هل تصادف أن سمعت مجموعة من الأطفال يلعبون ؟
تجد أحدهم يقول للآخر : تيجي نلعب عسكر وحرامية ؟ ، ثم يقومون بتوزيع الأدوار عليهم ليلعبوا هذه اللعبة التمثيلية وهم مستمتعون .
كثير من الناس يهوى هذه التمثيليات -مثل الأطفال- في حياته وعلى الآخرين
الانفعالات ، السكتات ، المواقف ، العواطف
تمثيل في تمثيل ، مع الاستمتاع بهذا التمثيل وكأنهم أطفال يلعبون ويلهون وليسوا كبارا يستهبلون
الفرق أن هذا اللعب يفتقد براءة الأطفال وتلقائيتهم في لعبهم
لعب على ثقيل كما يقولون
ألا ترى معي أن الممثلين واللاعبين على اختلاف العابهم هم نجوم مجتمعاتنا الآن وساداته ومناط القدوة فيه بلا منازع
اللعب التمثيلي أو تمثيل اللعب أصبح منتشرا بل ومطلوبا -بالباطل- في كثير من أمور حياتنا
مجموعة من الأثرياء يقولون لبعضهم هيا نلعب شركة ، ويقومون بتأسيس شركة ضخمة وفخمة ، ثم تكتشف أن الغرض منها هو أن تكون ستارا للعب الكبار الفاسد في البلد ، لعب قذر ولكنه مثير ، هم أبعد ما يكونون عن الشركة ، فآخر ما يفكرون فيه هو موظفي الشركة أو الإنتاج الحقيقي ، لماذا ؟ لأنهم يلعبون أو يستهبلون
مثال آخر الطلبة في الجامعة : الطبيعي أنهم يدخلون الجامعة للعلم أو حتى للحصول على شهادة علمية ، ولكنهم يأبون إلا أن يحولوا حياتهم الى لعب.
يبدأون بلعبة الحبيبة : هو يلعب ، وهي تلعب ، هو يمثل وهي تمثل ، وربما يتطور الأمر الى لعبة أخرى فيقول أحدهما للآخر : هيا نلعب عريس وعروسة ، فتكون لعبة الهلاك والضياع
الطلبة يلعبون ، وآباء وأمهات وعائلات يلعبون أو يستهبلون
مثال ثالث : الكثير من الإضرابات والمظاهرات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية راقبها جيدا تجد أن المناطق الى تغفل عنها الكاميرا غالبا ما يتحول الواقفون فيها الى الضحك والتمايل وإنزال اللافتات ، فإن عادت الكاميرا عادت الجدية وعاد التمثيل واستمرت اللعبة واستمر الاستهبال
حتى أشرف إحساس أو ممارسة في الوجود وهو التدين لم يخل من عبث اللاعبين وتمثيلهم
يقول بعضهم لبعض : هيا نلعب متدينين أو هيا نلعب جماعة دينية ، وآية لعبهم وتمثيلهم أنهم ما إن يخلعوا مسوح الرهبان إلا وتجد تحتها قلوب الذئاب ، أخلاق وممارسات ومواقف بعيدة كل البعد عما يمثله هذا الانتماء الى مثل هذه الكيانات ، لماذا لأنه ليس انتماء بل تمثيل أو لعب أو استهبال
التدوين نفسه ، هل هو رسالة أم هواية أم لعبة ؟
هل أنا صاحب رسالة أريد أن أوصلها للناس ؟ أم أني وجدت غيري يقوم بها فأعجبني فعله فقلدته .. أي أردت أن أمثل أني مدون ، لأن لعبة التدوين لها مصفقون ومهللون كثيرون مثل الممثلين أو اللاعبين أو المستهبلين ؟
هذه الأمثلة وهذه الأسئلة لا أتهم بها أحدا ولا أوجهها الى أحد وإنما هي خواطر داعبت ذهني منذ فترة فقررت متابعة الحالة التمثيلية لدى نفسي ومن حولي من الناس في كل مكان ، فوجدت أن نسبة من يقومون بالأداء أمام كاميرا تخيلية يتوهمونها كبيرة جدا
أعرف أنكم تملكون مثل هذه الأمثلة عشرات المرات ، ومن لا يملك فعليه أن يخرج من أول النهار ويركب المواصلات ويبدأ في الملاحظة لنفسه ولمن حوله حتى نهاية النهار
السبب من وجهة نظر الدكتور عادل صادق رحمه الله هو مرض نفسي ، أو صورة من صور الإكتئاب كما يشرحه في كتابه حكايات نفسية الجزء الأول ، الفصل الثالث عشر : تحت مسمى مباريات سيكلوجية ....( حتى نتقي شر الآخرين ) وفيه يتحدث عن انواع من التمثيليات أو الألعاب السيكلوجية يقوم بها أناس ضد الآخرين حتى يوقعوهم في اليأس والألم والاكتئاب
وربما يكون هذا التمثيل صورة من صور النفاق
ربما يكون هذا هو حب الظهور والحمد من الناس أي الرياء
ولكن الأكيد أنها دلالة كاشفة عن البعد عن الله
وعن الخلل النفسي والروحي الذي يصيب من يبتعد عن الله
وبقدر الوحشة بين العبد وربه ، تزيد الحالة ويتعذر اكتشافها من صاحبها، ويتعذر علاجها من المعالجين
وبقدر القرب منه سبحانه ، يزيد العبد إخلاصا لله فعمله كله لله ، ومواقفه كلها لله ، لا يحتاج الى كاميرا راصدة ولا عين متربصة يمثل أمامها ، فهو يكفيه أن الله يراه ، وسيجازيه على عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر
فهل نقف مع أنفسنا لنبحث هل هذه الآفة فينا أم لا
فمن لا يجد في نفسه هذه الآفة فليحمد الله أولا ثم ليدع الله لي ولكل المبتلين بها أن يعافيهم الله من التمثيل واللعب والاستهبال
تجد أحدهم يقول للآخر : تيجي نلعب عسكر وحرامية ؟ ، ثم يقومون بتوزيع الأدوار عليهم ليلعبوا هذه اللعبة التمثيلية وهم مستمتعون .
كثير من الناس يهوى هذه التمثيليات -مثل الأطفال- في حياته وعلى الآخرين
الانفعالات ، السكتات ، المواقف ، العواطف
تمثيل في تمثيل ، مع الاستمتاع بهذا التمثيل وكأنهم أطفال يلعبون ويلهون وليسوا كبارا يستهبلون
الفرق أن هذا اللعب يفتقد براءة الأطفال وتلقائيتهم في لعبهم
لعب على ثقيل كما يقولون
ألا ترى معي أن الممثلين واللاعبين على اختلاف العابهم هم نجوم مجتمعاتنا الآن وساداته ومناط القدوة فيه بلا منازع
اللعب التمثيلي أو تمثيل اللعب أصبح منتشرا بل ومطلوبا -بالباطل- في كثير من أمور حياتنا
مجموعة من الأثرياء يقولون لبعضهم هيا نلعب شركة ، ويقومون بتأسيس شركة ضخمة وفخمة ، ثم تكتشف أن الغرض منها هو أن تكون ستارا للعب الكبار الفاسد في البلد ، لعب قذر ولكنه مثير ، هم أبعد ما يكونون عن الشركة ، فآخر ما يفكرون فيه هو موظفي الشركة أو الإنتاج الحقيقي ، لماذا ؟ لأنهم يلعبون أو يستهبلون
مثال آخر الطلبة في الجامعة : الطبيعي أنهم يدخلون الجامعة للعلم أو حتى للحصول على شهادة علمية ، ولكنهم يأبون إلا أن يحولوا حياتهم الى لعب.
يبدأون بلعبة الحبيبة : هو يلعب ، وهي تلعب ، هو يمثل وهي تمثل ، وربما يتطور الأمر الى لعبة أخرى فيقول أحدهما للآخر : هيا نلعب عريس وعروسة ، فتكون لعبة الهلاك والضياع
الطلبة يلعبون ، وآباء وأمهات وعائلات يلعبون أو يستهبلون
مثال ثالث : الكثير من الإضرابات والمظاهرات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية راقبها جيدا تجد أن المناطق الى تغفل عنها الكاميرا غالبا ما يتحول الواقفون فيها الى الضحك والتمايل وإنزال اللافتات ، فإن عادت الكاميرا عادت الجدية وعاد التمثيل واستمرت اللعبة واستمر الاستهبال
حتى أشرف إحساس أو ممارسة في الوجود وهو التدين لم يخل من عبث اللاعبين وتمثيلهم
يقول بعضهم لبعض : هيا نلعب متدينين أو هيا نلعب جماعة دينية ، وآية لعبهم وتمثيلهم أنهم ما إن يخلعوا مسوح الرهبان إلا وتجد تحتها قلوب الذئاب ، أخلاق وممارسات ومواقف بعيدة كل البعد عما يمثله هذا الانتماء الى مثل هذه الكيانات ، لماذا لأنه ليس انتماء بل تمثيل أو لعب أو استهبال
التدوين نفسه ، هل هو رسالة أم هواية أم لعبة ؟
هل أنا صاحب رسالة أريد أن أوصلها للناس ؟ أم أني وجدت غيري يقوم بها فأعجبني فعله فقلدته .. أي أردت أن أمثل أني مدون ، لأن لعبة التدوين لها مصفقون ومهللون كثيرون مثل الممثلين أو اللاعبين أو المستهبلين ؟
هذه الأمثلة وهذه الأسئلة لا أتهم بها أحدا ولا أوجهها الى أحد وإنما هي خواطر داعبت ذهني منذ فترة فقررت متابعة الحالة التمثيلية لدى نفسي ومن حولي من الناس في كل مكان ، فوجدت أن نسبة من يقومون بالأداء أمام كاميرا تخيلية يتوهمونها كبيرة جدا
أعرف أنكم تملكون مثل هذه الأمثلة عشرات المرات ، ومن لا يملك فعليه أن يخرج من أول النهار ويركب المواصلات ويبدأ في الملاحظة لنفسه ولمن حوله حتى نهاية النهار
السبب من وجهة نظر الدكتور عادل صادق رحمه الله هو مرض نفسي ، أو صورة من صور الإكتئاب كما يشرحه في كتابه حكايات نفسية الجزء الأول ، الفصل الثالث عشر : تحت مسمى مباريات سيكلوجية ....( حتى نتقي شر الآخرين ) وفيه يتحدث عن انواع من التمثيليات أو الألعاب السيكلوجية يقوم بها أناس ضد الآخرين حتى يوقعوهم في اليأس والألم والاكتئاب
وربما يكون هذا التمثيل صورة من صور النفاق
ربما يكون هذا هو حب الظهور والحمد من الناس أي الرياء
ولكن الأكيد أنها دلالة كاشفة عن البعد عن الله
وعن الخلل النفسي والروحي الذي يصيب من يبتعد عن الله
وبقدر الوحشة بين العبد وربه ، تزيد الحالة ويتعذر اكتشافها من صاحبها، ويتعذر علاجها من المعالجين
وبقدر القرب منه سبحانه ، يزيد العبد إخلاصا لله فعمله كله لله ، ومواقفه كلها لله ، لا يحتاج الى كاميرا راصدة ولا عين متربصة يمثل أمامها ، فهو يكفيه أن الله يراه ، وسيجازيه على عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر
فهل نقف مع أنفسنا لنبحث هل هذه الآفة فينا أم لا
فمن لا يجد في نفسه هذه الآفة فليحمد الله أولا ثم ليدع الله لي ولكل المبتلين بها أن يعافيهم الله من التمثيل واللعب والاستهبال
4 comments:
أخى الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمثيل ، لعب ، استهبال
لايمكن أن نجد هذه الثلاثية مجتمعة بهذا الشكل الذى أوضحه قلمك بشكل كاشف لنقائص البشر إلا فى المجتمعات الغارقة فى الجهل والقصور الفكرى والاضمحلال الثقافى وبين فاقدى الوعى
ويحركهم فرد يمسك بيده كل الخيوط
تقبل أخى مرورى وتقديرى واحترامى
ونسأل الله العفو والعافية
من كل داء وعلة
أخوك
محمد
اخي ابو نظارة
الحياة كلها لهو واعب وزينة وتفاخر وتكاثر في الاموال والاولاد كما اخبر الله عز وجل
ومن لم يستيقظ لنفسه سيضيع في زحام الدنيا وتبتلعه شهواتها
أخي أ.محمد
صدقت يا سيدي ولكن هذا لا ينفي المسئولية عن أفراد هذه المجتمعات لأن الله عز وجل ضرب مثلا لقمة الاستعباد والطاغوتية بفرعون ثم لم ينف عن قومه المسئولية فقال سبحانه "فاستخف قومه فأطاعوه ، إنهم كانوا قوما فاسقين"
كما بين لنا ربنا جل في علاه أن النفس مهما كانت المؤثرات حولها فهي قابلة للارتقاء والبعد عن الدنايا فقال سبحانه "قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"
نسأل الله أن يغير خالنا الى أحسن حال وأن يجيرنا من خزي الدنيا ومن عذاب الآخرة
جزاكم الله خيرا يا أخي
أخي د.ايهاب
صدق الله فيما أخبرنا به
المشكلة أن التمثيل قد زاد والأقنعة التي تتبدل في كل موقف قد زادت ، والألسن التي تتلفظ بالخير والفحش سواء بسواء قد زادت
عدد المستهبلين في ازدياد مستمر
حدثني أحد المستهبلين منذ مدة عن الحكمة التي يتعامل بها المصريون الآن فتأمل يا سيدي
اذا اردت أن تفعل شيئا أيا كان فافعله طالما لا يراك أحد ، فاذا ضبطت فاستهبل فاذا وجدت ألا فائدة من الاستهبال فتبجح فاذا وجدت من أمامك أقوى منك فاعط له قفاك وتحمل ما سيفعله فيه
طبعا التعبير عن هذه المقولة باللغة العربية الفصحى يثير الضحك أما التعبير عنها باللغة العامية كما سمعتها فهو يثير الاشمئزاز والقرف
وللأسف بعد أن سمعت هذا الكلام راقبت الناس من حولي وبالذات الدهماء منهم فوجدتهم يطبقون هذه الطريقة حرفيا
ولا حول ولا قوة إلا بالله
جزاكم الله خيرا
Post a Comment