Sunday, May 25, 2008

عذرا ... سأترك جماعة الاخوان المسلمين


نعم سأترك جماعة الاخوان المسلمين
هكذا أجبت نفسي حين سألتني
ماذا ستفعل اذا انحرف الاخوان عن أهدافهم ومبادئهم وتأكد لك ذلك بما لا يدع مجالا للشك أو الاصلاح ؟
نعم سأترك الاخوان
ماذا ستفعل اذا انسلخ الاخوان من عقيدتهم السنية ومالوا الى غيرها من تشيع مشرك أو غيره من العقائد الباطلة ؟
نعم سأترك الاخوان
ماذا ستفعل اذا تقاعس الاخوان عن نصرة دين الله وأخلدوا الى الأرض ومالأوا أو نافقوا من أجل مصالح الدنيا أومناصب يتولونها ؟
نعم سأترك الاخوان
ماذا ستفعل اذا بلغ التقصير مداه - وكلنا مقصرون - وجرت على الاخوان سنة الله في الاستبدال "وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
نعم سأترك الاخوان
وسألتحق بركب القوم الآخرين الذين جاءوا ليقيموا المعوج ويحملوا الراية قبل أن تسقط
أنا لا يعنيني الأفراد ولا أخطاء الافراد مهما علا مكانهم في الدعوة ومهما كان حبي وتقديري لهم
الأفراد يأتون ويذهبون
ما يعنيني هو المنهج الراسخ الذي لا يتغير ، والوسائل الموافقة للشرع مهما تغيرت
دعوة الاخوان هي دعوة قامت على عقيدة أهل السنة والجماعة وهو ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته
دعوة الاخوان هي اجتماع على الطاعة بمعناها الشامل واقامة دين الله في الأرض وفق منهج محدد الغايات
دعوة الاخوان هي بيعة طاعة على العمل لله وفق هذا المنهج أو الموت في سبيل الله

الاخوان هم زمرة القلب الواحد اذا عطس فيهم أخ في العراق قال له أخوه في مصر يرحمك الله
اذا خالف الاخوان أحد هذه المعاني أو أكثر

نعم سأترك الاخوان
أما لو بقيت جماعة الاخوان على مبادئها هذه
حتى لو تركها جميع من فيها

نعم سأبقى في الاخوان ولو كنت وحدي فيها
وسأدعو الى نهج الاخوان وحدي
وأتقرب الى الله ببقائي في الاخوان

نعم سأبقى في جماعة الاخوان المسلمين

Tuesday, May 20, 2008

قضيّة بين أخوين في المحكمة


نقرا كثيرا ونسمع عن قصص مؤسفة تتحدث عن العقوق الذي يسود العلاقات العائلية في بعض الأسر ، وتنتج عنه تصرفات مشينة تثير الغضب قضايا وصراعات عائلية تصل الى المحاكم وتاخذ طابعا حادأ في الصراع بين أفراد بعض الأسر في قضايا الإرث وتنتج عنها قطيعة في الرحم التي أمرا لله بها أن توصل ، وانقطاع في التوصل ويتجاهل الجميع في سلوكهم مانصت عليه تعاليم الشريعة السمحة من حث على صلة الرحم واعتبارها مطلبا شرعيا يفترض أن يؤديه كل مسلم.
وقد شدني موضوع نشر في صحيفة الرياض ورد في مقدمته ( صراع حاد بين أخوين ) يناقش حاجة أحد المواطنين واسمه حيزان إلى المساعدة المادية ولن أتحدث عن هذا الجانب ذلك أن موضوعي يختلف ، ما سأتحدث عنه هو بكاء حيزان
حيزان رجل مسن من الاسياح ( قرية تبعد عن بريدة 90كم ) بكى في المحكمة حتى ابتلت لحيته
فما الذي أبكاه ؟ هل هو عقوق أبنائه أم خسارته في قضية أرض متنازع عليها ، أم هي زوجة رفعت عليه قضية خلع؟
في الواقع ليس هذا ولا ذاك ، ماأبكى حيزان هو خسارته قضية غريبة من نوعها , فقد خسر القضية أمام أخيه ، لرعاية أمه العجوز التى لا تملك سوى خاتم من نحاس
فقد كانت العجوز في رعاية ابنها الأكبر حيزان ، الذي يعيش وحيدأ ، وعندما تقدمت به السن جاء أخوه من مدينة أخرى ليأخذ والدته لتعيش مع أسرته . لكن حيزان رفض محتجا بقدرته على رعيتها ، وكان أن وصل بهما النزاع الى المحكمة ليحكم القاضى بينهما ، لكن الخلاف أحتدم وتكررت الجلسات وكلا الأخوين مصر على أحقيته برعاية والدته
وعندها طلب القاضي حضور العجوز لسؤالها
فأحضرها الأخوان يتناوبان حملها في كرتون فقد كان وزنها20 كيلوجرام فقط وبسؤالها عمن تفضل العيش معه
قالت وهي مدركة لما تقول:
هذا عينى (مشيرة الى حيزان) وهذا عينى الأخرى مشيرة الى أخيه.
وعندها أضطر القاضى أن يحكم بما يراه مناسبأ ، وهو أن تعيش مع أسرة ألاخ ألاصغر فهم ألاقدر على رعايتها
وهذا ما أبكى حيزان
ما أغلى الدموع التى سكبها حيزان ، دموع الحسرة على عدم قدرته على رعاية والدته بعد أن أصبح شيخأ مسنأ.
ما أكبر حظ الأم لهذا التنافس...
ليتني أعلم كيف ربت ولديها للوصول لمرحلة التنافس فى المحاكم على رعايتها.
هو درس نادر في البر في زمن شح فيه البر

أبكي يا عاق الوالدين لعل يرق قلبك ويحن لأمك
------------------------------
هذه القصة منقولة من موقع
ينابيع تربوية
وأنصح الجميع بزيارة هذا الموقع فهو كنز لكل من يهتم بالعمل التربوي

Thursday, May 15, 2008

هل نعرف قيمة ما لدينا ؟

يقول الله تعالى { كلا إن الإنسان ليطغى . أن رآه استغنى }
كثيرة هي النعم التي أنعم الله بها علينا ، نتقلب فيها ليل نهار ، تدخل في نفوسنا السرور وترغبنا في العيش واستمرار الحياة ، كل الناس وحتى أبأس الناس حالا اذا عرضت عليهم الموت رفضوه وهربوا من مجرد ذكر اسمه ، كل الناس حريص على حياته ، ترى لو لم يكن يعيش في هذه النعم التي ربما لا يحس بها هل كان يبالي أيحيا أم يموت ؟
المشكلة هي في احساسنا بالنعمة ، وتقديرنا لها ، واعترافنا بها ، هذا الاعتراف الذي سيؤدي ولاشك الى شكر المنعم وعبادته عبادة الشاكرين
من علامات غضب الرب على عباده أن يفقدوا الاحساس بالنعمة ، فيعيشون بين نعم كثيرة يفنون حياتهم للحصول عليها ومع ذلك لا يحسون بالفرح بها ولا يتمتعون بوجودها وربما لا يستفيدون منها وربما يشقيهم الله بهذه النعمة فتكون وبالا عليهم . والعكس صحيح فمن علامات رضاء الله عن العبد أن يسعده بالنعمة مهما كانت بسيطة ويمتعه بها مهما كانت ضئيلة ويفيده منها أقصى استفادة ممكنة ، ولذلك روي عن أئمة الصوفيه قولهم "نحن في نعمة لو عرفها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف"
أخرج ابن أبي الدنيا عن كعب قال: ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة في الدنيا فشكرها لله عز وجل وتواضع بها لله إلا أعطاه نفعها في الدنيا ورفع له بها درجة في الآخرة، وما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فلم يشكرها لله عز وجل ولم يتواضع بها لله إلا منعه الله عز وجل نفعها في الدنيا وفتح له طبقا من النار، فعذبه إن شاء أو تجاوز عنه
فكلما اقترب العبد من ربه أنار بصيرته فرأى نعمه فشكره عليها
ومن أعظم النعم التي من الله بها علينا نعمة الاسلام قال تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم ، وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به؛ واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم }
من منا يشكر الله على هذه النعمة ؟ وكم مرة يشكر الله في اليوم عليها ؟ ومن منا يعمل للحفاظ على هذه النعمة ؟ ولكي يتضح المقال أروي لكم موقفين
الأول : يروي الدكتور عبد الرحمن السميط رئيس لجنة الاغاثة الاسلامية الكويتية والتي كانت تعمل في افريقيا وبالذات في اريتريا المسلمة والمنسية يقول في محاضرته : ذهبنا الى احدى القرى التي تتعرض لمجاعة وأحضرنا لهم الطعام فأتانا شيخ هذه القرية وقال لنا يا أبنائي جزاكم الله خيرا ولكن لا فائدة فان الطعام غدا سينفذ ولن تستطيعوا ان تحضروا لنا غيره ، وان الكنيسة في البلدة المجاورة عرضت علينا أن تمدنا بما يكفينا من الطعام بشرط أن نتنصر فرفض أهل القرية كلهم فرحلوا وتركونا ، وسوف نموت بعد أيام طالت أو قصرت.فقال له الدكتور وهو يبكي من حديثه ومن الاحساس بالعجز : فماذا نستطيع أن نفعل لكم ؟ قال ان الجوع اذا اشتد بنا وبدأنا في الموت فلن تكون لدينا القوة على حفر القبور فكل ما نطلبه منكم أن تحفروا لنا قبورنا حتى اذا حضر أحدنا الموت وضع في قبره وأهيل عليه التراب
هل رأيتم يا اخواني قدر نعمة الاسلام في نفوس هؤلاء الناس التي تذهب فداؤها النفس والأهل والولد ؟
الموقف الآخر : كنت ذاهبا الى عقد قران في دار الافتاء بالدراسة منذ عدة سنوات وبعد نفق الدراسة أشار شخص الى التاكسي الذي كنت أركبه فتوقف التاكسي وسأله هذا الشخص عن دار الافتاء فأخبرته أننا ذاهبون اليها وطلبت منه أن يركب لنوصله معنا فركب ، وبدأ على الفور يريني الأوراق التي كان يحملها ويتكلم بسرعة وفي فرح وحماس شديدين قائلا : انا أعلنت اسلامي من كام يوم ومراتي وولادي التلاته كمان ، تصوروا بقالي ييجي سبعة أشهر بحاول أعلن اسلامي ، وودوني أمن الدولة وحققوا معايا وبعدين ودوني الكنيسة وسابوني هناك لغاية الحمد لله لما لقوني مصر على الاسلام سابوني اعمل ورقي في الازهر بس لسه باخلص فيه ، والله انتم يامسلمين يابختكم انكم اتولدتم مسلمين ، أنا بقالي خمسين سنة مسيحي وحاسس اني اتولدت النهارده ، انتم في نعمة عظيمة مش حاسين بيها ، الاسلام ده حاجة كبيرة قوي ... وأخذ يردد هذا الكلام وأنا أهنئه حتى بكى وأبكاني
هذا هو شكر النعمة يا اخواني
أخرج الخرائطي عن أبي عمر الشيباني قال: قال موسى عليه السلام يوم الطور: يا رب إن أنا صليت فمن قبلك، وإن أنا تصدقت فمن قبلك، وإن أنا بلغت رسالاتك فمن قبلك، فكيف أشكرك؟ قال: يا موسى الآن شكرتني.
ولو ظللنا نتحدث عن هذه النعمة الغالية العظيمة – نعمة الاسلام – فلن تكفينا المجلدات لذلك ننتقل الى نعمة أخرى وهي نعمة الأخوة .. زمرة القلب الواحد
{ واذكروا نعمة الله عليكم : إذ كنتم أعداء ، فألف بين قلوبكم ، فأصبحتم بنعمته إخواناً . وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها . } وفعلا لن يحس بهذه النعمة الا من ذاقها ثم حرم منها ، يقول الأستاذ سيد قطب : ينادي الله الجماعة المسلمة ويوجهها إلى القاعدتين الأساسيتين اللتين تقوم عليهما حياتها ومنهجها . واللتين لا بد منهما لكي تستطيع أن تضطلع بالأمانة الضخمة التي ناطها الله بها ، وأخرجها للوجود من أجلها . . هاتان القاعدتان المتلازمتان هما : الإيمان . والأخوة . . الإيمان بالله وتقواه ومراقبته في كل لحظة من لحظات الحياة . والأخوة في الله ، تلك التي تجعل من الجماعة المسلمة بنية حية قوية صامدة ، قادرة على أداء دورها العظيم في الحياة البشرية
كثيرون منا يستهينون بهذه النعمة ، فيهملون رعايتها حين الاختلاف وتباين الاجتهادات ، كثيرون منا لا يهتمون بشكر هذه النعمة فتذبل ويقل أثرها أو يتلاشى كلية ففي صحيح مسلم عن عائذ بن عمرو؛ أن أبا سفيان أتى على سلمان و صهيب وبلال في نفر. فقالوا: والله! ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها. (يقصدون أبا سفيان) قال فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره. فقال "يا أبا بكر! لعلك أغضبتهم. لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك". فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه! أغضبتكم؟ قالوا: لا ويغفر الله لك يا أخي!
هكذا تراعى نعمة الأخوة
ان كل أخ هو نعمة مستقلة اهدارها هو كفر بهذه النعمة ونكران لها وما أكثر ما نضيع من النعم
{ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب }
{واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم}
{واذكروا نعمة الله عليكم ، وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا ، واتقوا الله ، إن الله عليم بذات الصدور }
وفي النهاية
{ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ، إن الإنسان لظلوم كفار }
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي
اللهم اني أسألك شكر نعمتك ، وحسن عبادتك
اللهم آمين
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتدى بهديه واهتدى بسنته الى يوم الدين

Tuesday, May 13, 2008

الموت


من خواطر الشهيد سيد قطب رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

أختي الحبيبة... هذه الخواطر مهداة إليك...

إن فكرة الموت ما تزال تخيل لك، فتتصورينه في كل مكان، ووراء كل شيء، وتحسينه قوة طاغية تظل الحياة والأحياء، و ترين الحياة بجانبه ضئيلة واجفة مذعورة. إنني أنظر اللحظة فلا أراه إلا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة ائزاخرة الطافرة الغامرة، وما يكاد يصنع شيئآ إلأ أن يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات!... مد الحياة الزاخر هو ذا يعج من حولي إ.... كل شيء إلى نماء وتدفق وازدهار.. الأمهات تحمل وتضع، الناس والحيوان سواء، الطيور والأسماك والحشرات تدفع بالبيبض المتفتح عن أحياء وحياة.. الأرض تتفجر بالنبت المتفتح عن أزهار وثمار.. السماء تتدفق بالمطر، والبحار تعج بالأمواج.. كل شىء ينمو على هذه الأرض ويزداد!.

بين الحين والحين يندفع الموت فينهش نهشة و يمضي، أو يقبع حتى يلتقط بعض الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات!.. والحياة ماضية في طريقها، حية متدفقة فوارة، لا تكاد تحس بالموت أو تراه !!

قد تصرخ مرة من الألم، حين ينهش الموت من جسمها نهشة، ولكن الجرح سرعان ما يندمل، وصرخة الألم سرعان ما تستحيل مراحآ.. و يندفع الناس والحيوان، و الطير و الاسماك، الدود و الحشرات، العشب و الأشجار، تغمر وجه الأرض بالحياة والأحياء!.. والموت قابع هنالك ينهش نهشة ويمضى ... أو يتسقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات!!.

الشمس تطلع، والشمس تغرب، والأرض من حولها تدور، والحياة تنبثق من هنا و من هناك.. كل شيءإلى نماء.. نماء في العدد و النوع، نماء في الكم والكيف.. لو كان الموت يصنع شيئآ لوقف مد الحياة!.. ولكنه قوة ضئيلة حسيرة، بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة...!.

من قوة الله الحى... تنبثق الحياة وتنداح!!.

Wednesday, May 7, 2008

سبحانك .. ما عبدناك حق عبادتك

قال ابن القيم رحمه الله :
إن في القلب شعث : لا يلمه إلا الإقبال على الله
وعليه وحشة : لا يزيلها إلا الأنس به في خلوتك
وفيه حزن : لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته
وفيه قلق : لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه
وفيه نيران حسرات : لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه
وفيه طلب شديد : لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب
وفيه فاقة : لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والاخلاص له ، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا!!

فمثل أهل الدنيا في غفلتهم كمثل قوم ركبوا سفينة فانتهوا إلى جزيرة معشبة فخرجوا لقضاء الحاجة فحذرهم الملاح من التأخر فيها وأمرهم أن يقيموا بقدر حاجتهم وحذرهم أن يقلع بالسفينة ويتركهم ، فبادر بعضهم فرجع سريعا فصادف أحسن الأمكنة وأوسعها فاستقر فيه ، وانقسم الباقون فرقا الأولى استغرقت في النظر إلى أزهارها المورقة وأنهارها المطردة وثمارها الطيبة وجواهرها ومعادنها ، ثم استيقظ فبادر إلى السفينة فلقي مكانا دون الأول فنجا في الجملة ، الثانية كالأولى لكنها أكبت على تلك الجواهر والثمار والأزهار ولم تسمح نفسه لتركها فحمل منها ما قدر عليه فتشاغل بجمعه وحمله فوصل إلى السفينة فوجد مكانا أضيق من الأول ولم تسمح نفسه برمي ما استصحبه فصار مثقلا به ، ثم لم يلبث أن ذبلت الأزهار ويبست الثمار وهاجت الرياح فلم يجد بدا من إلقاء ما استصحبه حتى نجا بحشاشة نفسه ، الثالثة تولجت في الغياض وغفلت عن وصية الملاح ثم سمعوا نداءه بالرحيل فمرت فوجدت السفينة سارت فبقيت بما استصحبت في البر حتى هلكت ، والرابعة اشتدت بها الغفلة عن سماع النداء وسارت السفينة فتقسموا فرقا منهم من افترسته السباع ومنهم من تاه على وجهه حتى هلك ومنهم من مات جوعا ومنهم من نهشته الحيات ، قال : فهذا مثل أهل الدنيا في اشتغالهم بحظوظهم العاجلة وغفلتهم عن عاقبة أمرهم . وما أقبح من يزعم أنه بصير عاقل أن يغتر بالأحجار من الذهب والفضة والهشيم من الأزهار والثمار وهو لا يصحبه شيء من ذلك بعد الموت
-----------------------------------------------------------------------------------
فالله الله يا اخواني
ليست الدنيا وما فيها هي الغاية
نفوز في انتخابات أو نخسر ، نشارك في اضراب أو نمتنع ، يعتقلون منا الأطهار ، ويطلقون أطهار آخرون ، نخوض مع الباطل معارك ينتصر فيها جولات وننتصر فيها جولة ، يترك أناس الصف ويلتحق به آخرون ، نسب ونشتم ونتهم وتلوث سمعتنا في وسائل للإعلام ونمدح ويحتفى بنا في وسائل أخرى ، يضيقةن علينا في شتى مناحي الحياة بباطلهم ومعاصيهم ونوسع على أنفسنا بالطيب المباح فنجد متعتنا فيما لا يعلمون ولا يتخيلون ، هذه هي حركة الحياة بكل ما فيها من خير وشر منذ خلق آدم وحتى الآن ، أمرنا أن نعيشها وأن نعمر الدنيا ونعبد الناس لربهم ، وأن ندرك رغم كل ذلك أن أيا من هذه التكاليف الشاقة هي الغاية ، ولا النجاح فيها هو الغاية
الغاية هو الله وحده لا شريك له ، أن ننال رضاه وحده ، أن تشملنا رحماته وحده ، سبحانه هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ، سبحانه له مقاليد السماوات والأرض رب السموات السبع ورب العرش العظيم ، رب كل شيء ومليكه
ان الأمر جلل أيها الاخوان
الموت قادم لا محالة
والقبر قادم لا محالة
والقيامة آتية لا محالة
والحساب واقع لا محالة
والسؤال آت لا محالة
يارب ارحمنا
عن جابر بن عبد اللّه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف، إلا وفيه ملك قائم أو ملك ساجد أو ملك راكع، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعاً سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لم نشرك بك شيئاً
أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: إن جبريل يوم القيامة قائم بين يدي الجبار ترعد فرائصه فرقا من عذاب الله يقول: سبحانك لا إله إلا أنت، ما عبدناك حق عبادتك إن ما بين منكبيه كما بين المشرق إلى المغرب، أما سمعت قول الله: يوم يقوم الروح والملائكة صفا
جبريل ترعد فرائصه بين يدي الجبار، خوفا من عذاب الله ، يقول الله - وهولم يعصه قط - ما عبدناك حق عبادتك
وعن الفضيل بن عياض رحمه اللَّه أنه قال: إني لا اغبط ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا أليس هؤلاء يعتبون يوم القيامة إنما أغبط من لم يخلق
وروى عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه أنه دخل المسجد وكعب الأحبار يحدث الناس، فقال له عمر رضي اللَّه عنه خوفنا يا كعب الأحبار، فقال: والله إن لله ملائكة قياماً من يوم خلقهم اللَّه ما ثنوا أصلابهم، وآخرين سجدوا ما رفعوا رؤوسهم، حتى ينفخ في الصور، فيقولون جميعاً: سبحانك اللهم وبحمدك ما عبدناك حق عبادتك وحق ما ينبغي لك أن تعبد، والذي نفسي بيده إن جهنم لتقرب يوم القيامة لها زفير وشهيق حتى إذا دنت وقربت زفرت زفرة فلم يبق نبيّ ولا شهيد إلا جثا على ركبتيه ساقطاً، يقول كل نبي وكل صديق وكل شهيد يا رب لا أسألك إلا نفسي، وينسى إبراهيم إسمعيل وإسحق، فيقول يا رب أنا خليلك إبراهيم: فلو كان لك يا ابن الخطاب يومئذ عمل سبعين نبياً لظننت أنك لا تنجو، فبكى القوم حتى شجوا فلما رأى عمر رضي اللَّه تعالى عنه ذلك قال: يا كعب بشرنا، فقال أبشروا فإن لله تعالى ثلثمائة وثلاثة عشر شريعة لا يأتي العبد يوم القيامة بواحدة منهن مع كلمة الإخلاص إلا أدخله اللَّه الجنة، والله لو تعلمون كنه رحمة اللَّه تعالى لأبطأتم في العمل

Saturday, May 3, 2008

الثبات الثبات حتى الممات

لماذا تعلو علينا الأحداث دائما ؟
لماذا تتفوق علينا ؟
بل لماذا نستصغر نحن أنفسنا أمام الأحداث ؟
كلما علت موجة ولو الى ركبة أحدنا غرقنا فيها
جدل لا ينتهي ، وكأنه لا أصول لنا نستند اليها
ومراء لا يتوقف ، وكأنه لا كبار لنا نثق في قيادتهم لسفينتنا
تحليل يتبعه تحليل ، واستنباط يخرج بنتيجة ، ومدونات تملأ بالغث والسمين ، وصحف تدبج بالرأي والعهر ، كل شيء مختلط ، كل شيء في هرج
ومع تزايد كل هذه المساحات من النشر الحر الا من رقابة الله ثم الضمير
تزداد الحقائق اختفاء ، وتزداد القدرة على الحصول على المعلومة الصحيحة الموثقة وعورة ومشقة ، وتزداد المواقف التباسا ، ويتوه الحق وسط الباطل
فتضيق الصدور ، ويعم الحزن والهم ، وتلهث الأنفاس ، وتلتهب المشاعر ، وتسود ثقافة الغضب
الغضب من كل شيء ومن أي شيء
وثقافة الغضب ، لمن لا يعرفها - وان كنت أشك أن هناك من لا يعرفها - هي من اخطر الثقافات الموجودة في الدنيا ، فالغضب ان لم يكن لله كان للشيطان أوالطاغوت مهما كانت مبرراته ، ولذلك يكون هذا الغضب أعمى بلا عقل ، مندفع بلا روية ، متهم بلا دليل ، لا يرعى حرمة ولا يعرف حلالا من حرام ، غضب مدمر قد لا يفيق منه الغاضب حتى يموت وتضيع منه حياته في غضبة للشيطان
أعود وأكرر أن كل هذا لمن يغضب لغير الله أما الغضب لله فهو مشروع ومن دلائل الايمان ، وويل لمن يلتبس عليه ذلك بذاك أو يلبسه هوعلى نفسه أو على الناس
فهل من قتل أمير المؤمنين سيدنا عثمان ذو النورين كان غاضبا لله ؟
وهل من خرج على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم قتله كان غاضبا لله ؟
وهل من يتهم الناس بالباطل ويرميهم بالبهتان غاضب لله ؟
وهل من يتتبع عورات المخالفين له بغية فضحهم هل هذا غاضب لله ؟
وهل نقض الأخوة الاسلامية التماس العيب للبرآء غضب لله ؟
وهل التطاول على المشايخ والكبار وتجريحهم وإهانتهم -وان أخطأوا - غضبة لله ؟
وهل الغضب لله يكون بالتعدي على حرمات الله
لا والله بل إن آية الغضب للشيطان والطاغوت أن يكون فعل الغاضب في غير طاعة الله
وقد تكررت في السنوات الماضية غضبات وغضبات من نفوس نبيلة وأشخاص نحسبهم على الخير كما نحسبهم مخلصين لدينهم ولدعوتهم ، وما أحسب أن غضبهم في أوله الا غضب لله وحده
ولكن الغضب الجامح يوشك أن يلقي بصاحبه الى الأرض ويكبه على وجهه ويدخل الى نفسه وقلبه من الأخلاط الكثير والكثير
الا ترون الى غضبة الصحابة يوم الحديبية حتى قال النبي لزوجته صفية "هلك الناس" من غضبهم الذي أخرجهم - وهم خير أهل الأرض وأصحاب بيعة الرضوان - الى الهلاك
ومن قبيل الإعجاز أن يختم الله عز وجل سورة الفتح التي حكت قصة الحديبية كلها بهذه الآيات
"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً {28}‏ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً {29}‏"
هذا الختام الذي وضع الوقاية والعلاج للجماعة المؤمنة من أي فتنة داخلية أو التباس أو سوء فهم أو سوء تأويل أو سوء ظن أو ..... الخ
العلاج في الثقة بالرسالة والثقة بالرسول القائد صلى الله عليه وسلم ثم السمو في مرتبة الأخوة الى أقصى درجاتها وكذلك اللجوء الى الله عز وجل والتماس العون والتأييد والعصمة من الفتن منه ثم وعد الله الخالد للمؤمنين بالمغفرة والأجر العظيم
والله يا إخواني ان هذه الآيات تهزني هزا وتحلق بي في السماء وتمدني بالقوة والسكينة دائما
-------------------------------------------------------------------------------
حاشية للعاملين للدعوة ممن طوقوا أعناقهم ببيعة لله
تذكروا يا اخواني -جعلني الله فداكم - أنكم بايعتم على أركان عشر منهما ركنان مهما كبر الأخ ومهما علا شأنه ومهما اتسع علمه ومهما زادت خبرته وارتقت ثقافته ومهما صفق له المصفقون وهللوا ودبجوا له آيات المدح والثناء مهما حدث له كل هذا فهو ملزم بهما وبباقي الأركان والا انتقضت بيعته
وهذان الركنان هما الثقة والطاعة ، وأنصح كل العاملين المخلصين أن يراجعوا الركنين في رسالة التعاليم وأنا واثق أن الكثيرين سوف يكتشفون مثلي أشياء ربما نسوها وربما لم يكونوا يفهموها وربما لم يدركوا وجودها أصلا وقت أن قرأوها ، وها لاشك يدعو الى اعادة الحسابات مرة أخرى فالبيعة لابد لها من وفاء والتزام وهذا لن يتأتى الا بفهم ووعي واقتناع ندين ونتقرب الى الله به ، وحتى لا نصبح مثل غيرنا من الجماعات التي كانت يوما تعمل للاسلام ، والذين هم في سني أو أكبر يعلمون جيدا عم أتحدث من تجارب مريرة وقعت لهؤلاء بسبب غياب أركان مثل أركان البيعة العشر عن منهجهم وتعاملاتهم
وقد بايع أسلافنا من الصحابة في بيعة الرضوان على شيئين استحقا بهما رضوان الله وهما الثبات والموت
فالثبات الثبات حتى الممات
وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ