أين تقع دارفور :
دارفور : إقليم واسع ، يقع غرب السودان، على الحدود مع تشاد وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى.. ومساحة دارفور حوالي نصف مليون كيلومترمربع، بحجم مساحة فرنسا، ويمثل 20% من مساحة السودان ، وفيها مناطق زراعيةخصبة، ومرتفعات جبلية عالية أعلاها جبل مرة الذي يزيد ارتفاعه على ثلاثة آلاف متر وعاصمة دارفور مدينة الفاشر
السكان والتركيبة السكانية :
ويبلغ عدد سكان إقليم دار فور نحو6.7 مليون نسمة ، وجميع سكانه مسلمون "سنّة" ، ومعظم سكان دارفور من أهل القرآن ، وحفاظ القرآن فيها كثيرون، وتنتشر فيها مدارس تعليم وتحفيظ القرآن. وتخرج دارفور حفاظ وعلماء القرآن ، الذين ينطلقون إلى مختلف أقاليم السودان ، يعلمون فيها الناس القرآن. وذهب كثير من حفاظ القرآن في دارفور إلى أقاليم السودان الجنوبية ينشرون فيها أنوار القرآن بين السكان الجنوبيين ، ولذلك تعتبر دارفور قلعة القرآن في السودان
ونظرا للمساحة الشاسعة للإقليم وضعف الحكومات المركزية في الخرطوم فقد انتشر السلاح في الإقليم وتفاقمت النزاعات القبلية .
وقد انقسم الإقليم منذ عام 1994م إلى ثلاثة أقاليم متجاورة ومختلطة الأعراق وهي الغرب والشمال والجنوب، و تبلغ نسبة الجماعات الإفريقية نحو60% بينما تبلغ نسبة العرب الـ 40 % الباقية.
ويقطن في الريف 75% من سكان دارفور، بينما يمثل الرعاة الرحل حوالي 15%، والباقون يقيمون في بعض المدن، مثل الفاشر، ونيالا، وزالنجي .
وتنقسم القبائل في دارفور إلى قسمين هما : "القبائل المستقرة" وهي تلك القبائل الموجودة في المناطق الريفية مثل: "الفور" باسمها سمي الاقليم فمعنى دارفور : أرض فور ، و"المساليت" و"الزغاوة"، و"الداجو" و"التنجر" و"التامة"، وغالبيتهم من الأفارقة، ويتكلمون لغات محلية إضافة إلى العربية، وبعضهم من العرب، والقسم الثاني هو: "القبائل الرحل" وهي تلك القبائل التي تتنقل من مكان لآخر بحسب وجود الماء والرعي، وهي قبائل وفدت للمنطقة مثل : "أبالة" و"زيلات" و"محاميد" و"مهريه" و"بني حسين" و"الرزيقات" و"المعالية"، و غالبيتهم عرب يتحدثون اللغة العربية، ومنهم أيضا أفارقة
تاريخ دارفور
وقد انضمت منطقه دارفور إلى السودان عام 1916 إلا أن ذلك لا يعني أنها لم تكن تابعة للسودان قبل ذلك، حيث إنها خضعت للعهد المصري من خلال الزبير باشا في الفترة من 1884 إلى 1898، ثم دانت للدولة المهدية من 1884 إلى 1898، وبقيت مستقلة كفترة انتقالية قصيرة في الفترة من 1898 إلى 1916 تحت حكم السلطان علي دينار إلى أن عادت للخضوع للحكم الثنائي منذ عام 1916 وحتى استقلال السودان عام 1956.
وقد كانت دارفور مملكة إسلامية مستقلة لعدة قرون ، حتى وقت قريب وقد دخلها الإسلام واستقر فيها منذ القرون الأولى ، ولها تاريخ إسلامي راسخ وحكمها سلاطين وملوك مسلمون ، من أشهرهم السلطان "علي دينار" الذي أدى مناسك الحج في القرن التاسع عشر، وكان سلطاناً غنياً قوياً، ولما مر بأرض الميقات، التي كانت تسمى الجحفة قام بتعميرها وإصلاحها، وحفر الآبار و قام بتوفير المياه فيها خدمة للحجاج والمعتمرين، وسميت المنطقة باسمه " آبار علي" التي نحرم منها عندما نخرج من المدينة. وكانت سلطنة دارفور الإسلامية قوية وغنية، بحيث كانت تصنع فيها كسوة الكعبة زمن السلطان "علي" وبعده..
أصل النزاعات
كانت أسباب النزاعات في دارفور ترجع دائمة لأسباب طبيعية مثل الاختلاف علي الرعي والأرض ، وليس لأسباب عقائدية لأن سكان دارفور كانوا منذ دخولهم الإسلام مخلصين له ، ومن اجله حاربوا في صفوف الخلافة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولي مما جعلهم عرضه لانتقام بريطانيا بعد الحرب وشهدت دارفور التمرد تلو الآخر منذ الستينات من القرن الماضي بإيعاز من أبناء الإقليم المقيمين في الخارج فكان هناك تمرد حركة سوني وتمرد جبهة نهضة دارفور، وجبهة الدكتور دريج وحرير وأخيرا تمرد حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان والتحالف السوداني الديمقراطي الفيدرالي, وهذا الأخير كان محركه الأول هو الرغبة في اقتسام عائدات البترول برغم ان الديون الخارجية للحكومة المركزية تصل إلي 24 مليار دولار بينما يبلغ إجمالي عائدات البترول السنوية ملياري دولار، ومما يؤكد ذلك أن هذا التمرد لم يظهر إلا بعد ظهور البترول في جنوب ووسط السودان.
وفي العقود الأخيرة تكاتفت عدة عوامل وأدت إلي اشتعال الصراع بصورة واضحة, وأهم هذه العوامل :-
- فترات القحط والجفاف.
- التنافس علي الموارد الضئيلة.
- سهولة الحصول علي الأسلحة وهو ما أدى إلي إراقة المزيد من الدماء في نزاعاتهم المحلية.
- إلي جانب عامل سياسي مهم حدث في عام 1994 عندما أعيد التنظيم الإداري لإقليم دارفور وتم بمقتضاه منح أفراد الجماعات العرقية مناصب في السلطة ، وهو ما رأته طائفتا المساليت و فور بمثابة تقويض لدورهما في الإقليم الذي يشكلان أغلبية سكانه.
كل هذه العوامل السابقة أدت إلي اشتعال الصراع, حيث نشبت الاشتباكات الطائفية المسلحة في غربي دارفور وغيرها في عامي 1998 ، 1999 حين بدأ العرب الرحل في النزوح مع قطعانهم نحو الجنوب قبل الوقت المعتاد ونتيجة لذلك اندلعت الاشتباكات بين الطائفتين ، حيث أحرق ما يزيد على 60 قرية من قري طائفة (مساليت), وقرية عربية واحدة .. كما قتل ما يقرب من (69) من أبناء المساليت في مقابل (11) عربيا, ونزح نحو (خمسة آلاف) من أبناء المساليت إما إلي بلدة (جنينة) أو( تشاد(.
ورغم المصالحة والاتفاق علي دفع تعويضات للجانبين عن طريق زعماء القبائل المحلية, إلا أن الاشتباكات تجددت في عام 1999 عندما نزح الرعاة الرحل مجددا نحو الجنوب قبل الوقت المعتاد لذلك ، واتسمت الاشتباكات في ذلك الوقت بالمزيد من سفك الدماء, حيث تعرضت 125 قرية من قري المساليت للإحراق والهجمات ، وسقط العديد من القتلى والجرحى, وكان من بين القتلى عدد من زعماء القبائل العربية ، وتدخلت الحكومة السودانية عسكريا ، وتم عقد مؤتمر مصالحة آخر تم فيه الاتفاق علي تعويض خسائر طائفة مساليت وخسائر العرب.
وفي أوائل عام 2003 دخل الصراع منعطفا جديدا, حيث قام متمردون من جيش التحرير السوداني وحركة العدل والمساواة بمهاجمة أهداف حكومية في إقليم دارفور متهمين الحكومة السودانية بالتحيز لصالح العرب ضد الأفارقة السود المساليت والفور
هناك ثلاثة تنظيمات مسلحة في دار فور ترتبط بشكل أو بآخر بالقتال الجاري الآن في دارفور
1- جيش تحرير السودان : التنظيم الأكثر نشاطا والذي تنسب له معظم العمليات العسكرية، ويترأسها محامٍ سوداني شاب هو عبد الواحد محمد نور الذي ينتمي إلى قبيلة الفور ، وتنادي بحكم ذاتي موسع، وإعادة بناء السودان على أسس جديدة
2- حركة العدالة والمساواة : التي يقودها "خليل إبراهيم" المقيم الآن في لندن، وتدعو "حركة العدالة والمساواة" إلى فصل الدين عن الدولة وبناء سودان جديد مدني وديمقراطي
3- حزب التحالف الفيدرالي : الذي يتزعمه أحمد إبراهيم دريج، وهو سياسي سوداني من غرب السودان ينتمي إلى قبيلة الفور
يقصد بكلمة "جنجاويد" : الرجل الذي يركب جوادا ويحمل مدفعا رشاشا، وغالبا ما يرتدون ثيابا بيضاء مثل أهل السودان ، ويركبون الخيل ، ويهاجمون السكان والمتمردين معا في دارفور .
وعلى حين تتهم حركات التمرد الثلاثة في دارفور ووكالات الإغاثة الدولية الجنجاويد بأنهم أعوان الحكومة وتابعوها ، وأنهم عرب يشنون هجمات عنيفة على الأفارقة السود ، تنفي الحكومة ذلك، وتقول: إنهم يهاجمون قواتها أيضا . ومعظم أفراد الجنجويد ينتمون إلى جماعات البدو أو الرعاة الناطقين بالعربية في درافور، لكن الجماعات "العربية" لم تنضم جميعها إلى الجنجويد. ويقال إن أشخاصاً ينتمون إلى جماعات "عربية" في أجزاء أخرى من غرب أفريقيا مثل تشاد وموريتانيا وليبيا ، قد انضموا أيضاً إلى الجنجويد، لكن أغلبية المقاتلين ما زالت تنتمي إلى المنطقة كما يبدو.
وينسب إلى هذه الميليشيات أنها تقوم بعمليات قتل واغتصاب وتشويه ونهب وإحراق البيوت، وتشريد الأشخاص، وكان نتيجة ذلك أن فر نحو مليون نسمة من ديارهم بينما قتل مالا يقل عن (10) آلاف شخص ، بالإضافة لتعرض الآلاف لخطر المجاعة في المخيمات .
وأخيرا : هل تعلم
- يعاني السودان من مخاطر كبيرة تهدد كيانه المستقل وتؤجج الإثنيات ، والعرقيات المتعددة والتي يصل عددها إلي572 عرقية تلك المخاطر خاصة مع وجود أكثر من30 حركة تمرد في السودان تسعي جميعها للانفصال وتكوين دويلات مستقلة مما يعني في النهاية انتهاء وحدة البلاد.
- نجحت عشرات المنظمات التنصيرية تحت مسمى "منظمات إنسانية" في تشويه صورة حكومة السودان وتصويرها على أنها مصاصة دماء لأهالي دارفور رغم أن كل أهل دارفور مسلمون وليس بينهم مسيحي واحد، وكان أبرز هذه المنظمات: "جملك يا ربي وأوكسفام والرؤيا العالمية والإغاثة الكاثوليكية للتنمية ومنظمة التعاون السويسرية والعمل لأجل مكافحة المجاعة وأفريكار" وغيرها من المنظمات التنصيرية العاملة هناك
- قرار الأمم المتحدة رقم 1706 عباراته صيغت بطريقة غرضها تفتيت السودان الفيدرالي القابل للتفتت أصلا نتيجة نزاعات أهله في الشمال والجنوب والشرق والغرب
- أن قضية دارفور لم تناقش للحل في أي مؤتمر اسلامي حتى الآن وانما ذكرت من باب الندب والنواح
-هناك ما لا يقل عن 170000 لاجئ في تشاد ينتمون جميعهم تقريباً إلى ولاية غرب دارفور وقد جاءوا من مناطق الفور والمساليت والزغاوى القريبة من الحدود.
-وهناك الآن حوالي 1.2 مليون شخص مهجر داخلياً، معظمهم في المخيمات أو المستوطنات التي انتشرت بين المراكز السكانية
- أن ما ينفقه العرب في صيف واحد على الترفيه والجنس والقمار يمكن أن يحل جميع مشاكل دارفور حتى عام 2010
جهود الاغاثة التي قامت بها الجمعية الشرعية بمصر في السودان
هل تريد أن تعرف المزيد عن قضية دارفور ؟
هل تريد معرفة الدور الفرنسي والألماني والصهيوني هناك ؟
No comments:
Post a Comment
ومـا مــِن كاتبٍ إلا سيبلى
ويُبقي الدهر مــا كتبت يـداهُ
فلا تكتُب بخطِك غير شيءٍ
يسُــرك في القيامةٍ أن تـراهُ