هل سمعت يوما عن استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنهما ؟
وهل سمعت عن عصر الشهداء الذي كان المسيحيون يذبحون فيه على الهوية ؟
وهل سمعت يوما عن إبادة الهنود الحمر على يد المستوطنون الجدد في اميريكا الشمالية ؟
وهل سمعت عن ضرب جزيرتي ناجازاكي وهيروشيما بالقنابل النووية ؟
وهل سمعت عن مذابح الهلكوست النازية وأفران الغاز المزعومتين ؟
وهل سمعت عن المليون شهيد في الجزائر ؟
وهل سمعت عن اغتيال الشيخ حسن البنا وعن سجن وتعذيب واستشهاد الاخوان المسلمين في سجون الطواغيت ؟
مثل هذه الأحداث وشبيهاتها يطلق عليها في الأدبيات المظلوميات
وهو لفظ ولاشك مشتق من الظلم أي الأحداث الظالمة التي طغى فيها وبغى بعض البشر على بعضهم لغرض أو لآخر
ولاشك أيضا ان معظم هذه الفئات المظلومة اتخذت من الظلم الذي تعرضت له وقودا لأبنائها والأجيال التالية تقتات عليه وتجتذب به اليها النفوس الكارهة للبغي والعدوان
فمن استشهاد الحسين رضي الله عنه نسجت الاساطير وبنت الفرقة الشيعية بجميع طوائفها عقيدتها ودينها على هذه المظلومية، والى الآن هي محركهم نحو باطلهم ، وما احتفالهم في جميع أنحاء العالم لمدة عشرة ايام الاولى من المحرم كل عام بهذه الذكرى الا دليل على أهمية هذه المظلومية وحواشيها من أساطير في نشر معتقداتهم الفاسدة
كذلك فإن المسيحيون وبالذات مسيحيوا الشرق حيث العاطفة تسبق العقل كثيرا ،أسسوا الكنائس وعقدوا الأيقونات ورسَّموا آباء وكهنة كل هذا بأسماء من قتلوا في عصر الشهداء ومازالوا يتناقلون مظلوميتهم فيما بينهم حتى ليشبهون من يقتل في ثارات أو حوادث مع الشرطة بهؤلاء الشهداء كسبا للعواطف
وقس على ذلك باقي المظلوميات
ولكن ... لاحظ الفرق بين استغلال المسلمين العرب العاطفي للمظلومية وبين استغلال اليهود واليابانيين وحتى الفرس لمظلوميتهم
ففي حين اكتفى العرب بالبكاء والنواح وإحياء الذكرى ، اتجه اليهود الى ابتزاز العالم الاوربي ماديا ومعنويا وقانونيا وبنوا كيانهم الغاصب في ظل هذا الابتزاز
كذلك اليابان التي اعتبرت مظلوميتها بداية لإنشاء اليابان الجديدة ولم تعتبرها نهاية للإمبراطورية اليابانية
العرب والهنود الحمر فقط هم من اكتفوا بالندب والبكاء واسترجاع الماضي
كثير ممن ينتمون الى الحركة الإسلامية الحديثة يستمرئون هذه الحالة الهاملتية نسبة الى هاملت شكسبير الذي ظل طوال القصة يندب مآسيه دون فعل عاقل يقوم به
هم فقط ينظرون الى مظلومياتهم الماضية والحالية والمتوقعة مستقبلا لهم وللمسلمين المستضعفين في العالم
في حين أنك تجد من نسميهم بالمستضعفين هم أكثر رجولة وصلابة وقوة في مواجهة مصائبهم
الطفل الفلسطيني أو الأفغاني وحتى الصومالي والفلبيني المسلم يصلي الفجر يوميا في المسجد
فمن الأحق أن يُبكى عليه ؟
أشعر في كثير من الأحيان أنه لو حذفنا المظلوميات من أدبياتنا فسوف يكتشف الكثيرون حجم الفراغ والخواء الذي يعانونه في عقولهم ومشاعرهم والتي كانوا يملأونها بهذه المظلوميات لتدفئهم
الظلمة لا يُتوقع منهم الا الظلم
ومن يُفاجأ بالظلم منهم فهو نائم واهم
الظلم يحتاج الى رجولة كما يحتاج الى الذكاء في مواجهته
المظلوميات قد تصلح مدخلا للتعاطف ولكنها لايصح أن تكون تعويضا نفسيا عن أي شيء
فلنقتدي بالمظلومين ورجولتهم وثباتهم في مواجهة الظلم ولا نرضى بأقل من ذلك
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
وهل سمعت عن عصر الشهداء الذي كان المسيحيون يذبحون فيه على الهوية ؟
وهل سمعت يوما عن إبادة الهنود الحمر على يد المستوطنون الجدد في اميريكا الشمالية ؟
وهل سمعت عن ضرب جزيرتي ناجازاكي وهيروشيما بالقنابل النووية ؟
وهل سمعت عن مذابح الهلكوست النازية وأفران الغاز المزعومتين ؟
وهل سمعت عن المليون شهيد في الجزائر ؟
وهل سمعت عن اغتيال الشيخ حسن البنا وعن سجن وتعذيب واستشهاد الاخوان المسلمين في سجون الطواغيت ؟
مثل هذه الأحداث وشبيهاتها يطلق عليها في الأدبيات المظلوميات
وهو لفظ ولاشك مشتق من الظلم أي الأحداث الظالمة التي طغى فيها وبغى بعض البشر على بعضهم لغرض أو لآخر
ولاشك أيضا ان معظم هذه الفئات المظلومة اتخذت من الظلم الذي تعرضت له وقودا لأبنائها والأجيال التالية تقتات عليه وتجتذب به اليها النفوس الكارهة للبغي والعدوان
فمن استشهاد الحسين رضي الله عنه نسجت الاساطير وبنت الفرقة الشيعية بجميع طوائفها عقيدتها ودينها على هذه المظلومية، والى الآن هي محركهم نحو باطلهم ، وما احتفالهم في جميع أنحاء العالم لمدة عشرة ايام الاولى من المحرم كل عام بهذه الذكرى الا دليل على أهمية هذه المظلومية وحواشيها من أساطير في نشر معتقداتهم الفاسدة
كذلك فإن المسيحيون وبالذات مسيحيوا الشرق حيث العاطفة تسبق العقل كثيرا ،أسسوا الكنائس وعقدوا الأيقونات ورسَّموا آباء وكهنة كل هذا بأسماء من قتلوا في عصر الشهداء ومازالوا يتناقلون مظلوميتهم فيما بينهم حتى ليشبهون من يقتل في ثارات أو حوادث مع الشرطة بهؤلاء الشهداء كسبا للعواطف
وقس على ذلك باقي المظلوميات
ولكن ... لاحظ الفرق بين استغلال المسلمين العرب العاطفي للمظلومية وبين استغلال اليهود واليابانيين وحتى الفرس لمظلوميتهم
ففي حين اكتفى العرب بالبكاء والنواح وإحياء الذكرى ، اتجه اليهود الى ابتزاز العالم الاوربي ماديا ومعنويا وقانونيا وبنوا كيانهم الغاصب في ظل هذا الابتزاز
كذلك اليابان التي اعتبرت مظلوميتها بداية لإنشاء اليابان الجديدة ولم تعتبرها نهاية للإمبراطورية اليابانية
العرب والهنود الحمر فقط هم من اكتفوا بالندب والبكاء واسترجاع الماضي
كثير ممن ينتمون الى الحركة الإسلامية الحديثة يستمرئون هذه الحالة الهاملتية نسبة الى هاملت شكسبير الذي ظل طوال القصة يندب مآسيه دون فعل عاقل يقوم به
هم فقط ينظرون الى مظلومياتهم الماضية والحالية والمتوقعة مستقبلا لهم وللمسلمين المستضعفين في العالم
في حين أنك تجد من نسميهم بالمستضعفين هم أكثر رجولة وصلابة وقوة في مواجهة مصائبهم
الطفل الفلسطيني أو الأفغاني وحتى الصومالي والفلبيني المسلم يصلي الفجر يوميا في المسجد
فمن الأحق أن يُبكى عليه ؟
أشعر في كثير من الأحيان أنه لو حذفنا المظلوميات من أدبياتنا فسوف يكتشف الكثيرون حجم الفراغ والخواء الذي يعانونه في عقولهم ومشاعرهم والتي كانوا يملأونها بهذه المظلوميات لتدفئهم
الظلمة لا يُتوقع منهم الا الظلم
ومن يُفاجأ بالظلم منهم فهو نائم واهم
الظلم يحتاج الى رجولة كما يحتاج الى الذكاء في مواجهته
المظلوميات قد تصلح مدخلا للتعاطف ولكنها لايصح أن تكون تعويضا نفسيا عن أي شيء
فلنقتدي بالمظلومين ورجولتهم وثباتهم في مواجهة الظلم ولا نرضى بأقل من ذلك
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل