خلق الله النفوس أحراراً، وأودعها عزةً وكرامة ، وتلك وديعة الله في الإنسان -كل الإنسان- وأمانة الخالق في المخلوق -كل مخلوق-ومن ثم أصبح ابن آدم مؤتمناً على نفسه أن يصونها فلا يبددها وأن يحفظها فلا يضيعها ، فلا تستعبد لمخلوق ولا تستذل لمعصية حتى تُرد إلى صاحبها حرة كما خلقها عزيزة كما أبدعها كريمة كما أنشأها إن حريتك هي سر قوتك
عدا كلب الصيد خلف أرنب فرَهِقَ ولم يدركه فلقيه من غد فقال: كيف كان ذلك منك ؟! فرد الأرنب : إنك كنت تعدو لحساب صاحبك أما أنا فكنت أعدو لحساب نفسي . وذكروا أن عنترة لما قال له أبوه : قم عنترة فًكِرْ .فرد عنترة : إن العبد لا يحسن الكرًّ والفرّ . فقال أبوه : كِرّ عنترة ... وأنت حر .فقام عنترة فَكَرّ حتى انتزع النصر . وكان جيفارا يقول : "حيث لا حرية فثَمّ وطني" أي أنه يؤثر أن يناضل مع المحرومين من الحرية على أن ينعم مع الرافلين في نعيمها
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى ولكن نفس الحر تحتمل الظما ومن هنا كانت مدونتي " بلا وطن"... الوطن من أشرف القيود التي يتقيد بها الإنسان ، ولكن إذا حال الوطن بين المرء وحريته فليرحل إلى غيره .. وهكذا حتى يصير " بلا وطن " . "....ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها .... " (سورة النساء ، الآية 75) .ثم إن الجهاد إلى حد القتال وبذل النفس والنفيس خير من القعود في وطن منته القيود وعطاؤه الأسر " ... وتلك نعمة تمنها عليّ أن عبدت بني إسرائيل " (سورة الشعراء ، الآية 22 )والناظر إلى قصص الأنبياء وحياة المجاهدين والعلماء والفاتحين يجدهم بلا وطن . : . الحرية قبل الدين . : . نعم .. لأنه لا دين بغير حرية..ولا عقيدة بغير اختيار " لا إكراه في الدين ... " (سورة البقرة ، الآية 256) ، وكل من اختار فكرا ً أو دينا ً أو معتقدا ً تحت الضغط فلا عبرة باختياره ولا قيمة لمعتقده حتى يكون حرا ً إلى درجة أن ينشرح صدره باختياره وأن يسعد بقراره " من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح للكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم " (سورة النحل ، الآية 106)
*****
هذا ما كتبه أخي الفاضل الدكتور توكل مسعود عن سبب تسميته مدونته القيمة باسم بلا وطن
أسأل الله أن يرده الى دعوته وإلى أهله والى جميع أحبابه وتلامذته سالما غانما ، وأن يفك أسره وأن يجزل له الثواب وأن يثبته في محنته وأن يربط على قلبه وقلوب إخوانه أجمعين اللهم آمين
وليعذرني السادة الزائرون فسوف أغلق التعليقات على التدوينات القادمة لحين خروج أخي الدكتور توكل وعودته الينا سالما غانما
ولمن أراد أن يشرفني بالمراسلة فليتفضل على بريدي الإلكتروني
abonazzara@gmail.com