Saturday, December 1, 2007

فلنحارب الترهل قبل أن يقتلنا


فقد اتزانه في تناول الطعام ، فهو يأكل أي شيء وكل شيء فقد الهاه التكاثر ، ففقد حتمية الانتقاء لما يفيد ويبني الجسم ، أغراه طعم التيك أواي والبيتزا والدهون وحسب أنها للذة طعمها صحية، غرته البهرجة على أغلفة الطعام المحفوظ ،وخدعته الطنطنة الفارغة من الاعلانات ، وذلك اما لقلة خبرته أو لشدة شهوته ، وما علم أن من اخترعوا هذه الأصناف يشكون مر الشكوى من آثارها وممن أدمنوا عليها فأهلكتهم .
تراكمت الدهون في جسده ، وصار جسده مترهلا ضخما ، هذه الدهون لا فائدة منها على الإطلاق بهذه الصورة للجسد ، بل على العكس فهي حمل زائد على العمود الفقري وعلى عظام الركبة ، وهي لا تكتفي بذلك بل تترسب على جدران الشرايين مسببة تصلبها ، وكذلك تلهي الكبد عن مهمته العظيمة والرئيسة في تخليص الجسم من السموم
ثم لا تكتفي هذه الدهون عديمة القيمة بما تفعل ، وانما تشعل الجسد صراعا فتتسبب في زيادة الكوليسترول ، وفي ارهاق القلب ، وارتفاع ضغط الدم والسكر وينتقل الجسم من مرض الى آخر فتثقل حركته وتكون هذه فرصة للدهون لتتراكم أكثر وأكثر ، وتضغط على الجسم أكثر وأكثر حتى تتركه جثة هامدة .
السؤال الآن من الذي قتله ؟ هل قتل نفسه أم قتلته نفسه ؟ لا .. لا .. لا تقل قتلته الدهون ، فالدهون كانت أضعف من أن تقتله لو عقل وقاوم ولم يترك شهوته تتحكم فيه .
اذن فما العلاج الناجح الذي يقي الجسم من الهلاك ؟
أحسب أن العلاج يتكون من عدة خطوات وهي :
1- التخلص الفوري من الدهون المتراكمة والمتمثل في عملية شفط دهون محترمة من مناطق تكدسها والإلقاء بها فورا – غير مأسوف عليها – الى سلة المهملات
2- وضع ورقة واضحة لا لبس فيها توضح النوعيات الجيدة والصحية من الطعام التي يصلح أن يتناولها الجسد السليم والتي تساعد في بنائه ونموه وليس في هدمه.
3- أن يوقن الجسم أن العبرة ليست بكمية الطعام ولكن بنوعيته الجيدة ، وأن يفطم عن شهوة التكاثر والاستزادة
4- أن يخضع الجسم لجدول واضح من الرياضة التي تهذب أعضاء الجسم وتخلصها من الدهون التي قد تكون مازالت عالقة بها ، مع المداومة على هذه الرياضات ، مما يوفر للجسم الصحة الدائمة ويجنبه تكرار تراكم الدهون الضارة التي من طبيعتها أنها لا تطيق الرياضة ، بينما تعد الرياضة إكراما وعناية بالأعضاء النافعة
5- الجسد الذي لا يستطيع السيطرة على شهوة بطنه لابد أن تجرى له عملية لتدبيس المعدة ، والتي ينتج عنها التحكم القسري في كمية الطعام التي تدخل الجسم مما يقلل من مخاطر النوعيات الرديئة من الطعام
6- استلهام عبرة التاريخ فكم كان عدد المؤمنين في بدر وكم كان عددهم في حنين ، اقرأ معي قول الله تعالى
" وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً "
وقوله : " كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ "
أنا أعلم أن فطم النفس عن شهواتها صعب وأن اقتطاع جزء من الجسد صعب وأن الرياضة متعبة ، وأن الجسم المترهل قد يدفئك ، فلا تنخدع بدفئه الزائف ، ففي النهاية سوف يقتلك
وهكذا أي كيان يصيبه الترهل فإما أن يزيل أسباب ترهله فينشط ويتعب ويتحمل آلام التخلص من ترهله ، ولا يشغل نفسه بعلاج الأمراض الناتجة عن الترهل ، فهو كلما عالجها زادت لأن أصل الداء موجود ، وسيظل موجودا حتى يبلغ بهذا الكيان الى العجز ثم الموت
-----------------------------------------------------------------------------------
يقول الأستاذ المؤسس :
" إن ميدان القول غير ميدان الخيال ، وميدان العمل غير ميدان القول ، وميدان الجهاد غير ميدان العمل ، وميدان الجهاد الحق غير ميدان الجهاد الخاطئ . يسهل علي كثير ين أن يتخيلوا ، ولكن ليس كل خيال يدور بالبال يستطاع تصويره أقوالا باللسان ، وإن كثيرين يستطيعون أن يقولوا ولكن قليلاً من هذا الكثير يثبت عند العمل ، وكثير من هذا القليل يستطيع أن يعمل ، ولكن قليلا منهم يقدر علي حمل أعباء الجهاد الشاق والعمل المضني . وهؤلاء المجاهدون وهم الصفوة القلائل من الأنصار قد يخطئون الطريق ولا يصيبون الهدف إن لم تتداركهم عناية الله ، وفي قصة طالوت بيان لما أقول ، فأعدوا أنفسكم وأقبلوا عليها بالتربية الصحيحة والاختبار الدقيق وامتحنوها بالعمل ، العمل القوي البغيض لديها الشاق عليها ، وافطموها عن شهواتها ومألوفاتها وعاداتها "

من رسالة المؤتمر الخامس

2 comments:

أبوســـيف said...

أنا لي تجربة فى هذا المضمار فقدت على أثرها 65 كيلو

وأرى أن الحلول التى أوردتها كلها حلول مؤقته مع أول نشغال أو عند وجود طارئ سوف تنهدم بالكلية

عشان كده بقول لك : لازم تتدبس

ابو نظارة said...

عمنا أبو سيف
اهدف من كلامي الى أن الترهل في أي كيان هو علامة علة وليس علامة صحة ، سواء كان هذا الكيان انسانا أو جماعة أو دولة
وحلول الترهل كثيرة والتدبيس الذي هو ضمان عدم حدوث الترهل بعد ذلك أحد وأهم هذه الحلول
المهم تتعدد الحلول ، ولكن لابد من حل يتناسب مع المترهل نفسه ، لأن هذا الكيان أمانة الله بين يديه ، وما لم يتق الله فيها فستتلف منه لا محالة
ربنا يكفيك شر العيا