Wednesday, August 21, 2013

معاني في النصر والهزيمة

يتوقف هذا على تعريفك لكلمتي النصر والهزيمة
فلو كان تعريفك النصر هو التمكين والسيادة للإسلام وشريعته والمؤمنين في العالم فإن الإجابة ستختلف عما لو كان تعريفك له هو عودة الشرعية والحياة المدنية في مصر
الاول يحتاج الى أجيال تعمل وتجاهد لتحقيقه وهو سيتحقق إن شاء الله
بينما الثاني قد يتحقق بعد بضعة أيام أو أسابيع وقد لا يتحقق لا قدر الله
لذلك فتعريف النصر الذي نريده مهم جدا لنا
قد لا ننتصر في معارك ثانوية أو تمهيدية ولكن لأن أعيننا على النصر الذي نريد فلا يفت في عضدنا هزيمة بسيطة أو انتكاسة طارئة
لن تمر الحياة وكلها انتصارات كما لن تمر وكلها هزائم
ولكن الانتصارات تزيد الثقة في الطريق ونتزود منها ونستفيد
كما أن الهزائم تعرفنا بأخطائنا وأعدائنا وتمحص الصفوف وتزيدنا فقرا وتذللا لله
وبالتجربة وجدت أن الإحساس بالهزيمة يكون أقوى كثيرا من الإحساس بالنصر وأعمق أثرا
فكل انتصارات التيار الإسلامي بعد الثورة توارت خجلا ولم يعد أحد يذكرها بعد الانقلاب
تخيلوا أن ينعم علينا ربنا -بفضله وحده وليس بمجهودنا- بعشرات الانتصارات فلا نؤدي شكرها ثم يبتلينا سبحانة بمحنة واحدة -بذنوبنا- تنسينا كل هذه الانتصارات فلا نتذكر إلا اليأس والقنوط
لسنا محاسبين على تأخر النصر أو عدم حصوله على أيدينا
وإنما يحاسبنا الله على العمل على التمكين لدينه وشريعته في الأرض بغض النظر عن نتيجة العمل
فمن ارتبط بالنتيجة حبط عمله وخسر حتى لو انتصر وفرح بانتصاره
ومن ارتبط بالله عز وجل أجر وفاز حتى لو لم ينتصر
فيا جيل النصر إن شاء الله
ارتبطوا بالله وحده واجعلوه غايتكم ولا تجعلوا النصر غايتكم ثم اعملوا واستفرغوا الوسع في العمل ثم ترقبوا بعد ذلك النصر وما هو ببعيد إن شاء الله
"وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ. وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"

Tuesday, August 20, 2013

اعتقال المرشد العام هل يقضي على الثورة وينجح الانقلاب ؟

حازم سعيد

الإجابة بكل حسم ووضوح : هيهات هيهات ..
إنها ثورة شعب وليست ثورة المرشد العام للإخوان ، ولا حتى ثورة الإخوان أنفسهم ، وإن ما يفعله الطاغية الجبان الفاسد السيسي هو البطشة الأخيرة له ، بالضبط كما فعل فرعون مر بمراحل وخطوات محدودة معلومة وموقوتة .
إن ما فعله فرعون في عشرات السنين ، اختذله السيسي في أربعين يومٍ ، ويوشك أن ينهي حكمه بيده ، بسبب حمقه وغبائه وعمى بصيرته ، وكلما مضى يوم ارتكب فيه من الحماقة وولد من الثارات ما يجعل الثورة تتقد وتشتعل .
ما لا يريد السيسي الغبي أن يدركه هو أنه ارتكب أفعالاً فاضحة منذ بداية الانقلاب وانتهاءاً بالحملة الأمنية الشرسة التي يشنها ضد الشرفاء ، وأنه جعل ظهره " للحيط " ولم يعد لديه خيارات بديلة سوى الهرب أو تسليم نفسه للعدالة الثورية والتي جزاء أمثاله فيها هو الإعدام .

السيسي وفرعون موسى
مراحل الانقلاب بعينها هي جزء من تاريخ فرعون مع موسى عليه السلام بالضبط ، انظر للخائن السيسي وجهاز مخابراته يصنع تمرد ويدعمهم ويحشد المسيحيين والفلول وأغبياء حزب النور ، وانظر لفرعون وهو يحشد السحرة " لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين " .
وانظر له وهو يطلب التفويض من الناس ، وقارنه بفرعون " وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه ، إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد " .
انظر له وهو يهدد بفض رابعة ، واقرأ عن فرعون قول الله تعالى : " قال آمنتم به قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ، فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى ، قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض ، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا .... "
انظر له وهو ينفذ فعلته الخبيثة المجرمة ويقتل الأبرياء والعزل ويحرقهم ويسومهم سوء العذاب ، وقارن ذلك بما فعله فرعون في بني إسرائيل مخافة أن يأتيه بنو إسرائيل بذرية تقوض ملكه " يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم " ، ثم بعد ذلك أثناء المواجهات : " فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ، قال كلا إن معي ربي سيهدين " .
ثم أخيراً انظر إلى حالنا الآن بعد كل هذه الاعتقالات التي لا تزيدنا إلا إصراراً على الطريق حتى بعد اعتقال مرشدنا العام حفظه الله من كل سوء ، وتواصينا مع بعضنا البعض في أحاديثنا الجانبية أن هذا الأمر لن يزيدنا إلا قوة على الحق ، وقارنها بقول موسى عليه السلام " قال كلا إن معي ربي سيهدين " فانظر للنتيجة والعاقبة : " ولَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لّا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى "  . فالفرج قريب ، وقريب جداً إن شاء الله .
هذا الجزء من المقالة وفكرة المقارنة بين الفرعونين استوحيتها من تدوينة قرأتها منسوبة للفاضل الدكتور راغب السرجاني ، ولقد لفت نظري في هذه الأية الأخيرة وهي إكمال المقارنة موضوع أوحينا إلى موسى .. يا الله ، وكأني أفهم الطريق اليبس الذي ضربنا نحن فيه في هذا الزمان في علاقتنا مع الانقلابي الخائن السيسي ، أنه طريق السلمية الذي ضربنا فيه وصممنا على سلوكه ، ويقتل المجرمين ويكون فيه هلاكهم ، وينجي به الله من هناك ( موسى عليه السلام وقومه ) وينجينا إن شاء الله عما قريب ، ولتعلمن نبأه بعد حين .

اعتقال المرشد
الجناة الآثمون يعتقلون يومياً ويداهمون منازل العشرات من الإخوان على مدار اليوم ، ولقد كان آخر ما تفتق ذهنهم عنه في آخر ليلة ماضية هو اعتقال فضيلة المرشد العام للإخوان الدكتور محمد بديع ، وهم بذلك يمارسون نوعاً من الضغط والحرب النفسية حتى يمل أبناء ثورتنا ويضعون أسلحتهم السلمية ، بين أن يتورطوا في العنف والإرهاب - وهذا عز الطلب للعسكر الخائنين وعلى رأسهم السيسي - ، أو يجلسوا في بيوتهم يائسين قانطين .
وكأني بأغبياء العسكر يظنون أنهم بهذا السيناريو قد قوضوا الثورة بعد أن قضوا على الإخوان ! بإرهابهم واعتقال رموزهم ثم أفرادهم و " بعض " كوادرهم بـ " بعض " المحافظات .
والذي لا يعلمه الحمقى أن عدد الإخوان بمصر بفضل الله سبحانه ، مما لا يمكن لقوة غاشمة باطشة أن يقضي عليه ولا حتى أن يوهنه ولا أن يجعله " يماين أو يهادن عن حقه " ، والذي لم يدرسه المغفلون من العسكر الخائنين أن الإخوان كجماعة ودعوة حوربت من قبل بنفس هذه المناهج العقيمة العفنة أيام فاروق وأيام عبد الناصر وأيام التعتيم الإعلامي الذي لم يكن يملك الناس وقتها سوى صحيفة وراديو ولم يكن بين أيديهم نت وموبايل وكاميرا مما يكسر التعتيم ، ورغم ذلك لم تقوض الدعوة أو يقضي عليها الظالمون ، بل كان عودها يشتد ويزداد صلابة يوماً بعد يوم .
وما لا يدركه الخائنون أن المرشد في الثورة كبقية الإخوان ، وأن المرشد في الأساس قائد فرد ، لو غاب لجاء من يخلفه ، ولنا في تاريخنا سابقات عظام في غزوات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مؤتة بالذات عبرة وعظة لما استشهد جعفر ثم زيد ثم عبد الله بن رواحة ثم استلم القيادة سيف الله خالد بن الوليد رضي عنهم أجمعين ، لم ينهزم المسلمون أو ييئسوا ولم يفشلوا ، إننا قوم إذا غاب منا قائد أخلف الله علينا بألف قائد .
وما لا يفقهه القاتلون من العسكر أن إيمان الإخوان بفكرتهم أقوى وأسمى عندهم من إيمانهم بالأشخاص ، وأن الإخوان حين غضبوا وثاروا فمن أجل مبدأ ألا يسرق منهم وطنهم ، وألا تسرق حريتهم وإرادتهم ، وألا يسطوا الانقلابيون على اختيارات الشعب والديمقراطية . فنحن لم نثر من أجل شخص اسمه محمد مرسي ، وإنما من أجل مبدأ ينتهك ، ومن أجل حرية تقوض ، ومن أجل رفض عسكري خائن انقلابي يريد أن يتحكم في مقاليد البلاد .
والذي لا يغلمه الغادر السيسي أن الثورة لم تعد ملكاً للإخوان ، وأن الحماقات التي ارتكبها ، والدماء التي سفكها ولدت ثارات بينه وبين الشعب المصري كله ، فالثورة الآن في الميدان وهي ثورة شعب مصر وليست ثورة الإخوان وليست ثورة الدكتور محمد بديع ، وإنما هي ثورة مصر كل مصر ، لهذا فلن يفرق اعتقال واحد أو عشرة أو ألف من الإخوان ، حتى لو كانوا من قياداتهم ، خلاص يا سيسي الثورة قامت ولن تستطيع أن تقف أمامها .

حل الأزمة
والذي أيضاً لا يعلمه السيسي أن جل تفكير الإخوان الآن هو في ماذا بعد عودة الرئيس مرسي ، وليس في كيف يعود الرئيس مرسي ، لأن الأمر خلاص " قرب قوي " ، خاصة وقد استعجل السفاح خطواته بقمعٍ غير مسبوق أصبح من " تلويشه " يطال غير الإخوان ، من عشرات عرفنا أسماءهم وليسوا من الإخوان ممن اعتقلهم ، بعد استعجاله الدماء واستسهاله لها مع ما تحدثه من ثارات بينه وبين أولياء الدم ممن لن يسكتوا على حق ذويهم الشهداء .
وعناصر حل الأزمة التي يفكر فيها الإخوان والمتمثلة في الإجابة عن ماذا بعد ، لا تتوقف على القادة ، بل يموج بها الصف الآن في حركة هادرة وترفع يومياً عشرات ومئات الاقتراحات حول ماذا بعد ....  ، ووصل التطور والإبداع في الاقتراحات لنوعية اقتراحات بأن يتم الاتفاق مع كل القوى السياسية حتى معسكر من شاركوا في الانقلاب ثم تراجعوا كعناصر جبهة الإنقاذ من أمثال خالد داوود وعمرو حمزاوي بالإضافة للوطنيين الشرفاء من أمثال الدكتور سليم العوا وأبي العلا ماضي وعصام سلطان وحاتم عزام ووائل قنديل وغيرهم من شرفاء مصر والاتفاق من الآن وبصيغ عقدية متفق عليها على شكل الحكومة وأسماء وزرائها وتمثيل الإخوان فيها ، حتى لو وصل لتمثيل محدود في إثبات أن الإخوان لم يقوموا بالثورة ويقدموا الدماء الغالية التي قدموها من أجل أنفسهم ، وإنما من أجل مصر ومن أجل المبدأ ومن أجل الثورة .
لقد أدهشني كثير من الإخوان الأيام الماضية ، من القاعدة التي ترفع كل يومٍ اقتراحات حول هذا المعنى ، مما يجعلني أشعر أننا فعلاً أمام أمة منتصرة ، هيأها الله بهذه التجربة والمنحة إلى ما هو أعظم من مجرد حكم مصر إلى قيادة العالم تحت مظلة العدل والحرية والسلام ، ولو قرأ أنصار السيسي الخائن هذا الكلام لتعجبوا ، ولكنها ملامح من وراء الحجب تنظرها عيون المتفرسين المؤمنين ، ولتعلمن نبأه بعد حين .