Sunday, March 8, 2009

أغيثوا البيت المسلم

أول جملة قرأتها للإمام الشهيد حسن البنا كانت
"اذا لامست معرفة الله قلب المسلم تغير من حال الى حال و اذا تغير الفرد تغيرت الأسرة واذا تغيرت الأسرة تغير المجتمع وما المجتمع الا مجموعة من الأسر والأفراد"
وقرأت أن هذه الجمل كانت من أشد ما أثر في الأستاذ عمر التلمساني عليه رحمة الله ثم قرأت للإمام الشهيد في رسالة "الإخـوان تحـت رايـة القرآن" جملا رائعة يقول فيها مشخصا الداء

أيها الإخوان المسلمون ... أيها الناس أجمعون ...
إن الله بعث لكم إماماً ، ووضع لكم نظاماً ، وفصل أحكاماً ، وأنزل كتاباً ، وأحل حلالاً ، وحرم حراماً ، وأرشدكم إلى ما فيه خيركم وسعادتكم ، وهداكم سواء السبيل
فهل اتبعتم إمامه ، واحترمتم نظامه ، وأنفذتم أحكامه ، وقدستم كتابه ، وأحللتم حلاله ، وحرمتم حرامه؟
كونوا صرحاء في الجواب ، وسترون الحقيقة واضحة أمامكم
كل النظم التي تسيرون عليها في شؤونكم الحيوية نظم تقليدية بحتة لا تتصل بالإسلام ، ولا تستمد منه ولا تعتمد عليه :
نظام الحكم الداخلي.
نظام العلاقات الدولية.
نظام القضاء.
نظام الدفاع والجندية.
نظام المال والاقتصاد للدولة والأفراد.
نظام الثقافة والتعليم.
بل نظام الأسرة والبيت.
بل نظام الفرد في سلوكه الخاص.
الروح العام الذي يهيمن على الحاكمين والمحكومين ، ويشكل مظاهر الحياة على اختلافها
كل ذلك بعيد عن الإسلام وتعاليم الإسلام. وماذا بقي بعد هذا؟

ثم ينطلق من هذا التشخيص القاسي الصريح للداء الى مهمة الإخوان المسلمين للعلاج فيقول

ما مهمتنا إذاً نحن الإخوان المسلمين؟
أما أجمالا : فهي أن نقف في وجه هذه الموجة الطاغية من مدنية المادة ,وحضارات المتع والشهوات ,التي جرفت الشعوب الإسلامية , فأبعدتها عن زعامة النبي وهداية القرآن , وحرمت العالم من أنوار هديها , وأخرت تقدمه مئات السنين , حتى تنحسر عن أرضنا ويبرأ من بلائها قومنا , ولسنا واقفين عند هذا الحد بل سنلاحقها في أرضها , وسنغزوها في عقر دارها , حتى يهتف العالم كله باسم النبي , وتوقن الدنيا كلها بتعاليم القرآن , وينتشر ظل الإسلام الوارف على الأرض , وحينئذ يتحقق للمسلم ما ينشده ,فلا تكون فتنة ويكون الدين كله لله و (للهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ , بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) الروم:5


ثم يتحدث عن تفصيل هذه المهام الربانية فيقول من ضمن ما قال عن الأنظمة التي يريد الإخوان أن ينشئوها

ونظام الأسرة والبيت ينشئ الصبي المسلم والفتاة المسلمة والرجل المسلم ويحقق قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) (التحريم:6) .


ثم يقول مجملا مرة أخرى

نحن نريد: الفرد المسلم ... والبيت المسلم ... والشعب المسلم ... والحكومة المسلمة ...

*****
البيت المسلم ... البيت المسلم
تلك الجملة الناقصة مبنى الكاملة معنى
نزل في تنظيمه الكثير من آيات القرآن الكريم
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم المئات من الأحاديث الصحيحة
وامتلأت كتب الفقه بأحكامه
البيت المسلم
لن أخوض في الآيات عرضا ولا تفسيرا ولا في الأحاديث الشريفة رواية ولا تحليلا ولا في أحكام الفقه ابرازا ولا تفقيها
ولكن اسمحوا لي أن أقول أن بيوتنا في خطر وأن بيوتنا تبتعد عن صفتها الإسلامية بخطى واسعة وأن المشروع كله قد يكون في خطر بسبب ذلك
الأخ المسلم الصالح لا يكون مسلما صالحا في بيته ومع زوجته وأبنائه والأخت المسلمة الصالحة لا تكون مسلمة صالحة في بيتها ومع زوجها وأبنائها ومن عبث القول أن نتحدث عن الأبناء والبنات في هذا المناخ غير الصالح
أنا أتحدث عن الأغلبية وليس عن الجميع ومن رأى غير ذلك فله ما يرى ولكني أتحدث عن تجارب تتكرر أمام عيني مرة تلو الأخرى
صراعات ومشاحنات
عدم قدرة على الفهم أو الاستيعاب ... عدم تقدير للآخر ... انعدام الحب وربما حل محله البغض والتربص واصطياد الأخطاء ... غياب تام لمعنى الطاعة للزوج ... تقطيع الأرحام ... الى غير ذلك مما أسمعه وأراه ، والأنكى من ذلك أن من يتصدون للإصلاح هم أكثر فسادا من أصحاب المشكلة
منذ وقت قريب تصدت أخت فاضلة للإصلاح بين متخاصمين وبعد أن سمعت المشكلة من أختها قالت لها "الله يكون في عونك والله أنا لو منك ماكنتش أستحمل شهر على بعضه في الجو ده ... " الخ ، فكان الطلاق

من الذي قال أن النساء "الأخوات" يعقدن جلسة صلح بدون محارمهن بين الأخت وزوجها ليتطرق المتخاصمان الى أدق تفاصيل حياتهما أمام لجنة الأخوات وينبري الأخ ليدافع عن نفسه أمامهن ويستعرض قدراته المادية وغيرها فتقول الأخت بعد هذه الجلسة أحسست أني كنت أجلس عارية أمامهن !!!! في أي شرع هذا يارجال
إن حالة التوحش الأنثوي التي أصابت المجتمع وظاهرة تأنيث المجتمع التي يسعى اليها المخنثون من الرجال والمترجلات من النساء ولا يأبه بها أشباه الرجال يبدو أنها ضربت بأمواجها الطاغية شواطئ الدعوة الآمنة ، وسواء كانت هذه الظواهر بسبب ميوعة الرجال وطراوتهم ورخاوة أعوادهم أو بسبب انجراف النساء وراء شياطين الإنس والجن ، فإن السبب يكون واحدا ... انهيار حلم البيت المسلم
لن ينفعنا أن ندفن رؤوسنا في الرمال
أو أن نسير وراء زفة لجان السيدة الفاضلة لحماية حقوق المرأة حتى يقال علينا مودرن وسبور ويسيبوا لنا البلد ، ولن تنفعنا أحلام العصافير ولا زقزقتها أعتقد أن الأمر مأخوذ بتبسيط مخل
الكل يعلم ما أقول وأكثر الأمر جلل لابد أن تعقد له اللجان وتعلن له الطوارئ ويعلن كل شخص أنه إما أن يستقيم وبوضوح على شرع الله ولتحقيق هذه الفكرة وهذا الهدف وإما لا يكون معول هدم ولا حجر عثرة
أكرر لكم يا إخواني أنني أنتمي الى هذه الدعوة المباركة فكرا ومبادئ وإن كنت لا أنتمي لها تنظيميا ولا حركيا ولكني لا أرى من هو أولى مني بالغيرة على مبادئها وأهدافها وأفكارها
وأختم مقالتي بقول الإمام الشهيد كما بدأت إذ يقول
وإن الذين فتحوا أقطار الدنيا ، ومكن الله لهم في الأرض من أسلافنا لم يكونوا أكثر عددا ، ولا أعظم عدة ، ولكنهم مؤمنون مجاهدون ، ونحن سنعتد اليوم بما اعتد به رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قال يبشر خبابا : (والله ليتمن هذا الأمر ، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ، لا يخاف إلا الله و الذئب على غنمه) وكانوا إذ ذاك يستترون
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
------------------
تحديث
من أراد مصداقا لقولي فليقرأ هذه المقالة على الموقع الرسمي للإخوان الى الله المشتكى
وبرجاء قراءة التعليقات عليها

4 comments:

د.توكل مسعود said...

السلام عليكم ورحمة الله... وبعد

فإن مما ابتلى به المسلمون انشغالهم بما لايعنيهم وتركهم مايعنيهم وهذا من نقص الإيمان، ومن تداخل الأولويات وعدم ترتيبها

أشق عليك بقراءة هذه المقالة على جزئين

http://belawa6an.blogspot.com/2008/06/blog-post_22.html

http://belawa6an.blogspot.com/2008/06/2.html

تقبل تحياتى ..والسلام.

الطريق إلى الجنة said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا لا أعلم ما يحدث بالضبط بين النساء لكنى سمعت بأشباه حديث مما قلت بل ومن تطاول بعض الرجال على نساء تردن الصلح بين الزوج وزوجته وهذا مما ابتلى به المسلمون ونسأل الله العافية

والحل هو أن نبدأ فى تعليم الأمة وتعليم أنفسنا الحلال والحرام من جديد حتى يستقيم الحال قبل فوات الأوان

ابو نظارة said...

أستاذي الدكتور توكل
بارك الله فيكم فأنتم دائما السباقون الى الخير
هذه المشكلة التي تتفاقم يوما بعد يوم لم أكن أريد أن أتحدث فيها لاعتبارات كثيرة إلا أنه في الفترة الأخيرة تزايدت حدة المشكلات وتنوعت أشكالها وصار النمط الجاهلي الذي كأنه لم يعرف يوما دينا ولا شرعا يردعه هو المتعارف عليه في النقاشات وحل النزاعات والتي كثيرا ما تنتهي بالطلاق المصحوب بالمشكلات وقول السوء
أتفق مع ما ذكرته سيادتكم جملة وتفصيلا في تدوينتيك ، وأعتذر عن عدم قراءتهما من قبل فلو كنت قرأتهما لوفرا على أن أكتب تدوينتي تلك
جزاكم الله خيرا ياسيدي ورفع الله عنا البلاء والفتن

ابو نظارة said...

والحل هو أن نبدأ فى تعليم الأمة وتعليم أنفسنا الحلال والحرام من جديد حتى يستقيم الحال قبل فوات الأوان
-------
لا فض فوك أوجزت وأجملت فوفيت
وليس لها حل آخر
جزاكم الله خيرا