Tuesday, July 29, 2008

الشيعة مرة ثانية

شرفني أستاذنا الدكتور توكل مسعود صاحب مدونة بلا وطن بإرسال هذا التعليق على موضوع كنت قد نشرته من مدة بعنوان طلقات في الرأس
وقد استأذنت سيادته في أن أنشر رده القيم كموضوع مستقل لما يحتويه من معلومات مفيدة جدا في موضوع الشيعة وعلاقتنا بهم ، وقد تفضل فأذن لي بالنشر فجزاه الله خيرا على ذلك .
نص الرد :
أخي الحبيب /أبو نظارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد،
ففي موضوعك القيم " طلقات في الرأس " تفضلت بالتنبيه وبطريقة ذكية عن خطورة موضوع الشيعة وإنني أتعجب أشد العجب مما وصل إليه حال كثير من الدعاة والمنتمين إلى الحركة الإسلامية ؛ كيف لم يدركوا هذا أو كيف أدركوه ثم لم يتعاملوا معه المعاملة اللائقة .

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة * * * وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

لقد وصل الحال ببعضنا في أثناء " هوجة " نصر الله السابقة أن قال على المنبر " لم يأتِ بعد حسن البنا إلا حسن نصر الله " .
وهتف بعضنا في مسيرات التأييد " يا نصر الله يا حبيب ، بكرة هتدخل تل أبيب "
ونسينا أو تناسينا أن الشيعة لم يكن لهم يوما ً موقف مناصر أو مؤيد أو حتى محايد بالنسبة لأهل السنة وإنما كانت كل مواقفهم عدائية وكانوا دائما ً أياد ٍ وأصابع خفية لليهود والنصارى في هجماتهم المتتالية على بلاد المسلمين حتى حفظ لنا التاريخ أن صلاح الدين الأيوبي أدرك بفطنته أنه لابد من إسقاط الدولة الفاطمية الشيعية أولا ً قبل تحرير بيت المقدس لأنهم هم العقبة الكئود أمام هذه المهمة .

وإذا كانت مواقف الشيعة في الفترات السابقة كانت مجرد دعم الأعداء وتكوين ما يسمى بالطابور الخامس في بلاد المسلمين إذ كانوا أضعف قوة ً وأقل عتادا ً من أن يواجهوا أهل السنة فإنهم الآن في حالة من القوة والتمكن تسمح لهم أن تتحول إستراتيجيتهم من مجرد القيام بأعمال الخيانة والتثبيط إلى القيام بدور عسكري الشرطة على الأقل ، وإذا كان هناك الكثير من الشبهات حول خطورة موقف الشيعة فإني لأرجو أن يفسح المجال لسردها وتفنيدها فيما بعد .

لقد شرفني الله وأكرمني أن أكون ضمن بعثة لجنة الإغاثة الإنسانية التابعة لنقابة الأطباء والتي أوفدت إلى باكستان عامي 87 ، 88 إبان الغزو الروسي لأفغانستان وكنت أعمل في مستشفيات الإغاثة التابعة لجمعية الهلال الأحمر الكويتي وتابعت عن قرب بعض أعمال الشيعة في إيذاء المجاهدين وقطع الإمداد والتموين عنهم حتى كانت هذه الحادثة .
بلدة " بارا تشينار " بلدة شيعية تقع على الحدود الباكستانية الأفغانية ويمر خلالها الطريق الرئيسي الذي يصل بيشاور الباكستانية بكثير من البلاد الأفغانية .
في إحدى المرات التي اشتعلت فيها المعارك بين المجاهدين الأفغان والقوات الشيوعية الأفغانية والسوفيتية ، قام الشيعة بقطع طريق الإمداد والتموين على المجاهدين وتمركزوا في أعالي الجبال التي يمر الطريق من خلالها وقصفوا سيارات المجاهدين المارة من الطريق مما أضعف موقف المجاهدين أمام القوات المعادية .
وهنا أرسل الأستاذ " سياف " رئيس اتحاد المجاهدين الأفغان رسائل عديدة ورسلا ً عدة إلى مشايخ الشيعة و زعماء قبائلهم لإنهاء حصار الطريق ولكن دون جدوى .

اجتمع الأستاذ سياف مع قيادات حزبه السياسية والعسكرية واتخذ قرارا ً بالهجوم على قرى هؤلاء الشيعة في سفوح الجبال وإحراقها وفعلا ً تم هذا فلما رأى أولئك الأنذال قراهم تحترق في السفوح هبطوا من قمم الجبال بأسلحتهم وهرعوا إلى أبنائهم ونسائهم ومزارعهم وكانت هذه هي الطريقة المثلى في التعامل معهم وكان سياف يقول :
الشيعة والشيوعية والشيطان .
وكان يقول :
الشيعة أبناء اليهود .

ولقد لقيت الأستاذ الدكتور " يوسف القرضاوى " ذات مرة فسألته : ما موقف الشيعة مما يحدث في العراق ؟
فقال لي بالحرف الواحد : " لقد سألت هذا السؤال لزعيم أهل السنة في العراق فأجابني : " إن الأمريكان سيخرجون من بلادنا عاجلا ً أو آجلا ً ولكن سيبقى الشيعة وهم أشد خطرا ً علينا وأحرص على إبادتنا من الأمريكان "

وللحديث بقية
--------------------------
مرة أخرى جزاكم الله خيرا يا سيدي وأرجو سيادتكم ان تستكمل هذا الموضوع كما وعدت بذلك سواء في مدونتك أو في مدونتي التي هي مدونتك أيضا

Tuesday, July 22, 2008

رسالة من أبي

يقول الله تعالى
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً


Monday, July 14, 2008

رسـالة .. من حـراس المسـجد الأقصـى

هذه رسالة الى من نسى ومن غفل
الى من أخذته الدنيا بعيدا عن الآخرة
الى من ترك نفسه لهمومه اليومية التي لا تنتهي
الى من جرفته المصائب في بلاده بعيدا عن قضية الإسلام الكبرى
الى من انشغل بسفاسف الأمور وصغائرها والمختلف فيه عن معاليها والمتفق عليه
الى من بردت القضية في نفسه وطال عليه الأمد فقسى قلبه عنها
الى أحفاد خالد وسعد وقطز وصلاح الدين
وأبناء القسام والبنا وعزام وياسين
الى كل هؤلاء أهدي هذه القصيدة
وهي للشاعر د. عبد الغني أحمد مزهر التميمي
أعيرونا مدافعَكُمْ ليومٍ... لا مدامعَكُمْ
أعيرونا وظلُّوا في مواقعكُمْ
بني الإسلام! ما زالت مواجعَنا مواجعُكُمْ
مصارعَنا مصارعُكُمْ
إذا ما أغرق الطوفان شارعنا
سيغرق منه شارعُكُمْ
يشق صراخنا الآفاق من وجعٍ
فأين تُرى مسامعُكُمْ؟!
* ** **
ألسنا إخوةً في الدين قد كنا .. وما زلنا
فهل هُنتم ، وهل هُنّا
أنصرخ نحن من ألمٍ ويصرخ بعضكم: دعنا؟
أيُعجبكم إذا ضعنا؟
أيُسعدكم إذا جُعنا؟
وما معنى بأن «قلوبكم معنا»؟
لنا نسبٌ بكم ـ والله ـ فوق حدودِ
هذي الأرض يرفعنا
وإنّ لنا بكم رحماً
أنقطعها وتقطعنا؟!
معاذ الله! إن خلائق الإسلام
تمنعكم وتمنعنا
ألسنا يا بني الإسلام إخوتكم؟!
أليس مظلة التوحيد تجمعنا؟!
أعيرونا مدافعَكُمْ
رأينا الدمع لا يشفي لنا صدرا
ولا يُبري لنا جُرحا
أعيرونا رصاصاً يخرق الأجسام
لا نحتاج لا رزّاً ولا قمحا
تعيش خيامنا الأيام
لا تقتات إلا الخبز والملحا
فليس الجوع يرهبنا ألا مرحى له مرحى
بكفٍّ من عتيق التمر ندفعه
ونكبح شره كبحاً
أعيرونا وكفوا عن بغيض النصح بالتسليم
نمقت ذلك النصحا
أعيرونا ولو شبراً نمر عليه للأقصى
أتنتظرون أن يُمحى وجود المسجد الأقصى
وأن نُمحى
أعيرونا وخلوا الشجب واستحيوا
سئمنا الشجب و (الردحا)
* ** **
أخي في الله أخبرني متى تغضبْ؟
إذا انتهكت محارمنا
إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ
إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا
إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
إذا نُهبت مواردنا إذا نكبت معاهدنا
إذا هُدمت مساجدنا وظل المسجد الأقصى
وظلت قدسنا تُغصبْ
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
عدوي أو عدوك يهتك الأعراض
يعبث في دمي لعباً
وأنت تراقب الملعبْ
إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟!
رأيت هناك أهوالاً
رأيت الدم شلالاً
عجائز شيَّعت للموت أطفالاً
رأيت القهر ألواناً وأشكالاً
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
وتجلس كالدمى الخرساء بطنك يملأ المكتبْ
تبيت تقدس الأرقام كالأصنام فوق ملفّها تنكبْ
رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب
ولم تغضبْ
فصارحني بلا خجلٍ لأية أمة تُنسبْ؟!
إذا لم يُحْيِ فيك الثأرَ ما نلقى
فلا تتعبْ
فلست لنا ولا منا ولست لعالم الإنسان منسوبا
فعش أرنبْ ومُت أرنبْ
ألم يحزنك ما تلقاه أمتنا من الذلِّ
ألم يخجلك ما تجنيه من مستنقع الحلِّ
وما تلقاه في دوامة الإرهاب والقتل ِ
ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالهول ِ
وتغضب عند نقص الملح في الأكلِ!!
* ** **
ألم تنظر إلى الأحجار في كفيَّ تنتفضُ
ألم تنظر إلى الأركان في الأقصى
بفأسِ القهر تُنتقضُ
ألست تتابع الأخبار؟ حيٌّ أنت!
أم يشتد في أعماقك المرضُ
أتخشى أن يقال يشجع الإرهاب
أو يشكو ويعترضُ
ومن تخشى؟!
هو الله الذي يُخشى
هو الله الذي يُحيي
هو الله الذي يحمي
وما ترمي إذا ترمي
هو الله الذي يرمي
وأهل الأرض كل الأرض لا والله
ما ضروا ولا نفعوا ، ولا رفعوا ولا خفضوا
فما لاقيته في الله لا تحفِل
إذا سخطوا له ورضوا
ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى
عمالقةً قد انتفضوا
تقول: أرى على مضضٍ
وماذا ينفع المضضُ؟!
أتنهض طفلة العامين غاضبة
وصُنَّاع القرار اليوم لا غضبوا ولا نهضوا؟!
* ** **
ألم يهززك منظر طفلة ملأت
مواضع جسمها الحفرُ
ولا أبكاك ذاك الطفل في هلعٍ
بظهر أبيه يستترُ
فما رحموا استغاثته
ولا اكترثوا ولا شعروا
فخرّ لوجهه ميْتاً
وخرّ أبوه يُحتضرُ
متى يُستل هذا الجبن من جنبَيْك والخورُ؟
متى التوحيد في جنبَيْك ينتصرُ؟
متى بركانك الغضبيُّ للإسلام ينفجرُ
فلا يُبقي ولا يذرُ؟
أتبقى دائماً من أجل لقمة عيشكَ
المغموسِ بالإذلال تعتذرُ؟
متى من هذه الأحداث تعتبرُ؟
وقالوا: الحرب كارثةٌ
تريد الحرب إعدادا
وأسلحةً وقواداً وأجنادا
وتأييد القوى العظمى
فتلك الحرب، أنتم تحسبون الحرب
أحجاراً وأولادا؟
نقول لهم: وما أعددْتُمُ للحرب من زمنٍ
أألحاناً وطبّالاً وعوّادا؟
سجوناً تأكل الأوطان في نهمٍ
جماعاتٍ وأفرادا؟
حدوداً تحرس المحتل توقد بيننا
الأحقاد إيقادا
وما أعددتم للحرب من زمنٍ
أما تدعونه فنّـا؟
أأفواجاً من اللاهين ممن غرّبوا عنّا؟
أأسلحة، ولا إذنا
بيانات مكررة بلا معنى؟
كأن الخمس والخمسين لا تكفي
لنصبر بعدها قرنا!
أخي في الله! تكفي هذه الكُرَبُ
رأيت براءة الأطفال كيف يهزها الغضبُ
وربات الخدور رأيتها بالدمّ تختضبُ
رأيت سواريَ الأقصى لكالأطفال تنتحبُ
وتُهتك حولك الأعراض في صلفٍ
وتجلس أنت ترتقبُ
ويزحف نحوك الطاعون والجربُ
أما يكفيك بل يخزيك هذا اللهو واللعبُ؟
وقالوا: كلنا عربٌ
سلام أيها العربُ!
شعارات مفرغة فأين دعاتها ذهبوا
وأين سيوفها الخَشَبُ؟
شعارات قد اتَّجروا بها دهراً
أما تعبوا؟
وكم رقصت حناجرهم
فما أغنت حناجرهم ولا الخطبُ
فلا تأبه بما خطبوا
ولا تأبه بما شجبوا
* ** **
متى يا أيها الجنـديُّ تطلق نارك الحمما؟
متى يا أيها الجنديُّ تروي للصدور ظما؟
متى نلقاك في الأقصى لدين الله منتقما؟
متى يا أيها الإعـلام من غضب تبث دما؟
عقول الجيل قد سقمت
فلم تترك لها قيماً ولا همما
أتبقى هذه الأبواق يُحشى سمها دسما؟
دعونا من شعاراتٍ مصهينة
وأحجار من الشطرنج تمليها
لنا ودُمى
تترجمها حروف هواننا قمما
* ** **
أخي في الله قد فتكت بنا علل
ولكن صرخة التكبير تشفي هذه العللا
فأصغ لها تجلجل في نواحي الأرض
ما تركت بها سهلاً ولا جبلا
تجوز حدودنا عجْلى
وتعبر عنوة دولا
تقضُّ مضاجع الغافين
تحرق أعين الجهلا
فلا نامت عيون الجُبْنِ
والدخلاءِ والعُمَلا
* ** **
وقالوا: الموت يخطفكم وما عرفوا
بأن الموت أمنية بها مولودنا احتفلا
وأن الموت في شرف نطير له إذا نزلا
ونُتبعه دموع الشوق إن رحلا
فقل للخائف الرعديد إن الجبن
لن يمدد له أجلا
وذرنا نحن أهل الموت ما عرفت
لنا الأيام من أخطاره وجلا
«هلا» بالموت للإسلام في الأقصى
وألف هلا
----------
احمل سلاحك وانطلق
فجرحزامك واحترق
وتمنطق الموت النبيل
ولاتمت كالناس جسداواحدا
وزع شظاياك الشريفه في المدى
فالارض كل الارض تعشق ان تكون السيدا


Sunday, July 6, 2008

نحن والحياة

تشاركنا من قبل قصة علبة البسكويت
والآن اسمحوا لي أن نتشارك هذا الملف أيضا
عسى الله أن ينفعكم به كما نفعني
أنصح بتنزيل الملف على الجهاز ثم تشغيله (يلزم وجود برنامج بور بوينت)
ولا تنسوا أخاكم بصالح دعائكم




تنزيل الملف

Tuesday, July 1, 2008

هل تتحول مصر الى بادية وأهلها الى بدو

قررت أن أعيد نشر هذه التدوينة رغم أني نشرتها من قبل منذ عدة شهور ، وذلك بسبب مواقف عديدة رأيتها وحدثت لي أو أمامي في الفترة الماضية جعلتني أكرر هذا السؤال مرة أخرى، هل ستتحول مصر الى بادية وأهلها الى بدو؟
-----------------------------------------------------------------
قرأت في كتاب : الوشي المرقوم، في بيان أحوال العلوم - المجلد الأول مانصه
وأما العلوم العقلية أيضا: فلم تظهر في الملة، إلا بعد أن تميز حملة العلم ومؤلفوه، واستقر العلم كله صناعة، فاختصت بالعجم، وتركتها العرب، وانصرفوا عن انتحالها، فلم يحملها إلا المعربون من العجم - شأن الصنائع، كما قلناه أولا -؛ فلم يزل ذلك في الأمصار، ما دامت الحضارة في العجم وبلادهم من: العراق، وخراسان، وما وراء النهر؛ فلما خربت تلك الأمصار، وذهبت منها الحضارة، التي هي سر الله في حصول العلم والصنائع، ذهب العلم من العجم جملة، لما شملهم من البداوة، واختص العلم بالأمصار الموفورة الحضارة؛ ولا أوفر اليوم في الحضارة من مصر، فهي: أم العالم، وإيوان الإسلام، وينبوع العلم والصنائع؛ وبقي بعض الحضارة فيما وراء النهر، لما هناك من الحضارة بالدولة التي فيها، فلهم بذلك حصة من العلوم والصنائع لا تنكر.
وقد دلنا على ذلك: كلام بعض علمائهم في تآليف وصلت إلينا من هذه البلاد، وهو: سعد الدين التفتازاني؛ وأما غيره من العجم فلم نر لهم من بعد الإمام: ابن الخطيب، ونصير الدين الطوسي، كلاما يعول على نهايته في الإصابة؛ - فاعتبر ذلك وتأمله، تر عجبا في أحوال الخليقة؛ والله يخلق ما يشاء، لا إله إلا هو، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وحسبنا الله، ونعم الوكيل، والحمد لله -. أهـ
--------------------------------------------------------------------
عرف البدو أنهم المقيمون في الصحارى والقفار الذين يرتحلون بحثا عن الماء والآبار ويسكنون الخيام ومتاعهم قليل وثروة أحدهم هي الضأن والماعز والعصا والثوب ، ومن قسوة حياتهم قست قلوبهم وغلظت ، وقل علمهم وشاه سلوكهم وساءت أخلاقهم وضاق أفقهم الا قليلا ممن رحم الله ، وجل ثقافة البدو وأفكارهم هي العصبية والغزو والثأر وغسل العار وما شابه
من صفات البدو الخشونة والجفوة، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم الى هذه الحقيقة فقال: (من بدا جفا)، وان صفات البدو عدم قدرته أو تحمله أن يدخل في تفاصيل الأمور، بل تراه يجمل في كل شئ حتى الدين يأخذه مجملاً، وتراه أكثر شئ يتعامل معه هو الحيوانات والجمادات فهو الآمر والناهي ولا راد لأمره بذلك يجفو ويتصلب ويتطبع على هذه الخصلة

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج الرجل الى البادية ويعيش فيها بعد أن خرج منها وعاش في الحضر فلعن من ارتد اعرابيا بعد الهجرة
وذم الله الأعراب فقال تعالى : الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم
--------------------------------------------------------------------
ان قسوة العيش وقلة العلم والتعليم وتقطع العلاقات الاجتماعية وتقوقع كل شخص على نفسه وأسرته هو المحضن الرئيسي للبداوة ، والدليل على ذلك أنه في مدن مثل مدن جنوب مصر في الصعيد تقترب أخلاق الناس وطباعهم من أخلاق البدو بشدة ، وفي مناطق الريف المصري الفقيرة كذلك حيث يمكن أن تقتتل عائلتان بسبب خلافهما على أيهما يروي أرضه أولا
--------------------------------------------------------------------
لقد عاش الشعب المصري في معظمه معيشة الحضر منذ فجر التاريخ حتى هذه الأماكن النائية في صعيد وريف مصر كانت مستوى الخدمات فيها مقاربا لمستوى الخدمات في غيرها من المدن وان قل فيها مستوى المعيشة عن غيرها ، ولكن بعد الثورة الميمونة اتسع الفارق وبشدة بين الجانبين ، فبينما امتد العمران والمدنية والحضارة في المدن الكبرى اذا به يسير ببطء شديد وأحيانا لايسير اطلاقا في باقي مصرحسب حاجة النظام الى الشو الاعلامي في منطقة معينة ، وما معاناة أهل النوبة عنا ببعيد ، فأصبح أمل أهل هذه القفار الأكبر هو النزوح الى القاهرة أو البندر
ورغم كل ذلك كان هناك المشروع القومي الذي يجمع المصريين جميعا ، فبعد أن كان المشروع هو طرد الاحتلال ، صار المشروع هو الغاء الطبقية والمساواة بين أبناء الشعب والقضاء على الاقطاع ثم صار المشروع التخلص من الهيمنة الأجنبية بتأميم القناة ثم صار المشروع هو السد العالي كل هذا والشعب يحس أن مشروعاته القومية تحقق انجازات له ولو كانت هذه الانجازات هيكلية فارغة من مضمونها الحقيقي ومصممة خصيصا من أجل الدعاية والترويج للنظام الديكتاتوري البشع الذي كان مهيمنا في هذه الحقبة . ثم أتت الكارثة في هزيمة سبعة وستين الساحقة المدوية لينهار الحلم الكرتوني وتنهار المشاريع الديكورية ، الا أن النظام سرعان ما أطلق مشروعه التالي وهو الابقاء على عبد الناصر وتبنى الشعب الساذج هذا المشروع بسرعة وانطلقت المظاهرات في ربوع مصر تطالب ببقاء الزعيم الخالد ، وبقي الزعيم الخالد فأطلق مشروعه التالي بنفس السرعة وهو ألا صوت يعلو فوق صوت المعركة وضرورة أخذ الثأر من اسرائيل
ومات الزعيم الأوحد وبقي المشروع واضطر الزعيم المؤمن أن يتبناه فهو حلم الشعب كله ووصية المرحوم ، ولكنه كان في قرارة نفسه لا يحب هذا المشروع ولا يرى جدواه ، فما الفائدة من الانتصار على اسرائيل طالما المعركة لن تحسم فستعاود اسرائيل الكرة ولن تنتهي هذه الحروب ، فكان لابد أن توضع مصر واسرائيل في حرب محدودة يحقق منها الرئيس المؤمن الانتصار الذي يمكنه من طرح السلام من منطلق القوة ، كما يدعم مكانته المهتزة من بعد الزعيم الخالد
وهكذا قامت حرب أكتوبر المحدودة ويعلم هذا جيدا من شاركوا فيها كما يعلمون أن مجريات الأمور لم تسر فيها كما أرادوا فمن ناحية التجهيز المعنوي للجيش المصري كان عاليا ففلت عياره منهم في الجبهة وظهرت البطولات الحقيقية والتضحيات الرائعة ومن ناحية أخرى فاليهود لا عهد لهم ولاذمة ومن ثم فمهما كانت الاتفاقات معهم فهي غير ملزمة لهم
المهم أنه بعد أن تحقق النصر أصبح الشعب ولأول مرة بدون مشروع قومي حقيقي وواضح يجتمع المصريون عليه ، كان هناك كلاما مبهما عن البناء والتنمية والرخاء ، وتراخى الشعب الذي طحنته الحروب والقهر ثم بدأت أبواب الانفتاح تفتح على مصراعيها بلا ضابط ولا رابط وبدأت مصائب السلام المخزي مع العدو الصهيوني تنهال على رأس البلد
وبدأت الشاريع القومية تتحول الى مشاريع خاصة ، والعجب أنك تسمع أن هذه المشاريع الخاصة بدأت في هذه الفترة على مستوى العائلات ثم بعدها بفترة وجيزة زادت الفرقة وزاد الطمع وتفرقت العائلات الى أسر وصار منذ ذلك الوقت لكل أسرة مشروعها ولم تجتمع البلد على مشروع قومي موحد من يومها والى الآن
صارت المصلحة الخاصة هي الفيصل والحكم والدافع والمحرك
تقطعت أوصال الروابط العائلية والاجتماعية
صار القتال والتنازع واستخدام القوة والبلطجة والنفوذ والمحسوبية لحل المشكلات
غيب دور الكبير فكل واحد كبير نفسه ولا يقبل كلمة من أحد

غاب الكلام في التفاصيل لغياب الحوار نفسه بين أفراد المجتمع وصار الكل يقفز الى النتيجة وهي المصلحة بغض النظر عن التفاصيل

ضعف وربما انعدم مفهوم الوطن وصار وطني هو ما أجد فيه مصلحتي وما أجني فيه أقصى قدر من الربح ، فصارت أغلى أمنية عند المصري هي سفره الى أحد البلاد العربية في عمل مجزي ماديا

وبمرور الوقت أصبحت الغلظة والجفوة والحدة هي أسلوب التعامل الغالب بين أفراد المجتمع ولو على مستوى البيت الواحد

اليست الصفات السابقة هي صفات البدو ومجتمعات البادية ؟
ألا ترى أننا اذا تتبعنا هذه الصفات والخصائص التي أصبح عليها المجتمع الآن لوجدنا أنها تعدت حتى ماعرف عن أهل البادية من الكرم والنخوة واكرام الضيف وعدم خيانة الأمانة
وللأسف فدعاة الاصلاح جزء من هذا المجتمع وهم يسيرون معه حيث سار في بيوتهم وأهليهم وأسرهم ثم هم ينابذونه في السياسات الحكومية فقط ، وما أرى أن لهذا سبب الا أن دعاة الاصلاح أنفسهم قد غاب عنهم تبني مشروع اصلاحي واضح المعالم ، واضح المشروعية ، واضح الخطوات ، ، والأهم من كل ذلك واضح المرجعية
أعتقد أن هذا هو السبيل الوحيد للخروج بالبلد من الفوضى والعشوائية ومن مجتمع البداوة الذي يزحف اليها بسرعة مخيفة
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل