إلى الله نشكو شرورَِ العبادِ ... فرب العبادِ هو المقتدر
ولا غيرُ ربي يجيب الدعاءَ ... ويدفع ظلمَ الذي قد فجَر
دَعَونا إلى اللهِ نرجو الصلاحَ ... ونرجو الفلاحَ لكل البشر
وقمنا إلى اللهِ نبغي رضاه ... ولسنا نبالي ركوبَ الخََطَر
ولسنا نبالى ببطشِ الطغاة ... فلن يستكينَ له أي حر
ولا ضيرَ أن نُبتلى مثل يُوسُف ... فنَحجُبَ ظُلمًا وراءَ الجُدُر
يَمينًا إذا غابَ منَّا الرجالُ ... لينتَشِرَنَّ قفاةُ الأَثَر
فمِن خلف داعٍ سيمضي دعاة ... وخلف المربيِّ سيمضي زُمَر
ولن يطفئَ الظلمُ نورَ السماء ... ولن يَحجُب الليلُ ضوءَ القمر
فيا قوم قوموا لنَصرِ الإله ... وفُكوا سراعًا قيودَ الحذر
فما العيشُ إن لم يسُد شَرعُنَا ... وتَعنُ الجِباهُ لما قد أَمَر
سَلامًا لكم يا دعاةَ الصلاحِ ... رعَتكُم بحفظٍ عيونُ القدر
سلمتم وطبتم وخابَ البُغاة ... وشرعُ الإلهِ هوَ المنتصر
هذا من أواخر ماكتبه أخي وأستاذي الدكتور سناء أبو زيد من الشعر قبل وفاته فجر اليوم 21 فبراير 2008
وكان - رحمه الله - قد كتب هذه الأبيات أثناء اعتقاله الأخير والذي أفرجت عنه النيابة بسبب تدهور حالته الصحية
ثم بعد الافراج عنه وجه الرسالة التالية الى إخوانه الذين تركهم في المعتقل وكأنها وصية مودع ، يقول في رسالته
إخوتى واهلى واحبتى .. سلام الله عليكم جميعا ورحمته وبركاته
وبعد
فأقول لكل واحد منكم ( انى احبك فى الله ) ،
وإن كنا نقولها مكررة عامة لكل من احببناهم فيه عز وجل ، فانى اقولها مؤكدة خاصة لكل منكم .
إخوتى واهلى واحبتى لقد تعلق خيالى بكم وانتقل معكم بين فقرات برنامجكم اليومى كلما حلت فقرة منه ، وادعو لكم ان يجعل لكم من همكم فرجا ومن ضيقكم مخرجا ومن اسركم فكاكا عاجلا كريما
اخوتى واهلى واحبتى انى اجد فى نفسى شعورا بالحب والشوق لهذه الاماكن والاجواء التى تتواجدون فيها وتتقلبون بينها ( نسال الله لنا ولكم العفو والعافية والمعافاة فى الدين والدينا والاخرة )
رغم انها مواقع للظلم والعدوان تقتضى الشعور بالكره بل بالمقت ، وما ذاك الا لحلول هذه الارواح الطاهرة والقلوب النقية فيها .
اخوتى واهلى واحبتى تدركون اكثر منى معنى قوله تعالى ( وكان امر الله قدرا مقدورا ) ،
وقوله تعالى ( وكل شىء عنده بقدر ) فاقدار الملك تجرى بحكمة وعلى كل فطن موفق
( من امثالكم ولا يزكى على الله احد ) ان يحاول سبرغورها وجعلها هدفا له يسعى لتحقيقه ،
فلعلها فرصة هيأها الملك عز وجل بعجيب صنعه وتدبيرة للتعارف الدقيق
والارتباط الوثيق والتربية بالموقف وبالمعايشة لمزيد من الارتقاء والتزكية
تأهيلا للعباد الصالحين لما يريده ربهم منه
اخوتى واهلى واحبتى تعلمون اكثر منى عدة اهل الحق فى مواجهه خصومهم والواردة
فى مثل قوله تعال ( يا ايها الذين امنو اذا لقيتم فئه فاثبتوا ... )
الايات فلتكن شعارنا ولنتواص بها ونتعاون عليها
اخوتى واهلى واحبتى لقد مثلت صوركم الحبيبة الكريمة فى خاطرى
لحظة ابلاغى بقرار الاخلاء وبكيت متالما الم انفصال جزء من كل
وجعلت ادعو لكم واتساءل مع نفسى كيف اشكر هذة النعمة واسخرها فيما يرضيه عز وجل
فتعجب من حولى قائلين دعنا نفرح ولو للحظات اليس من حقنا هذا ؟؟!!
اخوتى واهلى واحبتى صحبكم الله بستره الجميل وحفظه التام ورحمته الواسعة وفضله العظيم
وجمعنا معكم قريبا فى خير وعافية واقر عيوننا بنصر دينه ودعوته والتمكين لشريعته ، وبعزة الامة ونهضتها
واخيرا التمس الصفح من كل من اسات اليه او قصرت فى حقه
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أما آخر ما كتبه رحمه الله من الشعر فهو ما نشره موقع نافذة مصر
د. سناء أبو زيد.. المربي الكبير.. يناشد وهو- في سرير المرض- من يغيب من إخوانه عن صفوف صلاة الفجر هذه الكلمات
قد أخذ الناس مواقعهم.... في صفوف صلاة الفجر
بعض الإخوان قد انقطعوا.... راضين بأوهى العذر
فنهوضًا فورًا أحبابي.... والرب عفوٌّ ذو ستر
ودوامًا إنكم القدوة.... ترمقكم أبصار الغَير
أقسمت يمينًا لن تجدوا.... في غير الطاعة من خير
ان العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا على فراقك يا أخي لمحزونون
اللهم ارحم عبدك سناء أبو زيد
اللهم أكرم نزله ووسع مدخله وغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من خطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم باعد بين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب .
اللهم ان كان محسنا فزد في حسناته وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته
اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وارض عنا وعنه يا كريم
اللهم آنس وحشته في قبره
اللهم ثبته عند السؤال وعند فتنة القبر
اللهم هون عليه ضمة القبر
اللهم وسع له في قبره مد بصره
اللهم أسكنه جنات الخلد التي وعدت بها عبادك المؤمنين
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله
No comments:
Post a Comment