أأسف جدا لأي قارئ ظن أن هناك قصة فعلا وأنها سوف تتوالى في حلقات ، والحقيقة أنه لاتوجد قصة ولا يحزنون
الحكاية أن بعض الأفاضل عاتبني أني لا أتكلم في الشأن العام وما يحدث في مصر من الهم الداخلي والظلم والاعتقالات ، وأني لم أضع يوما لافتة أطلقوا سراح فلان ولا الحرية لعلان ، ورأى هؤلاء الأفاضل أن هذا نقص في المدونة ، وأن أغلب المدونين ينشئون أصلا مدوناتهم لإحدى هذه الأسباب التى لم أتعاطاها .
وقد كنت قد رددت على هذا الرأي بأني لم أسلك هذا السبيل لعدة أسباب
أولا : أنا لا أحب الصخب والضجيج في أي عمل ، وان كان الضجيج لا يخيفني ولا يرهبني
ثانيا : فعلا معظم المدونات تتعاطى النقد السياسي الذي يتراوح بين المتجرد من كل قيم وأخلاق وأدب حوار مرورا باللاذع الشديد اللهجة وان كان في اطار الأدب نهاية بالهادئ الوديع ، اذن فجميع الأطياف الناقدة متواجدة وبوفرة فما حاجة التدوين الى ناقد جديد ليزداد اللطم والندب والنتيجة .......
ثالثا : الكثير مما يتوهم البعض أنه نقد سياسي أو اجتماعي أو رأي هو محض تنفيس عن كبت وغضب ، ولابأس بذلك ولكن تلبيس هذا الفوران لباس النقد أيا كان نوعه هو الخطأ ، لأن للنقد أصول بسيطة جدا لعل من أهمها وأكثرها بداهة أن يلم الناقد بالجوانب المختلفة للموضوع الذي يقوم بنقده ، وألا يصرفه هواه وميله عن الموضوعية والحيدة في الرأي ، وأنه كما أعطى الحرية لنفسه في أن يقول رأيه من وجهة نظره وطلب من الآخرين احترام رأيه أن يعطي حرية مساوية لغيره في نقد رأيه والاعتراض عليه والاتيان برأي مغاير
رابعا : أردت بهذا الجزء من القصة أن أبين للجميع أن هذا الأسلوب سهل جدا ، وفي متناول الجميع ، وهو أسلوب يحتوي على الفلفل والشطة التي تشعل المدونات ، وتملأها ولكن بالهواء
الموضوع فارغ ياجماعة ، كلام لا بيودي ولا بيجيب ، أين هذا الهراء من تزكية النفس وتقويمها ، وتقريبها من خالقها ، ومعرفة حقوق النبي المصطفى علينا ، ومتابعة سير الصالحين ، وتنقية العقيدة من ضلالات الروافض وأهل البدع والأهواء
أنا أعلم أن المواضيع السابقة لا تحتوي من التوابل قدر الندب السياسي ، ونقد الشخصيات والتصرفات
وأعود وأكرر أني لا أقلل من شأن هذه الأمور ولكنها كثيرة وفي كل مكان ويقوم بها متخصصون وهواة ، وليس في نيتي مزاحمتهم في هذا الأمر حتى وان كنت أملك بعض أدواته
فلندع هذا الصخب والضجيج ولنعد مرة أخرى الى التمام الصامت واقرأ معي كلام الأستاذ الراشد
"الإنسان الصادق في إسلام وجهه لله تعالى ، لا يلتفت إلى ما يقوله الآخرون إنما يضع نصب عينيه الوصول إلى مرضاة الله سبحانه. ولذلك اعتبر السلف هذا النموذج كالبدر في منتصف الشهر ، يستدير ولا يتطاول ولا يتربّع ، إلى أن يكون حاله كما قيل:(فالبدر تمدحه خاصة الشّعراء حتى امتلأت دواوينهم بوصف بهائه ، وهو صامت ساكت ، يعلوه وقار الاطمئنان ، إنه لن يغفل عن روعته أحد ، فمن ملتذٍ برؤيته في صمت أيضاً ، ومنبّه باللسان.
وأما الناقص المفضوح بفتوق لا رتق لها ، فهو كالقمر حين يخسف ، يخرج عن سكينته وصمته ويحتاج لضجيج الطبول ومدائح الأطفال ويستجيش حماس العجائز يهيب بهنّ أن ينكرن على حوت ابتلعه واعتدى على حقه وجماله)!!
وهذا ما جعل أبو بكر رضي الله عنه يركز على التمام الصامت دون الوقوف عند ما توسوس النفس ، أو ما يُشبعه شياطين الإنس والجنّ ، وكان ذلك في رسالته الرائعة إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه بعد انتصاراته في العراق: (ليهنك أبا سليمان النيّة والخُطوة ، فأتمم يتمم الله لك ، ولايدخلنك عُجب فتخسر وتخذل ، وإياك أن تدل بعمل ، فإن الله له المن وهو ولي الجزاء).
أجل! هكذا حال المؤمن الصادق ، لايعرف التوقف ولا التخلف ولا الرجوع إلى الوراء ، إنما التوجّه نحو أن يكون بدراً مستديراً مستنيراً
الحكاية أن بعض الأفاضل عاتبني أني لا أتكلم في الشأن العام وما يحدث في مصر من الهم الداخلي والظلم والاعتقالات ، وأني لم أضع يوما لافتة أطلقوا سراح فلان ولا الحرية لعلان ، ورأى هؤلاء الأفاضل أن هذا نقص في المدونة ، وأن أغلب المدونين ينشئون أصلا مدوناتهم لإحدى هذه الأسباب التى لم أتعاطاها .
وقد كنت قد رددت على هذا الرأي بأني لم أسلك هذا السبيل لعدة أسباب
أولا : أنا لا أحب الصخب والضجيج في أي عمل ، وان كان الضجيج لا يخيفني ولا يرهبني
ثانيا : فعلا معظم المدونات تتعاطى النقد السياسي الذي يتراوح بين المتجرد من كل قيم وأخلاق وأدب حوار مرورا باللاذع الشديد اللهجة وان كان في اطار الأدب نهاية بالهادئ الوديع ، اذن فجميع الأطياف الناقدة متواجدة وبوفرة فما حاجة التدوين الى ناقد جديد ليزداد اللطم والندب والنتيجة .......
ثالثا : الكثير مما يتوهم البعض أنه نقد سياسي أو اجتماعي أو رأي هو محض تنفيس عن كبت وغضب ، ولابأس بذلك ولكن تلبيس هذا الفوران لباس النقد أيا كان نوعه هو الخطأ ، لأن للنقد أصول بسيطة جدا لعل من أهمها وأكثرها بداهة أن يلم الناقد بالجوانب المختلفة للموضوع الذي يقوم بنقده ، وألا يصرفه هواه وميله عن الموضوعية والحيدة في الرأي ، وأنه كما أعطى الحرية لنفسه في أن يقول رأيه من وجهة نظره وطلب من الآخرين احترام رأيه أن يعطي حرية مساوية لغيره في نقد رأيه والاعتراض عليه والاتيان برأي مغاير
رابعا : أردت بهذا الجزء من القصة أن أبين للجميع أن هذا الأسلوب سهل جدا ، وفي متناول الجميع ، وهو أسلوب يحتوي على الفلفل والشطة التي تشعل المدونات ، وتملأها ولكن بالهواء
الموضوع فارغ ياجماعة ، كلام لا بيودي ولا بيجيب ، أين هذا الهراء من تزكية النفس وتقويمها ، وتقريبها من خالقها ، ومعرفة حقوق النبي المصطفى علينا ، ومتابعة سير الصالحين ، وتنقية العقيدة من ضلالات الروافض وأهل البدع والأهواء
أنا أعلم أن المواضيع السابقة لا تحتوي من التوابل قدر الندب السياسي ، ونقد الشخصيات والتصرفات
وأعود وأكرر أني لا أقلل من شأن هذه الأمور ولكنها كثيرة وفي كل مكان ويقوم بها متخصصون وهواة ، وليس في نيتي مزاحمتهم في هذا الأمر حتى وان كنت أملك بعض أدواته
فلندع هذا الصخب والضجيج ولنعد مرة أخرى الى التمام الصامت واقرأ معي كلام الأستاذ الراشد
"الإنسان الصادق في إسلام وجهه لله تعالى ، لا يلتفت إلى ما يقوله الآخرون إنما يضع نصب عينيه الوصول إلى مرضاة الله سبحانه. ولذلك اعتبر السلف هذا النموذج كالبدر في منتصف الشهر ، يستدير ولا يتطاول ولا يتربّع ، إلى أن يكون حاله كما قيل:(فالبدر تمدحه خاصة الشّعراء حتى امتلأت دواوينهم بوصف بهائه ، وهو صامت ساكت ، يعلوه وقار الاطمئنان ، إنه لن يغفل عن روعته أحد ، فمن ملتذٍ برؤيته في صمت أيضاً ، ومنبّه باللسان.
وأما الناقص المفضوح بفتوق لا رتق لها ، فهو كالقمر حين يخسف ، يخرج عن سكينته وصمته ويحتاج لضجيج الطبول ومدائح الأطفال ويستجيش حماس العجائز يهيب بهنّ أن ينكرن على حوت ابتلعه واعتدى على حقه وجماله)!!
وهذا ما جعل أبو بكر رضي الله عنه يركز على التمام الصامت دون الوقوف عند ما توسوس النفس ، أو ما يُشبعه شياطين الإنس والجنّ ، وكان ذلك في رسالته الرائعة إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه بعد انتصاراته في العراق: (ليهنك أبا سليمان النيّة والخُطوة ، فأتمم يتمم الله لك ، ولايدخلنك عُجب فتخسر وتخذل ، وإياك أن تدل بعمل ، فإن الله له المن وهو ولي الجزاء).
أجل! هكذا حال المؤمن الصادق ، لايعرف التوقف ولا التخلف ولا الرجوع إلى الوراء ، إنما التوجّه نحو أن يكون بدراً مستديراً مستنيراً
عليا واحد ... ماشى ياعم خليتنى اسرح فى الأسد واللبوه بتاعته
ReplyDelete------
بجد شويه: أنا معاك انه مش شرط مدونه يبقى سياسه وكلام فى الشأن العام .. ولا يعيب المدونه ان تكون مهتمه بقضايا غير سياسية
وأرى
أن المدونه شخصيه جداً تعبر عن مابداخل صاحبها .. وفقك الله لكل خير
عم أبو سيف
ReplyDeleteجزاك الله خيرا
يقول الامام السيد جعفر الصادق رضي الله عنه "ان الله تعالى أراد بنا شيئا وأراد منا شيئا ، فما أراده بنا طواه عنا وما أراده منا أظهره لنا ،فما بالنا نشتغل بما أراده بنا عما أرادع منا"
وفي النهاية كل ميسر لما خلق له
المهم نية العمل
لك محبتي واحترامي
الأخ العزيز
ReplyDeleteأختلف معك في الرأي وأرى انه لابأس مما كتبت وما أجمل مدونتك ان تكون مزيج من معلومات وعلم وفن وكتابات ساخره وغيرها حتى لايمل قارئها ويتوقع منها دائماً الجديد
وفقك الله الى ما يحب وغفر الله للجميع
أبو عبد الله
أخي أبو عبد الله
ReplyDeleteاحترم وجهة نظرك جدا وأتفهمها
ولكن ما تفضلتم بقوله هو ما تفعله باقي المدونات
وأنا أريد لهذه المدونة أن تكون مختلفة قليلا
أن تكون واحة يستظل بها من تعب من اللغط واللغو
أن تكون حديقة بها الورود الروحية والرياحين التربوية
أن تدخلها لتتابع آخر تجليات الاستاذ الراشد
أريد لهذه المدونة أن تعلو قليلا عن سطح الأرض ، فأنا أكاد أختنق من الزحام والقسوة والمشكلات والظلم والقهر والوحشة
وعندما أعلو قليلا عن سطح الأرض أحس بخفوت الضجيج ونقاء الهواء ومعية الأبرار وتسبيح الملائكة
وأنا أريدك أن تكون معي في هذا الجو الصافي
ولك الحق في أن تقبل أو ترفض ، ولكن تأكد أن المدونة سترحب بك في أي وقت تشاء لنسمو معا ونعلو قليلا عن سطح الأرض
تقبل تحياتي واحترامي