهما
الأول نفاق الكفر والعياذ بالله وهو أن يضمر المنافق الكفر وهو يظهر الإيمان أما الثاني فنفاق العمل وهو الذي كان النبي يستعيذ بالله منه ويعلمنا ذلك قائلا : اللهم طهر قلبي من النفاق
وهو الذي كان سيدنا عمر يسأل عنه سيدنا حذيفة قائلا : هل تعلم في شيئاً من النفاق
وهو الذي ذكره الحسن البصري في قوله : والله الذي لا إله إلا هو، ما مضى مؤمن قط ولا بقي إلا وهو من النفاق مشفق، ولا مضى منافق قط ولا بقي إلا وهو من النفاق آمن
أعاذنا الله وإياكم من النفاق
وجزاكم الله خيرا
أخي نزار
ReplyDeleteآمين
وفيكم بارك الله
جزاكم الله خيرا
بسم الله
ReplyDeleteعافانا الله واياكم من هذه الافة العظيمة
كنت قد كتبت عن هذا الافة بوست بعنوان
لما تقول ما لا تفعل
هنا
http://ana-elbahr.blogspot.com/2008/09/blog-post_07.html
تحياتي الخالصة
أخي أحمد
ReplyDeleteشرفتني بزيارتك
كما سعدت بالتعرف على مدونتك الجميلة
نحن يا أخي نفتقد ما يشبه التوافق العضلي العصبي فيختل توازننا الإيماني تماما كما يحدث لصاحب هذا المرش العضوي
نحن نعتقد بصحة ووجوب أمور كثيرة ولكننا نفعل الخطأ وتغلبنا نفوسنا الضعيفة وتقهرنا شياطين الأنس والجن لنقول ونفعل ما نندم عليه فنحن نعلم تماما خطأ ما نقول وما نفعل لأنه ببساطة يخالف ما نعتقد نحن أنه صحيح
وهو ما سماه الأستاذ سيد قطب بالفصام النكد
جزاكم الله خيرا
بارك الله فيك يا أخي
ReplyDeleteكثير ما تراودني هذه الفكرة
فكرة النفاق
هل أنا منافق والعياذ بالله
ارجو ألا أكون ذاك
ولكن ماذا تفعل عندما تنوي التوبة عن ذنب معين أنت أصلا غير مقتنع به ثم ما تلبث أن تعود
يارب رحمتك ,,
تحيتي على كتابتك الجميلة ..
أخي الكريم : أبو نظارة
ReplyDeleteافتقدنا كتاباتك في فترة غيابك
صدقت فيما كتبت
جزاك الله خيراً