Wednesday, June 26, 2013

للشاعر إبراهيم بريول - رحمه الله

بك أستجير فمن يجير سواكـا فأجر ضعيفاً يحتمي بحماكـا

إني ضعيف أستعين على قوى ذنبي ومعصيتي ببعض قواكـا

أذنبت ياربي وآذتنـي ذنـوب مالهـا مـن غافـر الاكــا

دنياي غرتني وعفوك غرنـي ما حيلتـي فـي هـذه أو ذاك

يا مدرك الأبصار والأبصار لا تـدري لـه ولكنهـه إدراكـا

إن لم تكن عيني تراك فإننـي في كل شيء أستبيـن علاكـا

يا منبت الأزهار عاطرة الشذا هذا الشذا الفواح نفح شذاكـا

رباه ها أنذا خلصت من الهوى واستقبل القلب الخلي هواكـا

وتركت أنسي بالحياة ولهوها ولقيت كل الأنس في نجواكـا

ونسيت حبي واعتزلت أحبتي ونسيت نفسي خوف أن أنساكا

أنا كنت ياربي أسير غشـاوة رانت على قلبي فضل سناكـا

واليوم ياربي مسحت غشاوتي وبدأت بالقلب البصيـر اراكـا

يا غافر الذنـب العظيـم وقابـلاً للتـوب قلـب تائـبـاً ناجـاكـا

يارب جئتك ثاويـاً أبكـي علـى مـا قدمتـه يـداي لا أتبـاكـى

أخشى من العرض الرهيب عليك يا ربـي وأخشـى منـك إذ ألقاكـا

يارب عدت إلـى رحابـك تائبـاً مستسلمـاً مستمسكـاً بعـراكـا

مالي ومـا للأغنيـاء وأنـت يـا ربـي الغنـي ولا يحـد غنـاكـا

مالي ومـا للأقويـاء وأنـت يـا ربي عظيـم الشـأن مـا أقواكـا

إني أويت لكل مأوى فـي الحيـاة فمـا رأيـت أعـز مـن مأواكـا

وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة فلم تجد منجـى سـوى منجاكـا

وبحثت عن سر السعـادة جاهـداً فوجدت هذا السـر فـي تقواكـا

فليرضى عني الناس أو فليسخطوا أنا لم أعد أسعـى لغيـر رضاكـا

أدعـوك ياربـي لتغفـر جوبتـي وتعينـنـي وتمـدنـي بهـداكـا

فاقبل دعائي واستجب لرجاوتـي ما خاب يوماً من دعـا ورجاكـا

يارب هذا العصـر ألحـد عندمـا سخّـرت ياربـي لـه دنيـاكـا

ما كان يطلـق للعـلا صاروخـه حتـى أشـاح بوجهـه وقلاكـا

أوما درى الإنسان أن جميع مـا وصلت إليه يـداه مـن نعماكـا

يا أيهـا الإنسـان مهـلاً واتئـد واشكر لربك فضـل مـا أولاكـا

أفـإن هـداك بعلمـه لعجيـبـه تـزورََََّ عنـه وينثنـي عِطفاكـا

قل للطبيب تخطفته يـد الـردى يا شافي الأمراض من أرداكـا ؟

قل للمريض نجا وعوفي بعدمـا عجزت فنون الطب ، من عافاكا ؟

قل للصحيح يموت لا مـن علـة من بالمنايا يا صحيـح دهاكـا ؟

قل للجنين يعيـش معـزولاً بـلا راع ٍ ومرعى ما الذي يرعاكـا ؟

قل للوليد بكى وأجهـش بالبكـا عند الـولادة ماالـذي أبكاكـا ؟

وإذا ترى الثعبان ينفـث سمـه فاسأله من ذا بالسموم حشاكـا؟

واسأله كيف تعيش يا ثعبـان أو تحيا وهذا السـم يمـلأ فاكـا؟

واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهداً وقل للشهد مـن حلاكـا؟

بل سائل اللبن المصفى كان بين دم وفرث مـن الـذي صفاكـا؟

وإذا رأيت الحي يخرج من ثنايـا ميـت فاسألـه مـن أحيـاكـا؟

قل للهواء تحسه الأيدي ويخفـى عن عيون الناس مـن أخفاكـا؟

وإذا رأيت البدر يسـري ناشـراً أنواره فاسألـه مـن أسراكـا؟

وإذا رأيت النخل مشقوق النـوى فاسأله من يا نخل شق نواكـا؟

وإذا رأيت النـار شـبّ لهيبهـا فاسأل لهيب النار مـن أوراكـا؟

وإذا ترى الجبل الأشم مناطحـاً قمم السحاب فسله من أرساكـا؟

وإذا ترى صخراً تفجـر بالميـاه فسله من بالماء شـق صفاكـا؟

وإذا رأيت النهر بالعـذب الـزلال جرى فسله مـن الـذي أجراكـا؟

وإذا رأيت البحر بالملح الأجـاج طغى فسله مـن الـذي أطغاكـا؟

وإذا رأيت الليـل يغشـى داجيـاً فاسأله من يا ليل حـاك دجاكـا؟

وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيـا فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا؟

هذي العجائب طالما أخـذت بهـا عينـاك وانفتحـت بهـا أذناكـا

والله في كـل العجائـب مبـدع إن لم تكن لتـراه فهـو يراكـا

يا أيها الإنسـان مهـلاً مالـذي بالله جـل جـلالـه أغـراكـا؟

فاسجـد لمـولاك القديـر فإنمـا لابـد يومـاً تنتـهـي دنيـاكـا

وتكون في يـوم القيامـة ماثـلاً تجزى بمـا قـد قدمتـه يداكـا 

No comments:

Post a Comment


ومـا مــِن كاتبٍ إلا سيبلى
ويُبقي الدهر مــا كتبت يـداهُ
فلا تكتُب بخطِك غير شيءٍ
يسُــرك في القيامةٍ أن تـراهُ