كم من المصاعب لقيها ذلك العامل الذي أضناه حمل الطوب وشمس الظهيرة تلسعه هو ورفاقه كل يوم..حتى
استطالت ناطحة السحاب تلك..ثم جاء يوم الافتتاح فقُص الشريط وإذا بأولئك المساكين يقطر منهم العرق وهم لم
يشهدوا لذة إنجازهم ولو بحضور ذلك الحفل..
كم من الناس يعرف أولئك الذين لولا الله ثم كفاحهم..لم تقم تلك الشاهقة ولاجزء منها..
ربما لا أحد وربما عرفوهم اليوم ونسوهم غداً..
تلك صورة من ميدان الحياة نشهدها كثيراً..
ونظيرها في ميدان الدعوة والجهاد والعمل في سبيل الله .. كثير أيضاً..
أولئك هم الجنود الأخفياء
عمال الآخرة..
لا يهمهم أن يعم ذكرهم الأرجاء..بل غايتهم رب الأرض والسماء..
ولا يتحسرون على فوات حظهم من الدنيا.. بل يزيدهم ذلك سعياً وجداً..
أما أحدهم فإن نازعه غروره أو هتف به المادحون أنت أنت.. من مثلك..
ارتفع صوت الضمير بداخلهي عاتبه بإلحاح : أنت أعلم بنفسك منهم..
فيغض طرفه ويتذكر عيبه ونقصه..ويدرك أن مقالهم فتنة فيمضي دون أن يلوي على أحد..أو يلتفت لثنائه..
ثم لا يهمه بعد..أزجيت له المدائح أم كيلت له المذام..
ومع كل هذا فإنه لا يعرف العيش على هامش الحياة..
فحينما تنشده المواقف تجده يستنفر كل طاقاته ويسير إليها بكل إرادته..وكأن المسؤولية أوكلت إليه وحده..
فيهب إليها بروح قيادية متحملاً كل المشاق..لا يسأل أين هذا وذاك ولا ينتظر من يحمل عنه الأعباء أو يخفف عنه
ذلك الحمل..
ثم إذا كان في ساحة الموقف..ينظر في أي موضع ينبغي أن يكون..لا يبالي إن كان رئيساً أم مرؤوساً..آمراً أم
مأموراً..إن كان في الساقة كان في الساقة وإن كان في الحراسة كان في الحراسة
همه أن يعم النفع..وغايته أن يبذل..
يبتغي وجه الله..
ويقصد بلوغ الدرجات العلى بنيته..وحسبه..
هو في عرف البعض نكرة لا أحد يعرفه ولا شهرة تبرزه..
عمله منسي..وجهده مغمور..
لكن التاريخ يزخر بأمثاله ممن يعلم الله إيمانهم ولن يضيع يوم القيامة سعيهم..
الجنود الأخفياء
هم أولئك الذين يمثلون العمل لوجه الله
ويعلمون الناس أنه ليس شعاراً نتغنى به..بل هو قمة لا تعتلى إلا باختبار وفتنة..وجهد ونصب..
نرفع الراية لله
ونظن أن الناس ستقبل إلينا بأنفس بشوشة..وصدور رحبة..
قد تكون هكذا البداية..
لكن..سرعان ما يديرون ظهورهم..ويبدأ التمحيص..
حينها تتجلى حقيقة العمل..
إن أحجمت عن البذل..أو أمسكت عن العطاء..
أو رأيت من نفسك إعراضاً.فتنحيت عن مهمتك والدور الذي سخرت له طاقتك..
فاعلم أن هناك خلل في بنائك الأول..
تلك خسارة الدنيا..فلا تخسرأخراك لأجل الناس..
(من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب)
استطالت ناطحة السحاب تلك..ثم جاء يوم الافتتاح فقُص الشريط وإذا بأولئك المساكين يقطر منهم العرق وهم لم
يشهدوا لذة إنجازهم ولو بحضور ذلك الحفل..
كم من الناس يعرف أولئك الذين لولا الله ثم كفاحهم..لم تقم تلك الشاهقة ولاجزء منها..
ربما لا أحد وربما عرفوهم اليوم ونسوهم غداً..
تلك صورة من ميدان الحياة نشهدها كثيراً..
ونظيرها في ميدان الدعوة والجهاد والعمل في سبيل الله .. كثير أيضاً..
أولئك هم الجنود الأخفياء
عمال الآخرة..
لا يهمهم أن يعم ذكرهم الأرجاء..بل غايتهم رب الأرض والسماء..
ولا يتحسرون على فوات حظهم من الدنيا.. بل يزيدهم ذلك سعياً وجداً..
أما أحدهم فإن نازعه غروره أو هتف به المادحون أنت أنت.. من مثلك..
ارتفع صوت الضمير بداخلهي عاتبه بإلحاح : أنت أعلم بنفسك منهم..
فيغض طرفه ويتذكر عيبه ونقصه..ويدرك أن مقالهم فتنة فيمضي دون أن يلوي على أحد..أو يلتفت لثنائه..
ثم لا يهمه بعد..أزجيت له المدائح أم كيلت له المذام..
ومع كل هذا فإنه لا يعرف العيش على هامش الحياة..
فحينما تنشده المواقف تجده يستنفر كل طاقاته ويسير إليها بكل إرادته..وكأن المسؤولية أوكلت إليه وحده..
فيهب إليها بروح قيادية متحملاً كل المشاق..لا يسأل أين هذا وذاك ولا ينتظر من يحمل عنه الأعباء أو يخفف عنه
ذلك الحمل..
ثم إذا كان في ساحة الموقف..ينظر في أي موضع ينبغي أن يكون..لا يبالي إن كان رئيساً أم مرؤوساً..آمراً أم
مأموراً..إن كان في الساقة كان في الساقة وإن كان في الحراسة كان في الحراسة
همه أن يعم النفع..وغايته أن يبذل..
يبتغي وجه الله..
ويقصد بلوغ الدرجات العلى بنيته..وحسبه..
هو في عرف البعض نكرة لا أحد يعرفه ولا شهرة تبرزه..
عمله منسي..وجهده مغمور..
لكن التاريخ يزخر بأمثاله ممن يعلم الله إيمانهم ولن يضيع يوم القيامة سعيهم..
الجنود الأخفياء
هم أولئك الذين يمثلون العمل لوجه الله
ويعلمون الناس أنه ليس شعاراً نتغنى به..بل هو قمة لا تعتلى إلا باختبار وفتنة..وجهد ونصب..
نرفع الراية لله
ونظن أن الناس ستقبل إلينا بأنفس بشوشة..وصدور رحبة..
قد تكون هكذا البداية..
لكن..سرعان ما يديرون ظهورهم..ويبدأ التمحيص..
حينها تتجلى حقيقة العمل..
إن أحجمت عن البذل..أو أمسكت عن العطاء..
أو رأيت من نفسك إعراضاً.فتنحيت عن مهمتك والدور الذي سخرت له طاقتك..
فاعلم أن هناك خلل في بنائك الأول..
تلك خسارة الدنيا..فلا تخسرأخراك لأجل الناس..
(من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب)
قد أفلح من أرخص لله ذاته..
وإن ذلت..فهي في الدرجات العلى أرفع
No comments:
Post a Comment