من العبث الكلام عن الحكام العرب وصمتهم تجاه غزة ومأساتها ،فقد قالوا في الأمثال قديما "معاتبة النذل اجتنابه" وها أنا ذا أجتنبهم جميعا ، وأنزه أبصاركم عن قراءة ما أود قوله لهم ، ومن العبث كذلك الحديث عن أهل الخنا والعمالة من الفتحاوية والتحرير والشعبية وأذنابهم – وكلهم أذناب – كشف الله أمرهم فنزعوا قناع النضال وتبجحوا بالعمالة ، ومن العبث وتحصيل الحاصل أن أحدثكم عن حماس ورجالها ونسائها وأطفالها – وكلهم أبطال – وغيرها من المنظمات الجهادية في فلسطين ولا أزكي على الله أحدا ، حفظهم الله وثبتهم ووحد كلمتهم .
كل هؤلاء وأولئك لهم ما كسبوا ولنا ما كسبنا ولا يسألنا الله عن فعل أي منهم ، اذن ما هي المشكلة ؟
المشكلة أنني توقفت في هذه المأساة مع قلبي ، أبحث عن الحزن فيه وعن القلق وعن الحرقة والألم وعن الفزع والهلع وعن الغيرة والحمية وعن الفرار الى الله ومناجاته والتذلل بين يديه أن يرفع الكرب عن إخواننا وأخواتنا في غزة
بحثت عن كل ذلك وغيره مما يجب أن يخالط قلب المؤمن الصادق ، فماذا وجدت ؟
وجدت آثارا قديمة من كل ما سبق ولكن علاها الصدأ والإلف والتعود والبرود وحب الدنيا والانغماس فيها
وجدت زحفا للاستسلام الفلسفي الحقير كالشيب يخالط سواد الشباب فيدعي صاحبه أنها الحكمة لا الضعف والهدم وقرب الأجل
وجدت متابعة الأخبار والبحث عن تطورات الموقف في وسائل الإعلام بدلا من اللجوء الى استجلاب تطورات الموقف من السماء بالدعاء والبكاء والذلة والإلحاح في ذلك .
تذكرت عندما مرض أبي ودخل المستشفى أو عندما كانت زوجتي في غرفة العمليات ، تذكرت كيف كان حالي ، كنت لا أنام ، ولا آكل ، ولا أضحك ، ولا أستطيع التركيز في العمل ، كنت أصلي كما لم أصلي في حياتي وأدعو وأبكي والح على الله في الدعاء ، حتى استجاب سبحانه والقى شفاء من عنده عليهما وله الفضل والمنة .
تذكرت صلاح الدين والسلطان عبد الحميد وعز الدين القسام وحسن البنا وقوافل المجاهدين والشهداء منذ عام 1948 وحتى اليوم
تذكرت الدم الطاهر الذي اريق في سبيل الله بسبب هذه القضية
وتذكرت الخونة والعملاء من لدن أتاتورك الذي أسقط الخلافة الإسلامية ليترك فلسطين وليمة باردة لكلاب اليهود الى من يبيعون القضية اليوم وكل يوم ويقتاتون بأموال الدياثة على الأرض ، الى الذين بردت الحمية في قلوبهم ورضوا بالحياة الدنيا من الآخرة
تذكرت كل من اريق دمه النجس في سبيل الشيطان وهو يبيع دينه وعرضه
ورأيت فريقين يسيرون في زمرتين
زمرة الى المجاهدين والشهداء والربانيين الى الجنة ، وزمرة الخونة والعملاء والمتخاذلين الى جهنم
أخذت أبحث عن نفسي بين هؤلاء فلم أجدني ، ولم أجد حتى من يشبهني ، ولم يلتفت الي منهم أحد
ثم بحثت – يا ويلي – عن نفسي بين أولئك فلم أجدني ، وان كنت وجدت الكثيرين من يشبهوني ، وهم يشيرون الى أن أنضم الى زمرتهم البائسة
كيف هذا وأنا لم أكن يوما منهم ؟
فنظر اليّ أحدهم – وما أراني إلا أعرفه – وأشار الى قلبه ، وتبعه كل من في الموقف وأشاروا الى قلوبهم .
" لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ َالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "
" قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ "
No comments:
Post a Comment
ومـا مــِن كاتبٍ إلا سيبلى
ويُبقي الدهر مــا كتبت يـداهُ
فلا تكتُب بخطِك غير شيءٍ
يسُــرك في القيامةٍ أن تـراهُ