أعياني التفكير في ما يسمى السلفيون او الحركة السلفية أو التيار السلفي
مبدئيا أنا أعلن حبي لهم واعتبارهم فصيلا رئيسيا من فصائل الدعوة الإسلامية شاء من شاء وأبى من ابى
كما أني أرى الواحد منهم أقرب الي ممن سواه ممن لايس لهم جهد للتمكين لنصرة دين الله
كما أرى الواحد منهم خير من ملء الأرض من المحاربين لدين الله أو غير الموحدين
نعم أختلف معهم في وسائل وتطبيقات وفهم وافكار وأولويات هذا حق
ولكني أحفظ لهم قدرهم ودورهم ومرابطتهم على ثغور لا يرابط عليها سواهم
هذه قناعاتي ادين بها لله رب العالمين
كانت هذه مقدمة لا بد منها قطعا للطريق على الصيادين في الماء العكر أو المبغضين لإخواني هؤلاء
ولكن كل ذلك لم يمنع حيرتي في التفكير فيما كانوا وكيف أصبحوا الى أين يسيرون
فمن إنكار العمل في السياسة
وإنكار دخول المجالس التشريعية
واعتبار أن الطريق الوحيد لنشر الإسلام والتمكين له هو العلم ونشر العقيدة الصحيحة وغير ذلك مضيعة للوقت وتشبه بغير المسلمين
وغير ذلك من المبادي التي "كانت" -وكنا نحسبها -راسخة
اقرأ إن شئت مقالة أحدهم والتي يقول فيها متهكما أنه من فلول السلفية التي كانت قبل الثورة ثم يشرح كيف كانوا
وهذا الأخ من القلائل الذين يقولون هذا الآن
تلك المبادئ والمفاهيم كانوا يوالون ويعادون عليها ويشددون النكير على من يتجاوزها بتهم قد تصل الى التكفير والتفسيق والتبديع واتباع غير سبيل المؤمنين
وهذا رأي الدكتور أحمد فريد في السياسة
كما يمكنك عزيزي القارئ تنزيل كتيب إبلاغ الحق الى الخلق الذي كان يطبع في التسعينات ويوزع مجانا في مصر كلها من التيار السلفي وجماعة الجهاد والجماعة الإسلامية والذي يستدل ويؤسس على ان دخول المجالس التشريعية يخالف عقيدة التوحيد
رابط تنزيل الكتيب من هنا
وكذلك في حكم الخروج على الحاكم
ففي هذا الرابط يعتبرونه غيرجائز ويردون على من احتج بحركة ابن الأشعث في العهد الأموي !!
يمكنك قراءة الموضوع من هنا
وفي موقع "لا للإرهاب" يمكنك مطاعة حوالي ثلاثة عشرة موضوعا عن حكم الخروج على الحاكم
فماذا حدث بعد الثورة ؟
تغيرت لغة الخطاب بنسبة كبيرة فصرنا نرى من ظل ثابتا على رأيه يُنعت بأنه من أدعياء السلفية
مثل الموضوع على هذا الرابط
وصار الكلام في السياسة والخبرات السياسية مقياسا للتفضيل ومدعاة للتباهي والافتخار
وتم تدشين صفحة على الفيس بوك بعنوان "الصفحة الرسمية للدعوة السلفية بمصر
وانضم لها أكثر من 15000 شخص حتى الآن
بينما الصفحة الخاصة بحزب النور السلفي والمفترض أنه جزء من الدعوة السلفية
قد انضم اليها حوالي 114000 شخص
وهذا يبين اندفاع السلفيين الى الجناح السياسي وبقوة وحماس تفوقت على الولاء التقليدي للحركة السلفية نفسها
لا بأس من هذا كله ولكن انتظر...
هل السلفيون الذين كانوا قبل الثورة هم نفسهم الذين تحولوا بعد الثورة ؟
بمعنى آخر هل السلفيون كلهم في حركة أو مدرسة أو فكر أو مرجعية أو جماعة -أو سمها ماشئت- واحدة؟
هل حتى مشايخهم وعلماؤهم على رأي واحد
تعالوا نستعرض هذا الأمر
هذا مقال خطير للشيخ أحمد النقيب يستنكر فيه بشدة وبألفاظ قاسية انخراط السلفيين في العمل السياسي ويصفهم بالحزبيين
ثم هو يواصل هجومه الشديد ويدعو السلفيين الى المراجعة
نأتي للدكتور طارق عبد الحليم الذي يواصل رفضه للتجربة السياسية للسلفيين في مقال ساخن مسميا اياهم بأرباب البرلمان
هناك صفحات بدأت في الظهور على الفيس بوك أيضا تناقض توجه السلفيين الجديد لعل أبرزها صفحة شباب ضد الديموقراطية
بينما تبنى بعض السلفيين خطابا أكثر هدوءا في مخاطبة مخالفيه ثم لا يلبث أن يثور في نهايته مذكرا ومنذرا لهم
بل وزاد الأمر توترا الى أن وصل الخطاب الى السباب المزري في النقد مما يبين حجم الإحساس بالكارثة عند من يخالفون التوجه السياسي للسلفيين
والآن وبسرعة دعني أخرجك من الماء شديد السخونة والالتهاب الى الماء البارد سياسيا طبعا بهذا المقال لرئيس حزب النور عماد عبد الغفور، وأرجو عزيزي القارئ أن تقرأ التعليقات لتعرف حجم الفجوة التي أتحدث عنها
والآن وقد اتضحت الصورة أو أرجو أن تكون كذلك-
هل ستكون الممارسة السياسية للسلفيين سببا في تغيرهم أم في انفراط عقدهم؟
هل سيصمد السلفيون السياسيون أمام هذا السيل الجارف والتهم اللاذعة التي طالما جرعوها هم للإخوان؟
أم هل تؤدي هذه التجربة الى إفراز كيان جديد يجمع بين التصور السلفي العقائدي والعمل العام بصورته الحديثة؟
هل هذه التجربة إضافة الى رصيد السلفيين بمصر أم خصم منه؟
وأخيرا هل هناك خوف من تنامي التيار السلفي الجهادي بأفكار ما قبل المراجعات مرة أخرى في مصر كرد فعل مساوي في المقدار ومضاد في الاتجاه لزحف الكثير من السلفيين نحو السياسة؟
الله أعلم
------------------
ملحوظة منهجية: جميع الروابط المدرجة في هذا المقال من مواقع سلفية وكتبت بأيديهم حتى نحقق قولنا الذي ردده إخواننا السلفيون من بعدنا"اسمع من ولا تسمع عنا" وأنا مستعد لتدارك أي خطأ في المقال لو تبين لي ذلك
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
-----------------
خاطرة : كل ما قيل في نقد السلفيين الذين شاركوا في الحياة السياسية ،قيل وأكثر منه على الإخوان وكان السلفيون أنفسهم يقولونه ... فسبحان من يغير ولا يتغير
مبدئيا أنا أعلن حبي لهم واعتبارهم فصيلا رئيسيا من فصائل الدعوة الإسلامية شاء من شاء وأبى من ابى
كما أني أرى الواحد منهم أقرب الي ممن سواه ممن لايس لهم جهد للتمكين لنصرة دين الله
كما أرى الواحد منهم خير من ملء الأرض من المحاربين لدين الله أو غير الموحدين
نعم أختلف معهم في وسائل وتطبيقات وفهم وافكار وأولويات هذا حق
ولكني أحفظ لهم قدرهم ودورهم ومرابطتهم على ثغور لا يرابط عليها سواهم
هذه قناعاتي ادين بها لله رب العالمين
كانت هذه مقدمة لا بد منها قطعا للطريق على الصيادين في الماء العكر أو المبغضين لإخواني هؤلاء
ولكن كل ذلك لم يمنع حيرتي في التفكير فيما كانوا وكيف أصبحوا الى أين يسيرون
فمن إنكار العمل في السياسة
وإنكار دخول المجالس التشريعية
واعتبار أن الطريق الوحيد لنشر الإسلام والتمكين له هو العلم ونشر العقيدة الصحيحة وغير ذلك مضيعة للوقت وتشبه بغير المسلمين
وغير ذلك من المبادي التي "كانت" -وكنا نحسبها -راسخة
اقرأ إن شئت مقالة أحدهم والتي يقول فيها متهكما أنه من فلول السلفية التي كانت قبل الثورة ثم يشرح كيف كانوا
وهذا الأخ من القلائل الذين يقولون هذا الآن
تلك المبادئ والمفاهيم كانوا يوالون ويعادون عليها ويشددون النكير على من يتجاوزها بتهم قد تصل الى التكفير والتفسيق والتبديع واتباع غير سبيل المؤمنين
وهذا رأي الدكتور أحمد فريد في السياسة
كما يمكنك عزيزي القارئ تنزيل كتيب إبلاغ الحق الى الخلق الذي كان يطبع في التسعينات ويوزع مجانا في مصر كلها من التيار السلفي وجماعة الجهاد والجماعة الإسلامية والذي يستدل ويؤسس على ان دخول المجالس التشريعية يخالف عقيدة التوحيد
رابط تنزيل الكتيب من هنا
وكذلك في حكم الخروج على الحاكم
ففي هذا الرابط يعتبرونه غيرجائز ويردون على من احتج بحركة ابن الأشعث في العهد الأموي !!
يمكنك قراءة الموضوع من هنا
وفي موقع "لا للإرهاب" يمكنك مطاعة حوالي ثلاثة عشرة موضوعا عن حكم الخروج على الحاكم
فماذا حدث بعد الثورة ؟
تغيرت لغة الخطاب بنسبة كبيرة فصرنا نرى من ظل ثابتا على رأيه يُنعت بأنه من أدعياء السلفية
مثل الموضوع على هذا الرابط
وصار الكلام في السياسة والخبرات السياسية مقياسا للتفضيل ومدعاة للتباهي والافتخار
وتم تدشين صفحة على الفيس بوك بعنوان "الصفحة الرسمية للدعوة السلفية بمصر
وانضم لها أكثر من 15000 شخص حتى الآن
بينما الصفحة الخاصة بحزب النور السلفي والمفترض أنه جزء من الدعوة السلفية
قد انضم اليها حوالي 114000 شخص
وهذا يبين اندفاع السلفيين الى الجناح السياسي وبقوة وحماس تفوقت على الولاء التقليدي للحركة السلفية نفسها
لا بأس من هذا كله ولكن انتظر...
هل السلفيون الذين كانوا قبل الثورة هم نفسهم الذين تحولوا بعد الثورة ؟
بمعنى آخر هل السلفيون كلهم في حركة أو مدرسة أو فكر أو مرجعية أو جماعة -أو سمها ماشئت- واحدة؟
هل حتى مشايخهم وعلماؤهم على رأي واحد
تعالوا نستعرض هذا الأمر
هذا مقال خطير للشيخ أحمد النقيب يستنكر فيه بشدة وبألفاظ قاسية انخراط السلفيين في العمل السياسي ويصفهم بالحزبيين
ثم هو يواصل هجومه الشديد ويدعو السلفيين الى المراجعة
نأتي للدكتور طارق عبد الحليم الذي يواصل رفضه للتجربة السياسية للسلفيين في مقال ساخن مسميا اياهم بأرباب البرلمان
هناك صفحات بدأت في الظهور على الفيس بوك أيضا تناقض توجه السلفيين الجديد لعل أبرزها صفحة شباب ضد الديموقراطية
بينما تبنى بعض السلفيين خطابا أكثر هدوءا في مخاطبة مخالفيه ثم لا يلبث أن يثور في نهايته مذكرا ومنذرا لهم
بل وزاد الأمر توترا الى أن وصل الخطاب الى السباب المزري في النقد مما يبين حجم الإحساس بالكارثة عند من يخالفون التوجه السياسي للسلفيين
http://muslm.net/vb/showthread.php?t=462491
وكذلك رأي الشيخ العدوي في الانضمام الى الأحزاب والرضى بالديموقراطية من هناثم يظهر في المشهد طرف جديد للسلفية لا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا هو التيار السلفي الجهادي وهذا التيار قد شارك بمباركة قاداته التاريخية في التحالف مع حزب النور السلفي في العملية الانتخابية
إلا أن بعض مشايخ هذا التيار أيضا لا ترى الانخراط في العملية الديموقراطية
مثل الشيخ أحمد عشوش وهو زائع الصيت في هذا التيار في مقاله "حزب النور بين الاسلام والجاهلية" هنا
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=447812إلا أن بعض مشايخ هذا التيار أيضا لا ترى الانخراط في العملية الديموقراطية
مثل الشيخ أحمد عشوش وهو زائع الصيت في هذا التيار في مقاله "حزب النور بين الاسلام والجاهلية" هنا
وسار على نفس درب الشيخ عشوش بعض السلفية
بل وصل بهم الأمر الى صنع أكثر من 23 لقطة فيديو على اليوتيوب بعنوان "نصرهم الله فانتكسوا" مثل هذا
وتدبيج المقالات القادحة الذامة والتي ترجع مرة أخرى للحديث عن أن "الانتخابات شرك وكفر" مثل هذا
أو يمكنك مشاهدة خطبة الشيخ أسامة سليمان في الرد على الحزبية وحزب النور والشيخ ياسر برهامي من هنا
والآن وبسرعة دعني أخرجك من الماء شديد السخونة والالتهاب الى الماء البارد سياسيا طبعا بهذا المقال لرئيس حزب النور عماد عبد الغفور، وأرجو عزيزي القارئ أن تقرأ التعليقات لتعرف حجم الفجوة التي أتحدث عنها
والآن وقد اتضحت الصورة أو أرجو أن تكون كذلك-
هل ستكون الممارسة السياسية للسلفيين سببا في تغيرهم أم في انفراط عقدهم؟
هل سيصمد السلفيون السياسيون أمام هذا السيل الجارف والتهم اللاذعة التي طالما جرعوها هم للإخوان؟
أم هل تؤدي هذه التجربة الى إفراز كيان جديد يجمع بين التصور السلفي العقائدي والعمل العام بصورته الحديثة؟
هل هذه التجربة إضافة الى رصيد السلفيين بمصر أم خصم منه؟
وأخيرا هل هناك خوف من تنامي التيار السلفي الجهادي بأفكار ما قبل المراجعات مرة أخرى في مصر كرد فعل مساوي في المقدار ومضاد في الاتجاه لزحف الكثير من السلفيين نحو السياسة؟
الله أعلم
------------------
ملحوظة منهجية: جميع الروابط المدرجة في هذا المقال من مواقع سلفية وكتبت بأيديهم حتى نحقق قولنا الذي ردده إخواننا السلفيون من بعدنا"اسمع من ولا تسمع عنا" وأنا مستعد لتدارك أي خطأ في المقال لو تبين لي ذلك
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
-----------------
خاطرة : كل ما قيل في نقد السلفيين الذين شاركوا في الحياة السياسية ،قيل وأكثر منه على الإخوان وكان السلفيون أنفسهم يقولونه ... فسبحان من يغير ولا يتغير
المسلمون كيان واحد وقد عاب الله سبحانه وتعالي علي من يفرقون دينهم شيعا واحزابا كل حزب بما لديهم فرحون وفي الاخره فشل زريع فاللهم اجمع شمل المسلمين ولانري تلك الفرقه بينهم
ReplyDeletehttp://hobby-myfamily.blogspot.com/
اللهم آمين
ReplyDeleteجزاكم الله خيرا
استاذنك اخى الحبيب ان اقوم بنشر بعض من مقالاتك فى مدونتى لاننى معجب بها ارجوك سامحنى جدا ولك منى كل الحب والاحترام
ReplyDelete