Monday, May 21, 2007

أميرة ... أميرة



أميرة .. طفلة قنا الفقيرة

ترى هل علمت قبل أن تموت ما معنى أميرة ؟

ترى هل حلمت يوما في نومها أو صحوها أن تكون أميرة ؟

الأكيد أنها علمت أنها فقيرة .

الأكيد أنها حلمت بقطعة الحلوى الكبيرة

الأكيد أنها حلمت بفستان العيد الجديد ، والصندل الأبيض ، أوالحذاء الذهبي

الأكيد أنها عرفت معنى الجوع مرات ومرات

الأكيد أنها كانت ترتعد خوفا من بطش المدرس أو حضرة الناظر

الأكيد أنها وقفت في انتظار الوزير دون أن تدري لماذا وقفت وماذا تنتظر

الأكيد أن جسدها الضعيف لم يتحمل وطأة النفاق ولا حر الدنيا

الأكيد أن الله نظر اليها نظرة رحمة وأراد – سبحانه – أن يخلصها مما هي فيه

الأكيد أن أميرة ماتت

والأكيد أنها بالفعل الآن قد صارت .. أميرة

==============================================================

حدثت وفاة التلميذة بمدرسة نجع معين الابتدائية "أميرة" نتيجة تعرضها لضربة شمس، أثناء مشاركتها في تشريفة لاستقبال الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم المصري ، خلال زيارته قريتها "كلاحين" في قنا، يوم 7مايو 2007.

سقطت مغشيا عليها بعد ساعات من وقوفها تحت شمس قنا الحارقة ، حملها عمها وأسرع بها إلي الوحدة الصحية، وفشلوا طوال 4 ساعات في إفاقتها، أسرع بها إلي مستشفي قفط المركزي، فوجئ بعدم وجود طبيب مختص، وفي طريقهم إلي مستشفي حميات قنا كانت روحها قد صعدت إلي السماء.

Thursday, May 17, 2007

ممكن تاخدني جنبك لو سمحت ؟

ماذا يحدث اذا اختلفنا معا في وجهات النظر ؟ أعتقد أن كل واحد منا سوف يحاول أن يقنع الآخر بوجهة نظره . الى هنا والكلام عادي .. ولكن ماذا يحدث اذا تمسك كل منا برأيه ؟ أعتقد أن هنا تبدأ المشكلة ، فتتغير القلوب وتتكاثر الظنون السيئة وتتجمع الاتهامات ، ثم يعلن كل طرف للآخر أنه ليس له مكان بجانبه على الكنبة التي يجلس عليها جزاء وفاقا على تجرئه على الخلاف معه !

وتزيد هذه الأعراض وتتسع الفجوة وتصبح الاتهامات خطيرة جدا اذا كان الخلاف حول أمر ديني ، ويتحول الأمر الى كارثة حقيقية اذا كان المختلفون من غير العلماء – وهم غالبا كذلك – ممن لا يجوز بينهم الخلاف أصلا حول الاجتهادات ، وتظهر فتاوى التكفير والتجهيل والتبديع والتفسيق ، وتتحول الخلافات في المسائل الفرعية الى خلافات في الأصول ويتحول الحكم الفقهي الذي ربما يكون راجحا على مذهب ما الى حكم وحيد فريد لا يقبل من مخالفه صرفا ولا عدلا ، مع أن الفقيه الذي أفتى بهذا الحكم كان في عصره من خالفه ولم يجد في ذلك حرج ولم يلقيه من فوق الكنبة ولم يفرغ وقته ومجهوده للرد عليه وتفنيد حججه ولم يتتبع عوراته ليفضحه ويفض الناس عنه ويسقطه من نظرهم .

نحتاج من علمائنا الثقات – غير الدكتور القرضاوي – أن ينقذوا الأمة من اتساع دوائر الخلاف فيها على كل صغيرة وكبيرة وأن يجيبوا بوضوح على أسئلة منها :

1- من الذين يحق لهم أن يختلفوا في الأمور الاجتهادية ؟

2- ما هي الأمور التي يمكن أن يختلف عليها غير العلماء ؟

3- متى يتحول خلاف التنوع الذي تحرم فيه الفرقة ويجب معه الاجتماع الى خلاف تضاد يحرم معه الاجتماع وتجب فيه الفرقة ؟

4- ما هي حدود الجرح والتعديل ومن الذي من حقه التحدث بهذا العلم الذي يتخذه الشتامون والسبابون والمتتبعون لعورات المسلمين حجة لأفعالهم المنكرة ؟

5- هل هناك أصول للدين وفروع ؟ هل هناك قشور ولباب ؟ هل هناك أولويات ؟ وهل يكفي المسلمون أن يجتمعوا على الأصول واللباب والأولى حتى ولو اختلفوا فيما سوى ذلك ؟ وهل يأثم من يتفرقون على الفروع والقشور ؟

وهناك غير ذلك من الأسئلة الكثير والكثير ، وأعتقد أنه قد آن الأوان أن يجتمع العلماء المسلمون ليحسموا هذه الخلافات ويجيبوا بوضوح عن هذه الأسئلة وأن يتحملوا تبعة هذه الاجابات أمام الله ، كما يتحملون الآن تبعة عدم اجتماعهم وعدم قطعهم في هذه الأمور أمام الله ، كما عليهم أن يعلنوا براءتهم الى الله من كل من سيخالف ما وصلوا اليه .

الأمة في خطر حقيقي .. فالأعداء يجمعوا الى بعضهم ونحن نطرح من بعضنا

كلي أمل أن تسعنا كلنا كنبة واحدة وأستطيع اذا اختلفنا معا أن أنظر اليك باسما وأسألك في حب ومودة وأنا مطمئن لردك وودك : ممكن تاخدني جنبك لو سمحت ؟

Tuesday, May 15, 2007

العشوائية باي باي

تعرفت بهذا الرجل منذ عام 1978 م وكنت عندئذ في الصف الأول الإعدادي في مدرسة عباس الاعدادية بالسبتية وهي المدرسة التي كان يعمل بها الامام الشهيد حسن البنا معلما ، وظللنا في فصل واحد - وهو بالمناسبة فصل المتفوقين - حتى انتقلنا الى المدرسة الثانوية معا أيضا ولكن في فصلين مختلفين حتى الصف الثاني الثانوي اجتمعنا مرة أخرى في نفس الفصل كان هذا الاجتماع بمثابة انطلاقة جديدة لعلاقتنا التي لم تنتهي حتى اليوم والحمد لله وأجمل ما في هذه العلاقة أنها لم تقم يوما على المصلحة ولا النفاق ولا الحسد ولكنها قامت على الحب في الله منذ اليوم الأول لها وحتى الآن ، اختلفنا كثيرا واتفقنا كثيرا وتناقشنا أكثر مما يتخيل أي شخص ، ضحكنا كثيرا حتى البكاء وبكينا كثيرا حتى الاختناق ، كنا نبحث عن الجنون في كل الأفكار ونفكر بلا حدود ثم نبدأ في قصقصة الأطراف المخالفة للدين وتبقى الأفكار الصالحة للتطبيق ، وكان كل من حولنا يعجب من هذه الأفكار والابتكارات ، ولو علموا كيف كانت قبل أن تصل اليهم لزاد عجبهم ، اجتمعنا على حب الكرشة والممبار والكوارع والطحال الذي كانت تعده والدتي والكفتة والطرب من عكر وعم ابراهيم وكذلك مكرونة عم محمود ذات الشطة الجافة التي يصنعها بنفسه ويحترم من يحبها جدا .
هذا هو أخي وصديقي سيد ابراهيم صلاح ولكن من كان يشاركنا كل هذا منذ عام 1978 وان لم يشاركنا جنونه ، لأن له جنونه الخاص به ، وكان رمانة الميزان والضابط لايقاع الانطلاق عندنا وفرملة الاندفاع والتهور الذي يصيبنا كثيرا وفوق هذا فهو منوفي أريب لا يشق له غبار في الاتفاقات والصفقات هذا هو أخي وصديقي المهندس أسامة سعد محمد
وقد يتعجب القارئ من هذه المقالة الطويلة عن هذين الصديقين الغاليين ولكن ربما يزول العجب اذا علمت أنني عندما انشأت هذه المدونة وفكرت أن أرسل الى أخي سيد بعنوانها فوجئت به يرسل الي بعنوان مدونته التي أنشأها والأعجب أنها تتحدث في نفس الموضوع الذي بدأت في الحديث عنه وهو العشوائية والتخطيط ولكنه هو أدرى مني بهذه الأمور فهو قد درس التنمية الذاتية بتعمق وصار له فيها باع طويل
فوا عجبا لتوارد الخواطر وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" أخرجه البخاري ومسلم
لذلك أعتذر عن اكمال موضوع العشوائية وأترككم مع الأستاذ سيد وعنوان مدونته هو

وادخلوا على ايقونة

H.R

فتحية الى صديقيَّ والى من علمونا معنى الأخوة في الله ومعنى الوفاء

Sunday, May 13, 2007

تحيا جمهورية مصر العشوائية

صارت العشوائية هي السمت العام في كل مظاهر الحياة في مصر ، لا أقصد في الطرقات ولا المباني ولا الهيئات الحكومية ولا المناقصات الرسمية ولا في العلاقات بين مصر وبين غيرها من الدول فقط ولكن امتدت العشوائية الى نفوسنا وصارت تحكم العلاقات الاجتماعية والصداقة والاخوة وصلة الرحم

يجلس الواحد منا – الا القليل جدا – ويسرح بفكره فيتذكر أنه لم يتصل بفلان منذ عدة شهور وربما عدة سنوات ، فيقرر أن يحدثه الآن ، وتمر على هذه الحادثة شهور وربما سنوات وتتكرر مرة أخرى مع نفس الشخص أو غيره .

الكل غضبان من الكل لأنه لا يسأل عنه ولا يزوره ولا يهنئه حتى في العيدين .

هذه العشوائية التي تملأ حياتنا من الخارج ونفوسنا من الداخل هي التي تجعلنا دائما نسير "على حزب الريح" ، نحن لا نوجه خطواتنا ولا ننظم حياتنا ، هناك عداء مستحكم بيننا وبين القلم والورقة ، فمنذ القدم ونحن نقول أن العلم في الراس وليس في الكراس ، مع أن التخطيط السليم للحياة اليومية يستلزم أن تمسك بالقلم والورقة وتخطط ليومك وغدك وأسبوعك وشهرك وسنتك أيضا

لا تجعل مطحنة الحياة ومفرمة العمل وخلاط الالتزامات وهذه الكيتشين ماشين التي نعيش فيها وتزداد قسوتها علينا يوما بعد يوم لا تجعلها تأخذ زمام حياتك الى العشوائية . قاوم هذا التيار الجارف من العشوائية التي نعيش فيها والذي صبغنا جميعا بصبغته ، ابدأ من اليوم ... من الآن في التخطيط لليوم ، لا تحزن اذا لم تستطع تنفيذ خطتك كلها بنجاح ، فلا تنسى أنك مازلت تتعامل مع عشوائيين .

حاول غدا أن تلتزم أكثر بالخطة اليومية والزم أهل بيتك بها .. بمواعيد الاستيقاظ والنوم بمواعيد الوجبات بمواعيد المذاكرة أوالقراءة وسوف تعينك الصلاة في أول الوقت على ضبط كل المواعيد الأخرى . لا تغضب اذا انزعجت المدام والأولاد من هذا النظام ، وتذكر أنك مازلت في جمهورية مصر العشوائية .. فاصبر

وللحديث بقية ان شاء الله

Wednesday, May 9, 2007

الست الصغيرة والست الكبيرة

اليوم وأنا في الأتوبيس المتوجه الى القلعة - وهذا يعطيكم فكرة عن المستوى الاقتصادي - المهم كنت جالسا وأمامي سيدة تحمل طفلة صغيرة لا يزيد عمرها عن عامين وأمامها يجلس شاب في العشرينات ، وفي الطريق صعد الى الأتوبيس رجل وسيدة في الخمسينات يلبسون ملابس قروية ويتحدثون بلهجة ريفية ، المهم أن الشاب الجالس أمام السيدة التي تجلس أمامي بدأ يستعد لأن يقف لتجلس السيدة الكبيرة ، فإذا بالسيدة الصغيرة تحمل البنت وتهم بالوقوف فسألها الرجل الكبير ببراءة : انتي نازلة ، فردت ببرود وهي ترمق السيدة الكبيرة ببصرها وهي تجلس أمامها : لا كنت عايزة أقعد في الكرسي اللي قدامي علشان جنب الشباك والجو حار
طبعا لم تعبرها الست الكبيرة وجلست أمامها وعادت الست الصغيرة الى الجلوس في مكانها متحسرة ، وبعد دقيقة مدت يدها بعنف وفتحت الشباك الذي أمامها وهي تقول للست الكبيرة افتحي الشباك شوية يجيب هوا الدنيا حر والبنت تعبت من الحر
فمدت الست الكبيرة يدها بطيبة وساعدتها في فتح الشباك
وبعد عدة دقائق أخرى مدت الست الصغيرة - وأعتقد أننا ممكن أن نضيف اليها لقب المجنونة - مدت يدها بعنف أيضا وأغلقت الشباك على كتف السيدة الكبيرة وهي تقول لها اقفلي الشباك شوية احسن جايب هوا والبنت تعبت من الهوا
والركاب ينظرون الى ما يحدث و هم يتعجبون من الست الصغيرة وعمايلها
الحمد لله جاءت محطتي ونزلت وتركت الوضع على ما هو عليه
تفتكروا ان الست الصغيرة حتعمل حاجة تاني ولا الست الكبيرة ولا جوزها حينتقموا ؟
الله أعلم ايه اللي حصل

Tuesday, May 8, 2007

ولماذا النظارة ؟

طبعا سعادتكم عارفين - والعارف لا يعرف - ان النظارة بتخلي الواحد يشوف كويس ، يعني من الآخر الواحد بيتمحك في النظارة علشان يقول لكم انه بيشوف ، بس ده ما يمنعش ان ان النظارة دي حاجة مهمة جدا فيستخدمها المثقف في القراءة
وكلما ازدادت ثقافتك ازدادت نظاراتك
وربما كبرت النظارة كمان دليل الثقافة الزائدة


ويمكن لأي شخص أن يلبس نظارة مثل هذه للاختباء والتخفي ... ياترى من مين ؟

وكذلك ممكن لأي قطة قطقوطة أن تلبس نظارة فتزداد جمالا

وكمان ممكن اي كلب ابن ابوه يلبس نظارة ... ماهي النظارات لمت

ومن كتر حب الناس في النظارات قام بعض قدماء الأمريكيين بعبادتها وعمل تمائيل لها

لهذه الأشياء ولأشياء أخرى أهم طبعا اخترت النظارة شعارا
ويللا على الشغل الجد بعد كده
سلام


ليه المدونة دي

كل واحد فينا بيتعرض طول اليوم لمواقف غريبة وعجيبة وساعات مؤثرة ، ممكن المواقف دي تعدي على أي حد ولكن على أبو نظارة صعبة شوية لذلك ظلت المواقف تتراكم فوق نظارته الى أن وجد أنه من الضروري ازاحتها حتى يستطيع الرؤية من جديد ، فكانت هذه المدونة .