Wednesday, April 29, 2009

في المسألة الخنازيرية


كتب وائل قنديل في جريدة الشروق اليومية بمصر ، يقول :
"أسد على الفراخ.. وأمام الخنازير نعامة" بهذا المنطق تتعامل الحكومة المصرية مع كابوس إنفلونزا الخنازير المخيف، ما يؤكد ما سبق أن قلته فى هذا المكان حول القوى الخفية الجبارة التى تمنح الخنازير كل هذه الحصانة فى مصر. فمنذ أن دخلت عبارة «إنفلونزا الطيور» قاموس الحياة المصرية اليومية ترددت كلمة «الإعدام» آلاف المرات ونفذت الجهات المختصة عمليات إعدام بالجملة لمزارع دواجن وعشش فراخ فى إطار سياسة تجفيف منابع الخطر، بل إن من التشريعات المشددة ما صدر لتجريم تربية ونقل الطيور الحية فى بر مصر. وفى المقابل فإن التعامل مع ملف الخنازير يمضى فى منتهى النعومة واللطافة حتى بدا أن السادة الخنازير يملكون من أوراق الضغط ما يجعل الحكومة المصرية لا تجرؤ على أن ترفع عينها أمامهم، أو أن مصر لا تستطيع أن تحيا دون خنازيرها، وأقصى ما استطاعت أن تفعله أنها خصصت 238 فدانا على أطراف القاهرة ثم وقفت تلتمس من أصحاب الخنازير بكل أدب أن يتفضلوا بالانتقال إليها. ودليلا على قوة نفوذ وسلطان أصحاب الخنازير أخذت طلبات الإحاطة والاستجوابات التى تقدم بها نواب الشعب طريقها إلى أدراج الحفظ، أو غياهب الصمت، وآخرها مشروع القانون المقدم من النائب مصطفى الجندى لمنع تربية الخنازير، والذى ظل يتخبط فى دروب وأروقة اللجان البرلمانية حتى انتهى به المطاف فى اللجنة التشريعية التى رفضت مجرد التفكير فى منع تربية الخنازير لاعتبارات رأت أنها تمس استقرار المجتمع، واقترحت نقل المزارع إلى مناطق نائية. والآن.. تقف إنفلونزا الخنازير على حدودنا الشرقية بعد وصولها إلى إسرائيل فماذا نحن فاعلون أكثر من صياح الديكة فى إعلام الوزارات والهيئات المختصة بأن الموقف مطمئن وتحت السيطرة ولا خطورة على مصروأن الفيروس الخاص بإنفلونزا الطيور يختلف تماما عن الخاص بإنفلونزا الخنازير. أخشى أن يتكرر سيناريو إنفلونزا الطيور مع الخنازير، فحين ظهرت الأولى فى دول آسيا وقف المسئولون عن الصحة والزراعة فى مصر يمضغون كلمات جوفاء لطمأنة الناس، ومع الوقت احتلت مصر صدارة التصنيف العالمى من حيث عدد حالات الوفاة والإصابة بالمرض.. والآن يغنى المسئولون نفس الكلمات بنفس اللحن ولكن.. بتوزيع جديد
------------------------
تحديث
كتب الأستاذ / حلمي محمد القاعود في جريدة المصريون عن المسألة الخنازيرية قائلا :
تصوروا أن الدولة تتعرض بكل من فيها لمرض خطير ، يمكن لو تحول إلى وباء – لا قدّر الله – أن يهلك الحرث والنسل ، ومع هذا يصر ملياردير الزبالة وشيعته على تحدي السلطة وإذلالها أمام العالم ، فلا تستطيع تصفية بؤر الخنازير إلا بعد استئذان الكنيسة والكهنة ، وذهاب وزير الصحة إلى الأنبا في زيارة تستغرق ساعتين ، ثم الاحتماء بنائبة طائفية تتقدم بمشروع قرار في مجلس الشعب يطلب من السلطة تصفية الخنازير حرصا على أرواح البشر ؟ أي هوان تعيشه السلطة إزاء أمر جلل يهدد وجود الشعب بأسره فتتعامل بنعومة بالغة غير مسبوقة ليرضى عنها مليارديرات الزبالة والخنازير من أجل أن يوافقوا على قرارها؟
ومن المفارقات أن تخرج صحف التعري والسيراميك لتتهم المسلمين – وهم الأغلبية الساحقة – بالطائفية والتعصب ، لأن نائبا مسلما رد على نائبة طائفية متعصبة حين تحدثت بفظاظة وغطرسة عن خروج عشرة آلاف زبال ليأكلوا المسلمين إذا اقتربوا من خنازيرهم ؟
وتسكت صحف التعري والسيراميك عن إعلانات خونة المهجر وتهديداتهم للدولة والشعب المصري بالويل وللثبور وعظائم الأمور إذا اقتربت السلطة من خنازيرهم المقدسة ؟ يا للعار !!
السلطة التي لا تكف عن ملاحقة أفراد الحركة الإسلامية والقبض عليهم وإلقائهم في المعتقلات إلى ما شاء الله ،وتقديمهم للمحاكمات العسكرية ، ومصادرة كتبهم ومكتباتهم ودور نشرهم وأموالهم ؛ تقف عاجزة أمام قوة الخنازير وتسترضيهم من خلال مسئوليها ووسائل دعايتها المباشرة وغير المباشرة ؟
إن الأغلبية التي يسميها المرتزقة طائفة ، ترفع يديها إلى السماء لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا

Wednesday, April 22, 2009

تمثيل .. لعب .. استهبال

هل تصادف أن سمعت مجموعة من الأطفال يلعبون ؟
تجد أحدهم يقول للآخر : تيجي نلعب عسكر وحرامية ؟ ، ثم يقومون بتوزيع الأدوار عليهم ليلعبوا هذه اللعبة التمثيلية وهم مستمتعون .
كثير من الناس يهوى هذه التمثيليات -مثل الأطفال- في حياته وعلى الآخرين
الانفعالات ، السكتات ، المواقف ، العواطف
تمثيل في تمثيل ، مع الاستمتاع بهذا التمثيل وكأنهم أطفال يلعبون ويلهون وليسوا كبارا يستهبلون
الفرق أن هذا اللعب يفتقد براءة الأطفال وتلقائيتهم في لعبهم
لعب على ثقيل كما يقولون
ألا ترى معي أن الممثلين واللاعبين على اختلاف العابهم هم نجوم مجتمعاتنا الآن وساداته ومناط القدوة فيه بلا منازع
اللعب التمثيلي أو تمثيل اللعب أصبح منتشرا بل ومطلوبا -بالباطل- في كثير من أمور حياتنا
مجموعة من الأثرياء يقولون لبعضهم هيا نلعب شركة ، ويقومون بتأسيس شركة ضخمة وفخمة ، ثم تكتشف أن الغرض منها هو أن تكون ستارا للعب الكبار الفاسد في البلد ، لعب قذر ولكنه مثير ، هم أبعد ما يكونون عن الشركة ، فآخر ما يفكرون فيه هو موظفي الشركة أو الإنتاج الحقيقي ، لماذا ؟ لأنهم يلعبون أو يستهبلون
مثال آخر الطلبة في الجامعة : الطبيعي أنهم يدخلون الجامعة للعلم أو حتى للحصول على شهادة علمية ، ولكنهم يأبون إلا أن يحولوا حياتهم الى لعب.
يبدأون بلعبة الحبيبة : هو يلعب ، وهي تلعب ، هو يمثل وهي تمثل ، وربما يتطور الأمر الى لعبة أخرى فيقول أحدهما للآخر : هيا نلعب عريس وعروسة ، فتكون لعبة الهلاك والضياع
الطلبة يلعبون ، وآباء وأمهات وعائلات يلعبون أو يستهبلون
مثال ثالث : الكثير من الإضرابات والمظاهرات والاعتصامات
والوقفات الاحتجاجية راقبها جيدا تجد أن المناطق الى تغفل عنها الكاميرا غالبا ما يتحول الواقفون فيها الى الضحك والتمايل وإنزال اللافتات ، فإن عادت الكاميرا عادت الجدية وعاد التمثيل واستمرت اللعبة واستمر الاستهبال
حتى أشرف إحساس أو ممارسة في الوجود وهو التدين لم يخل من عبث اللاعبين وتمثيلهم
يقول بعضهم لبعض : هيا نلعب متدينين أو هيا نلعب جماعة دينية ، وآية لعبهم وتمثيلهم أنهم ما إن يخلعوا مسوح الرهبان إلا وتجد تحتها قلوب الذئاب ، أخلاق وممارسات ومواقف بعيدة كل البعد عما يمثله هذا الانتماء الى مثل هذه الكيانات ، لماذا لأنه ليس انتماء بل تمثيل أو لعب أو استهبال
التدوين نفسه ، هل هو رسالة أم هواية أم لعبة ؟
هل أنا صاحب رسالة أريد أن أوصلها للناس ؟ أم أني وجدت غيري يقوم بها فأعجبني فعله فقلدته .. أي أردت أن أمثل أني مدون ، لأن لعبة التدوين لها مصفقون ومهللون كثيرون مثل الممثلين أو اللاعبين أو المستهبلين ؟
هذه الأمثلة وهذه الأسئلة لا أتهم بها أحدا ولا أوجهها الى أحد وإنما هي خواطر داعبت ذهني منذ فترة فقررت متابعة الحالة التمثيلية لدى نفسي ومن حولي من الناس في كل مكان ، فوجدت أن نسبة من يقومون بالأداء أمام كاميرا تخيلية يتوهمونها كبيرة جدا
أعرف أنكم تملكون مثل هذه الأمثلة عشرات المرات ، ومن لا يملك فعليه أن يخرج من أول النهار ويركب المواصلات ويبدأ في الملاحظة لنفسه ولمن حوله حتى نهاية النهار
السبب من وجهة نظر الدكتور عادل صادق رحمه الله هو مرض نفسي ، أو صورة من صور الإكتئاب كما يشرحه في كتابه حكايات نفسية الجزء الأول ، الفصل الثالث عشر :
تحت مسمى مباريات سيكلوجية ....( حتى نتقي شر الآخرين ) وفيه يتحدث عن انواع من التمثيليات أو الألعاب السيكلوجية يقوم بها أناس ضد الآخرين حتى يوقعوهم في اليأس والألم والاكتئاب
وربما يكون هذا التمثيل صورة من صور النفاق
ربما يكون هذا هو حب الظهور والحمد من الناس أي الرياء
ولكن الأكيد أنها دلالة كاشفة عن البعد عن الله
وعن الخلل النفسي والروحي الذي يصيب من يبتعد عن الله
وبقدر الوحشة بين العبد وربه ، تزيد الحالة ويتعذر اكتشافها من صاحبها، ويتعذر علاجها من المعالجين
وبقدر القرب منه سبحانه ، يزيد العبد إخلاصا لله فعمله كله لله ، ومواقفه كلها لله ، لا يحتاج الى كاميرا راصدة ولا عين متربصة يمثل أمامها ، فهو يكفيه أن الله يراه ، وسيجازيه على عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر
فهل نقف مع أنفسنا لنبحث هل هذه الآفة فينا أم لا
فمن لا يجد في نفسه هذه الآفة فليحمد الله أولا ثم ليدع الله لي ولكل المبتلين بها أن يعافيهم الله من التمثيل واللعب والاستهبال

Wednesday, April 8, 2009

....الإسلام شامل .. نعم .. أما نحن

كثيرا ما سمعنا عن شمول الإسلام لجميع مناحي الحياة
وكثيرا ما تكلمنا عن شمول الإسلام لجميع مظاهر الحياة
الموضوع الذي كان يميز فصيلا واحدا من فصائل الدعوة الإسلامية صار الآن رمزا لكل الفصائل
بارغم من عدم تغير الأيديولوجيات والمرجعيات لهذه الفصائل إلا أنها - وعلى لسان رموزها وشيوخها ومنظريها - صارت تتكلم أنها تتبنى النظرة الشاملة للإسلام
وكما قال ابن القيم : لو ترك الناس لدعواهم لادعى الخلي حرقة الشجي
فلم يعد مقبولا أن يتكلم أحد عن الإسلام ويحصره في جزئية ويدعي أن هذا هو الإسلام فقط ، كما كان هذا يحدث حتى وقت قريب
إذن موضوع شمول الإسلام هذا والذي اعتمدته جماعة الإخوان منذ نشأتها صار واضحا وجليا -أخيرا- عند الجميع حتى صاروا ينسبونه الى أنفسهم ، ويحاولون أن ينزعوا شرف حيازته عن غيرهم
ندخل بالكاميرا أكثر في موضوع الشمول - والذي يعنينا في حديثنا - وليست المشاجرات فيمن يملك التوكيل الحصري له
الشمول أو شمول الإسلام هو ببساطة أن يوقن المسلم أن الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا كما عرفه الإمام البنا
أي ينظم هذه المظاهر ، ويضع لها الأطر العامة والقواعد الكلية ، وأحيانا يفصل فيها ، وغالبا ما يجمل ، وبين التفصيل والإجمال يأتي اجتهاد المجتهدون ، والمصلحة بين الإرسال والاعتبار والإهدار، والقياس ، والاستحسان ، والاستصحاب الى غيرها من طرق التشريع المعتبرة
معنى هذا أن للإسلام حكم وإرشاد في كل شيء في حياة المسلم
تخيلوا بعد كل هذه المقدمة شخص بالمواصفات الآتية
يؤمن بشمول الإسلام ، وبكل ماذكرنا سابقا، ثم هو يعيش معظم تفاصيل حياته على غير هدى من الله ورسوله
هذا الشخص يتعبد عبادة صحيحة بمفهوم العبادة من صلاة وصيام
ولكن بيته بعيد كل البعد عن يسير على نهج إسلامي
فلا معاملته مع زوجته ، ولا اهتمامه وتربيته لأبنائه ، ولا علاقاته بجيرانه ، ولا صلة رحمه ... الخ
تقول لي ومن يدري بما في البيوت ؟
أقول لك أولا لا يوجد واحد منا ولد من بطن أمه وهو يعلم الأحكام الشرعية ، فكيف سيطبقها وهو لم يتعلمها ولم يهتم أن يتعلمها ، وكلما جد في حياته جديد لم يهتم أن يتعلم كيف يسيره على كتاب الله وسنة رسول الله
فهو مثلا اهتم في عيد ميلاد طفله الأول أن يقيم الحفل كما يفعل الغرب مع الحلوى والهدايا وإطفاء الشموع ، ولكنه لم يكلف نفسه أن يقرأ كيف يربي هذا الطفل وقد بلغ عاما كاملا بصورة إسلامية
وثانيا يُعرف ما في البيوت للأسف بعد فوات الأوان ، بعد أن تزكم روائح البعد عن الله الأنوف ، وتتعالى الصيحات بالمشكلات المزرية التي لا تليق بأي بيت مسلم يحوي بين جنباته من يدعون أنهم يؤمنون بشمول الإسلام
هذا مثال فقط ، وكما أقوله على الأخ المسلم ؛ فهو ينسحب وبشدة أكثر على الأخت المسلمة وإن كان الرجل هو القدوة والقائد
وقس على المسلم في بيته ، وهو في عمله ، وهو بين عائلته ورحمه وأصهاره ... الخ
يقول الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد في شرحه للأصل الأول من الأصول العشرين للإمام البنا : "وواجبنا نحو هذا الشمول مايلي : أولا : إيمان به ، ثانيا : تربية عليه ، ثالثا : دعوة اليه ، رابعا : عمل على تطبيقه" أهـ
فيا أيها المؤمنون بشمولية الإسلام
حققوا هذه الشمولية في حياتكم
فلنربي أنفسنا على هذه الإسلام العظيم ما استطعنا
فلنتعلم ولنقرأ ولنحفظ ولنذاكر ولنناقش ولنسمع
تعلم العلم واقرأ تحز فخار النبوة فالله قال ليحيى خذ الكتاب بقوة
ثم لنعمل على تطبيق ما نتربى عليه في حياتنا أولا بأول
لا نأمر الناس بشيء لا نفعله ، ولا ننهاهم عن شيء ونفعله
أسلمة الحياة من حول المسلم هي آية إيمانه بشمول الإسلام
أما غير ذلك ... فلا حول ولا قوة إلا بالله
أسأل الله ألا نكون ممن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم
أسأل الله ألا نكون ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض
أسأل الله ألا نكون ممن يقولون مالا يفعلون
يقول الله تعالى في محكم التنزيل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ {20} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ {21} إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ {22} وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ {23} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {24} وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

Sunday, April 5, 2009

الحمد لله

علمت اليوم واليوم فقط أن أخي الدكتور توكل مسعود قد خرج من معتقل
فلله الفضل والمنة والحمد والثناء الجميل
وأسأل الله أن يجعل هذه المحنة في ميزان حسناته يوم القيامة
اللهم آمين