أعيد نشر هذه التدوينة -التي سبق لي نشرها يوم 10 فبراير 2008 - بمناسبة يوم الغضب الذي خرج فيه 100000 شخص من أصل 50000000 شخص في مصر يعني حوالي اثنان من عشرة من شعب مصر البالغ القادر (على اعتبار أن هناك 30000000 عيل ومعذور) فأربكوا النظام وقالوا عنها كل ما قيل ، مما جعلني أعيد تساؤلي : إذا فلماذا لانغضب
أعجبتني الخطبة المنسوبة الى أمير المؤمنين سيدنا على رضي الله عنه يخاطب فيها جنوده فيقول لهم : " لبئس لعمر الله سعر نار الحرب أنتم ، تكادون ولا تكيدون. وتنقص أطرافكم فلا تمتعضون ، لا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون. غلب والله المتخاذلون ، وأيم الله إني لاظن بكم أن لو حمس الوغى واستحر الموت قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج الرأس ، والله إن امرأ يمكن عدوه من نفسه يعرق لحمه ، ويهشم عظمه ، ويفري جلده ، لعظيم عجزه ضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره ، أما أنت فكن ذاك إن شئت ، وأما أنا فوالله دون أن أعطي ذلك ضرب بالمشرفية تطير منه فراش الهام ، وتطيح السواعد والاقدام ، ويفعل الله بعد ذلك ما يشاء ."
وأكاد أجزم أن هذه القلوب كانت تغضب لآبائها وأنسابها ونسائها وأبنائها وأموالها ولأنفسها ، وهذا ما نراه في دنيانا التي نعيشها ، والدليل على ذلك هو الجرائم والمشاجرات التي تمتلئ بها أقسام الشرطة والمحاكم من أجل سب أو قذف أو سلب أو انتقاص حق
وأكاد أجزم أن أطراف هذه المشكلات كلهم يعيشون إبان مشكلاتهم في غضب لافح وضيق صدر وسهر عين
أما دين الله الذي ينتهك صباح مساء فلا يجد القلوب التي تغضب له والأعين التي يجافيها النوم والحزن الذي يخالط القلب ، بل لا يجد من يفارق وجبة شهية أعدت له فعافتها نفسه الحزينة وغضبه اللافح
لقد علمونا في المدارس ووسائل الإعلام أن الغضب كله خطأ وأنه همجية وأن الإنسان العاقل المتحضر المؤمن لا يغضب . ثم جاء التطبيق التربوي في المحاضن التربوية لكثير من الجماعات التي تعنى بالتربية فصنفت الغضب كله على أنه خلل تربوي يستلزم إعادة تأهيل صاحبه حتى يتحكم في غضبه وربما حتى لا يغضب أصلا !!!
من فضلك اقرأ معي هذه الأحاديث وكلها صحيحة ان شاء الله
حديث علي: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها "
عن أم سلمة -رضي الله تعالى عنها أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان إذا غضب، لم يجترئ أحد منا يكلمه غير علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه
وعنها أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا غضب احمرت وجنتاه)
وقد رويت أحاديث كثيرة تبين غضب النبي في مواقف تنتهك فيها حدود الله ، وغضب الصحابة وغضب العلماء والعابدين والعارفين والمجاهدين الصالحين
ولست أبالغ اذا قلت أنني لا أعرف طريقة أخرى أتخيل بها الجهاد في سبيل الله الا دفقة غضب على أعداء الله تملأ قلب المجاهد ونفسه حتى تسمح له أن يمسك سلاحه يزهق به نفسا أخرى قاتلته في الدين وصدت عن سبيل الله
بدون هذا الغضب كيف ستسوغ له نفسه أن يقتل ويجرح ويقطع ، بل كيف ستطيعه نفسه أصلا للخروج وترك أهله وولده وداره وماله حاملا روحه على سنان سيفه
أنا لست داعية قتال ولا قتل الا بضوابطه الشرعية ، وحين تعلن الدولة المسلمة حالة الجهاد ضد الأعداء ، ولكني هنا أتكلم عن الغضب في أوضح صوره في الجهاد الشرعي في سبيل الله
أعود فأقول : بدون الغضب لن تكون هناك غيرة ولا كرامة ولا نخوة ولا عزة ولا منعة ولا قوة ولا رجولة ولا إيمان كما علمونا الخنوع وجفلة الظبي واستنواق الجمل ، وعلمناها نحن لمن بعدنا ، فينبغي أن نتعلم غضبة النمر فإن النمر إذا غضب لم يبال أقل الناس أم كثروا ، وزأرة الأسد فإن زئيره عنوان عزته ومنعته وسلطانه
آن لهذا الغضب النبيل أن يحترم وأن يطلق من عقاله ، آن لنا أن نتربى ونربي أبناءنا عليه ، آن لنا أن نتوقف عن عملية إخصاء النفوس وتشويهها ، آن لنا أن نتعب أنفسنا لا في قتل الغضب ولكن في تنقية نيته ، وتهذيب حركته ، وجمع طاقته ، وتوجيه نيرانه
وعلامة أن هذا الغضب نبيل أن يكون فعل الغاضب أثناء غضبه موافقا للشرع ، فلا يسب ولا يصخب ولا يلعن ولا يعتدي ولا يروع الآمنين ولا يتعد حدوده بحجة أنه كان غاضبا ... الم أقل لكم ان هذا الأمر صعب ويحتاج الي تدريب وتربية ؟
فليكن لكل منا وردا يوميا يسمى ورد الغضب
نستحضر فيه أعداء الله واحدا واحدا ونستعرض مع كل واحد منهم أفعاله وأقواله التي يحادد به الله ورسوله ونستشعر الغضب النبيل لهيبا يتأجج في أعماق قلوبنا فتحمر الوجوه وتبرز العروق وتلهث الأنفاس ويتحدر العرق ، وعندما يشتعل البركان ويقذف حممه إياك أن تبكي ، فالبكاء يطفئ نار الغضب ولكن اقطع على نفسك العهود ، ماذا تريد أن تفعل لتطفئ نيران غضبك ؟ ماذا ستفعل لتنصر المستضعفين ؟ ماذا ستفعل لتطعم الجائعين وتؤوي المشردين وتواسي المكلومين وتطبب المجروحين ؟ كيف ستنصر دينك وأبناء دينك أيها الغاضب ؟
لكل واحد منا أن يفعل في ورد الغضب ما يشاء المهم هو النتيجة أن يشتعل بركان الغضب وأن نبقي هذا البركان هائجا أطول فترة ممكنة حتى يصبح نشاطه هو القاعدة وخموله وسكونه هو الاستثناء
هكذا تحيا القلوب ، هكذا لن تجد قلوبا تجلس تنتظر مباريات كرة القدم بين مصر وغيرها وتنسى كل شيء وهي تشاهد لاعبين يتناقلون الكرة بينهم ، ثم يفرحون ويحتفلون بالنصر ، أي نصر وإخواننا يتضورون جوعا في غزة ويقتلون في العراق والصومال ويبادون في افريقيا وأفغانستان ثم بعد ذلك تأتي هذه القلوب بكل بجاحة وتدعي الحكمة والعلم
الغضب هو الترجمة الحقة لتمعر الوجه وللنهي عن المنكر بالقلب وليس وراء ذلك مثقال حبة خردل من ايمان
هذا وأول من أخاطبه بهذا الحديث هو نفسي وهي أحوج من أي شخص آخر اليه ، وما قلته محض اجتهاد قد أصيب فيه وقد أخطئ فما كان فيه من توفيق فهو من الله وحده وما كان فيه من عيب أو نقص أو خطأ فهو من نفسي ومن الشيطان ، والله أسأل التوفيق والسداد
أعجبتني الخطبة المنسوبة الى أمير المؤمنين سيدنا على رضي الله عنه يخاطب فيها جنوده فيقول لهم : " لبئس لعمر الله سعر نار الحرب أنتم ، تكادون ولا تكيدون. وتنقص أطرافكم فلا تمتعضون ، لا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون. غلب والله المتخاذلون ، وأيم الله إني لاظن بكم أن لو حمس الوغى واستحر الموت قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج الرأس ، والله إن امرأ يمكن عدوه من نفسه يعرق لحمه ، ويهشم عظمه ، ويفري جلده ، لعظيم عجزه ضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره ، أما أنت فكن ذاك إن شئت ، وأما أنا فوالله دون أن أعطي ذلك ضرب بالمشرفية تطير منه فراش الهام ، وتطيح السواعد والاقدام ، ويفعل الله بعد ذلك ما يشاء ."
وأكاد أجزم أن هذه القلوب كانت تغضب لآبائها وأنسابها ونسائها وأبنائها وأموالها ولأنفسها ، وهذا ما نراه في دنيانا التي نعيشها ، والدليل على ذلك هو الجرائم والمشاجرات التي تمتلئ بها أقسام الشرطة والمحاكم من أجل سب أو قذف أو سلب أو انتقاص حق
وأكاد أجزم أن أطراف هذه المشكلات كلهم يعيشون إبان مشكلاتهم في غضب لافح وضيق صدر وسهر عين
أما دين الله الذي ينتهك صباح مساء فلا يجد القلوب التي تغضب له والأعين التي يجافيها النوم والحزن الذي يخالط القلب ، بل لا يجد من يفارق وجبة شهية أعدت له فعافتها نفسه الحزينة وغضبه اللافح
لقد علمونا في المدارس ووسائل الإعلام أن الغضب كله خطأ وأنه همجية وأن الإنسان العاقل المتحضر المؤمن لا يغضب . ثم جاء التطبيق التربوي في المحاضن التربوية لكثير من الجماعات التي تعنى بالتربية فصنفت الغضب كله على أنه خلل تربوي يستلزم إعادة تأهيل صاحبه حتى يتحكم في غضبه وربما حتى لا يغضب أصلا !!!
من فضلك اقرأ معي هذه الأحاديث وكلها صحيحة ان شاء الله
حديث علي: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها "
عن أم سلمة -رضي الله تعالى عنها أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان إذا غضب، لم يجترئ أحد منا يكلمه غير علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه
وعنها أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا غضب احمرت وجنتاه)
وقد رويت أحاديث كثيرة تبين غضب النبي في مواقف تنتهك فيها حدود الله ، وغضب الصحابة وغضب العلماء والعابدين والعارفين والمجاهدين الصالحين
ولست أبالغ اذا قلت أنني لا أعرف طريقة أخرى أتخيل بها الجهاد في سبيل الله الا دفقة غضب على أعداء الله تملأ قلب المجاهد ونفسه حتى تسمح له أن يمسك سلاحه يزهق به نفسا أخرى قاتلته في الدين وصدت عن سبيل الله
بدون هذا الغضب كيف ستسوغ له نفسه أن يقتل ويجرح ويقطع ، بل كيف ستطيعه نفسه أصلا للخروج وترك أهله وولده وداره وماله حاملا روحه على سنان سيفه
أنا لست داعية قتال ولا قتل الا بضوابطه الشرعية ، وحين تعلن الدولة المسلمة حالة الجهاد ضد الأعداء ، ولكني هنا أتكلم عن الغضب في أوضح صوره في الجهاد الشرعي في سبيل الله
أعود فأقول : بدون الغضب لن تكون هناك غيرة ولا كرامة ولا نخوة ولا عزة ولا منعة ولا قوة ولا رجولة ولا إيمان كما علمونا الخنوع وجفلة الظبي واستنواق الجمل ، وعلمناها نحن لمن بعدنا ، فينبغي أن نتعلم غضبة النمر فإن النمر إذا غضب لم يبال أقل الناس أم كثروا ، وزأرة الأسد فإن زئيره عنوان عزته ومنعته وسلطانه
آن لهذا الغضب النبيل أن يحترم وأن يطلق من عقاله ، آن لنا أن نتربى ونربي أبناءنا عليه ، آن لنا أن نتوقف عن عملية إخصاء النفوس وتشويهها ، آن لنا أن نتعب أنفسنا لا في قتل الغضب ولكن في تنقية نيته ، وتهذيب حركته ، وجمع طاقته ، وتوجيه نيرانه
وعلامة أن هذا الغضب نبيل أن يكون فعل الغاضب أثناء غضبه موافقا للشرع ، فلا يسب ولا يصخب ولا يلعن ولا يعتدي ولا يروع الآمنين ولا يتعد حدوده بحجة أنه كان غاضبا ... الم أقل لكم ان هذا الأمر صعب ويحتاج الي تدريب وتربية ؟
فليكن لكل منا وردا يوميا يسمى ورد الغضب
نستحضر فيه أعداء الله واحدا واحدا ونستعرض مع كل واحد منهم أفعاله وأقواله التي يحادد به الله ورسوله ونستشعر الغضب النبيل لهيبا يتأجج في أعماق قلوبنا فتحمر الوجوه وتبرز العروق وتلهث الأنفاس ويتحدر العرق ، وعندما يشتعل البركان ويقذف حممه إياك أن تبكي ، فالبكاء يطفئ نار الغضب ولكن اقطع على نفسك العهود ، ماذا تريد أن تفعل لتطفئ نيران غضبك ؟ ماذا ستفعل لتنصر المستضعفين ؟ ماذا ستفعل لتطعم الجائعين وتؤوي المشردين وتواسي المكلومين وتطبب المجروحين ؟ كيف ستنصر دينك وأبناء دينك أيها الغاضب ؟
لكل واحد منا أن يفعل في ورد الغضب ما يشاء المهم هو النتيجة أن يشتعل بركان الغضب وأن نبقي هذا البركان هائجا أطول فترة ممكنة حتى يصبح نشاطه هو القاعدة وخموله وسكونه هو الاستثناء
هكذا تحيا القلوب ، هكذا لن تجد قلوبا تجلس تنتظر مباريات كرة القدم بين مصر وغيرها وتنسى كل شيء وهي تشاهد لاعبين يتناقلون الكرة بينهم ، ثم يفرحون ويحتفلون بالنصر ، أي نصر وإخواننا يتضورون جوعا في غزة ويقتلون في العراق والصومال ويبادون في افريقيا وأفغانستان ثم بعد ذلك تأتي هذه القلوب بكل بجاحة وتدعي الحكمة والعلم
الغضب هو الترجمة الحقة لتمعر الوجه وللنهي عن المنكر بالقلب وليس وراء ذلك مثقال حبة خردل من ايمان
هذا وأول من أخاطبه بهذا الحديث هو نفسي وهي أحوج من أي شخص آخر اليه ، وما قلته محض اجتهاد قد أصيب فيه وقد أخطئ فما كان فيه من توفيق فهو من الله وحده وما كان فيه من عيب أو نقص أو خطأ فهو من نفسي ومن الشيطان ، والله أسأل التوفيق والسداد