Thursday, May 28, 2009

يحبهم ويحبونه ... اللهم اجعلنا منهم

حكي عن محمد بن أحمد المقيد قال سمعت الجنيد رحمه الله يقول : كنت نائما عند السري رحمه الله فأيقظني وقال يا جنيد رأيت كأني وقفت بين يدي الله عز وجل وقال لي
يا سري خلقت الخلق وكلهم ادعوا محبتي
فخلقت الدنيا
فهرب اليها تسعة أعشارهم وبقي العشر
وخلقت الجنة
فهرب اليها تسعة أعشار العشر وبقي عشر العشر
فسلطت عليهم البلاء
فهرب منه تسعة أعشار عشر العشر
فقلت للباقين : لا الدنيا أردتم ، ولا للجنة طلبتم ، ولا من البلاء هربتم
فما الذي تريدون وما الذي تطلبون ؟
قالوا : أنت سبحانك المراد ، ولو قطعتنا بالبلاء لم نحل عن المحبة والوداد
فقلت لهم : إني مسلط عليكم من البلاء والأهوال ما لا يقوم بحمله الجبال
ألا تصبرون على البلاء ؟
قالوا : بلى ، إذا كنت أنت المبتلي لنا ، فافعل ما شئت بنا
فهؤلاء هم عبادي حقا وأحبابي صدقا

*******

قال شعيب بن سعد بن عبد الكافي
اذا سكنت المحبة في القلوب ، وأنارت بأنوار المحبوب ، أثرت وأثمرت في القلب سبعة أشياء لا يضيء مصباح معرفة الرب إلا بها وهي
إخلاص النية لله ، والخوف من الله ، ورجاء ثواب الله ، والصدق مع الله ، والتوكل على الله ، وحسن الظن بالله والشوق الى لقاء الله
فهذه السبعة كما أن للمصباح لا يوقد إلا بسبعة أشياء لابد منها وهي : الزناد والحجر والحراق والكبريت والمسرجة والزيت والفتيلة
فبدون هذه الأشياء لا سبيل الى ايقاد المصباح
فإن أردت يا هذا مصباح قلبك أن يشرق بنور ربك
فلابد من زناد المجاهدة ، وحجر المكابدة ، وحراق الأشواق ، وكبريت المحبة ، ومسرجة التوكل ، وزيت الشكر ، وفتيلة الصبر ، ثم تعلق المصباح في سلاسل التضرع الى ربك ، فعند ذلك يشرق نوره في قلبك فتشاهد جمال ربك

*******

وكان يحيى بن معاذ الرازي يقول في مناجاته
الهي ليس العجب من عبد ذليل يحب ربا جليلا ، بل العجب من رب جليل يحب عبدا ذليلا

Thursday, May 14, 2009

عندما أبكاني مداعب الراقصات

أبغض وبشدة مشاهدة البرامج الحوارية التي يكون طرفا فيها عضو من الحزب الوطني أو مؤيديه من موظفي الحكومة بسبب كم الأكاذيب التي يفرزونها وبجاحتهم في انكار ضوء الشمس في رابعة النهار وهذا ما أتوقعه منهم دائما ، ولم يخيبوا سوء ظني بهم أبدا
ولكني للأسف خالفت نفسي وجلست لمشاهدة نائب الحزب الوطني في مجلس الشعب الذي عرف بنائب الراقصات في حوار مع النائب المستقل علاء عبد المنعم حول الأداء البرلماني لنواب الأغلبية الكاذبة والمعارضة الغلبانة ومدى استجابة الحكومة لكليهما
وكالعادة ظل هذا ال..نائب الرويبضة يكذب ويكذب بدون خجل والنائب علاء عبد المنعم يلاحقه ويهزأ به ويكشف دجله وساعدته مقدمة البرنامج على ذلك لما رأت فجر مداعب الراقصات
إلى أن أتى الحديث الاعتراضات التي قام بها النواب واستجابت لها الحكومة ، فانبرى الدجال قائلا ان قانون الرسوم القضائية قد عارضه نواب الحزب الوطني ، وأنه قامت مواجهة بين وزير العدل وأحمد عز ، وأن هذه المواجهة العنيفة أدت الى تعديل القانون لمصلحة المواطن دون أن يكون لأحمد عز ولا لأعضاء الحزب فائدة من تعديل القانون !!!
فضحك علاء عبد المنعم وقال له : ياراجل ، لا يا شيخ ، طيب احلف
في البداية أبى الكذوب أن يحلف وقال : لا ما أحلفش ، ولكنه تحت سياط الاستهزاء والسخرية قال - وليته ما قال - قال : طيب والله العظيم ده اللي حصل
لم أستطع أن أسمع شيئا بعد ذلك ، أحسست أن الدنيا كلها قد زالت ، وأن الظلام قد حل
ووجدتني أبكي بكاء شديدا
الله العظيم
ألا يدري هذا المأفون بمن يحلف
الله العظيم
"اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"
"اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ "
"اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ . الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ"
"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ"
"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ "
الله الذي لما تجلى للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا
"هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ . هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ . هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "
أخرج الترمذي من رواية يحيى بن عبيد سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين ، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ، ألسنتهم أحلى من العسل ، وقلوبهم قلوب الذئاب ، يقول الله عز وجل أبي تغترون ، أم علي تجترئون ، إني حلفت لأبعثن على أولئك فتنة تدع الحليم حيران } ورواه الترمذي أيضا مختصرا منه حديث ابن عمر وقال حديث حسن
وقال الإمام أحمد : حدثنا أسود ، حدثنا إسرائيل ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن مورق ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني أرى ما لا ترون ، وأسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد ، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، ولا تلذذتم بالنساء على الفرشات ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل " . فقال أبو ذر : والله لوددت أني شجرة تعضد .
عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم ، أو ملك ساجد ، أو ملك راكع ، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ، إلا أنا لم نشرك بك شيئا "
وكان الناس يعودون نبي الله داود يظنون أن به مرضا، وما به إلا شدة الخوف من الله تعالى
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ . وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ . وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ . أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ . فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون . فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ . فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ
الهذه الدرجة جهل هؤلاء قدر ربهم واستهانوا به ؟
ماذا يريد هؤلاء من الدنيا أكثر مما أعطاهم الله حتى يبيعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل ؟
ألا يخافون الله ؟
ألا يخافون لقاءه في يوم الوعيد ؟
ام غرتهم قوتهم وبطش أسيادهم بالعباد ؟
"فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ"
ثم التفت بعد كل هذه الخواطر الى عبد السوء .. نفسي التي بين جنبي
هل يمكن أن أكون أنا مثل هذا الشخص ؟
أفعل مثلما فعل ؟ وأعامل ربي كما عامله ؟
هل يمكن أن يبتليني الله بعدم الخوف منه أو الاستهانة بقدره سبحانه ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله
يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك
أعوذ بالله من فتنة المحيا ومن فتنة الممات
اللهم إن أردت بالناس فتنة فاقبضني اليك غير مبدل ولا مفتون
أنشد عبد الله بن خبيق :

أف لدنيا أبت تواتيني إلا بنقضي لها عرى ديني
عيني لحيني تدير مقلتها تطلب ما سرها لترديني

كان حبر من أحبار بني إسرائيل يقول : يا رب ، كم أعصيك ولا تعاقبني ، فأوحى الله تعالى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل ، قل له : كم أعاقبك وأنت لا تدري ؟ ألم أسلبك حلاوة مناجاتي ؟
ولكن من صفات ربي كذلك أنه رحمن رحيم
فأختم حديثي بسعة رحمته سبحانه فليس لنا ملجأ سواه وإن لم يرحمنا ويغفر لنا فمن نرجو رحمته إلا هو
عن أبي سنان عن أبي وائل قال : إن الله يستر العبد يوم القيامة فيستره بيده فيقول : تعرف ما هاهنا ؟ فيقول : نعم يا رب ، فيقول : أشهدك أني قد غفرت لك

وعن داود عن أبي عثمان عن سلمان قال : خلق الله مائة رحمة فجعل منها رحمة بين الخلائق ، كل رحمة أعظم ما بين السماء والأرض فيها تعطف الوالدة على ولدها وبها شرب الطير والوحش الماء فإذا كان يوم القيامة قبضها الله من الخلائق فجعلها والتسع والتسعين للمتقين فذلك قوله : ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون
عن عبد الله بن مسعود قال : أتاه رجل قد ألم بذنب فسأله عنه فلها عنه (أي تشاغل عنه) ، وأقبل على القوم بحديثهم فحانت نظرة من عبد الله فإذا عين الرجل تهراق ، فقال : هذا وإنك أهمني ما جئت تسألني عنه ، أن للجنة سبعة أبواب كلهما يفتح ويغلق غير باب التوبة ، موكل به ملك فاعمل ولا تيأس
نسأل الله العفو والعافية