Thursday, May 17, 2007

ممكن تاخدني جنبك لو سمحت ؟

ماذا يحدث اذا اختلفنا معا في وجهات النظر ؟ أعتقد أن كل واحد منا سوف يحاول أن يقنع الآخر بوجهة نظره . الى هنا والكلام عادي .. ولكن ماذا يحدث اذا تمسك كل منا برأيه ؟ أعتقد أن هنا تبدأ المشكلة ، فتتغير القلوب وتتكاثر الظنون السيئة وتتجمع الاتهامات ، ثم يعلن كل طرف للآخر أنه ليس له مكان بجانبه على الكنبة التي يجلس عليها جزاء وفاقا على تجرئه على الخلاف معه !

وتزيد هذه الأعراض وتتسع الفجوة وتصبح الاتهامات خطيرة جدا اذا كان الخلاف حول أمر ديني ، ويتحول الأمر الى كارثة حقيقية اذا كان المختلفون من غير العلماء – وهم غالبا كذلك – ممن لا يجوز بينهم الخلاف أصلا حول الاجتهادات ، وتظهر فتاوى التكفير والتجهيل والتبديع والتفسيق ، وتتحول الخلافات في المسائل الفرعية الى خلافات في الأصول ويتحول الحكم الفقهي الذي ربما يكون راجحا على مذهب ما الى حكم وحيد فريد لا يقبل من مخالفه صرفا ولا عدلا ، مع أن الفقيه الذي أفتى بهذا الحكم كان في عصره من خالفه ولم يجد في ذلك حرج ولم يلقيه من فوق الكنبة ولم يفرغ وقته ومجهوده للرد عليه وتفنيد حججه ولم يتتبع عوراته ليفضحه ويفض الناس عنه ويسقطه من نظرهم .

نحتاج من علمائنا الثقات – غير الدكتور القرضاوي – أن ينقذوا الأمة من اتساع دوائر الخلاف فيها على كل صغيرة وكبيرة وأن يجيبوا بوضوح على أسئلة منها :

1- من الذين يحق لهم أن يختلفوا في الأمور الاجتهادية ؟

2- ما هي الأمور التي يمكن أن يختلف عليها غير العلماء ؟

3- متى يتحول خلاف التنوع الذي تحرم فيه الفرقة ويجب معه الاجتماع الى خلاف تضاد يحرم معه الاجتماع وتجب فيه الفرقة ؟

4- ما هي حدود الجرح والتعديل ومن الذي من حقه التحدث بهذا العلم الذي يتخذه الشتامون والسبابون والمتتبعون لعورات المسلمين حجة لأفعالهم المنكرة ؟

5- هل هناك أصول للدين وفروع ؟ هل هناك قشور ولباب ؟ هل هناك أولويات ؟ وهل يكفي المسلمون أن يجتمعوا على الأصول واللباب والأولى حتى ولو اختلفوا فيما سوى ذلك ؟ وهل يأثم من يتفرقون على الفروع والقشور ؟

وهناك غير ذلك من الأسئلة الكثير والكثير ، وأعتقد أنه قد آن الأوان أن يجتمع العلماء المسلمون ليحسموا هذه الخلافات ويجيبوا بوضوح عن هذه الأسئلة وأن يتحملوا تبعة هذه الاجابات أمام الله ، كما يتحملون الآن تبعة عدم اجتماعهم وعدم قطعهم في هذه الأمور أمام الله ، كما عليهم أن يعلنوا براءتهم الى الله من كل من سيخالف ما وصلوا اليه .

الأمة في خطر حقيقي .. فالأعداء يجمعوا الى بعضهم ونحن نطرح من بعضنا

كلي أمل أن تسعنا كلنا كنبة واحدة وأستطيع اذا اختلفنا معا أن أنظر اليك باسما وأسألك في حب ومودة وأنا مطمئن لردك وودك : ممكن تاخدني جنبك لو سمحت ؟

2 comments:

أبوســـيف said...

والله أنا موافقك جداً يا أبو نظاره على نظرية الكنبه ... مع صعوبه تطبيقها عملياً

يمكن صعوبة التطبيق راجعه للوضع الثقافي المصرى فيما بعد الثوره واللى بيرتكز على إلغاء ونفى ومسح وكحرتة الآخر

بس مهم جدا أن الواحد يحط نظرية الكنبه فى باله ويطبقها عملياً

abonazzara said...

أخي الحبيب
موضوع نفي الآخر مع القاء التهم عليه لتبرير النفي موضوع قديم قدم البشر ، والوحي الالهي فقط وما يقدمه من التوحيد الخالص والعبودية الخالصة لله هي النجاة من هذا المأزق ، فما عرف التاريخ ولا قدم لنا متعصب لرأيه الى درجة التطرف وكان مخلصا ، لابد أن يكون في نيته شيء ، وخلي بالك أنا باتكلم على الأمور الاجتهادية أي مالا نص فيه وما يحتمل وجوها عدة من الاجتهادات وما الى ذلك ولا أتكلم على الأمور القطعية الدلالة القطعية الثبوت ، أو ما عليه إجماع الأمة
الموضوع كبير ولكن خلاصته هو اخلاص النية والعبودية لله تعالى هذا هو الصعب وبعد ذلك كل شيء سهل ان شاء الله
شكرا على المرور الكريم