Thursday, July 9, 2009

تكتيكات العدو النفسية وسبل مواجهته

قرأت اليوم هذا المقال على شبكة فلسطين للحوار وهو حديث ذكرني بحديث الكبار بين الأطفال الذين كل همهم هو من أخذ اللعبة من من ؟ ومن شد شعر من ؟ ومن يخاصم من ؟ ومن يصالح من ؟ فهم وكأنهم يتحدثون عن دنيا غير التي نحياها وهم كذلك ، وعن واقع غير الذي نعيشه وإن بدا لنا أننا معهم بقلوبنا وأرواحنا فنحن لسنا كذلك ، والنائحة الثكلى غير النائحة المستأجرة
أرجو أن تقرأ المقال لتعي لم أحسست بهذه الخواطر ، ولمن اراد مزيدا من الفائدة فليتابع الردود والحوار على رابط شبكة فلسطين للحوار
-------------------------------
تشكل الحرب النفسية بشتى صنوفها إحدى أهم الأسلحة المستخدمة في الحروب ، وهي سلاح فعال اثبت نجاعته في معارك متعددة دون أن تطلق منه رصاصة واحدة ، وتستخدم الحرب النفسية صنوف مختلفة للحجج الحقيقية و المزورة وتهدف بالأساس إلى ضرب الجبهة الداخلية للخصم من خلال إضعاف الروح المعنوية لسكانه وقواته المسلحة على حد سواء ، فالانتصار في الحرب هو غلبة إرادة على أخرى ، وتستخدم الحرب النفسية علم النفس بصفة عامة وعلم النفس العسكري بصفة خاصة , وهي تعمل على قتل إرادة العدو وتحطيم معنوياته وبالتالي هزيمته وانكساره ، وهي حرب أفكار تهدف إلى السيطرة على عقول الرجال و إذلال إرادتهم , هي حرب أيديولوجية عقائدية
، وهي أيضا حرب أعصاب ، وحرب سياسية ، وحرب دعائية ، هي حرب كلمات وشائعات ، وهي حرب تزلزل العقول وتغير السلوك ، وهي لا تعرف حدود الزمان والمكان ، فهي تمارس قبل الحرب لإعداد عقول الناس لها ، وأثناء الحرب لرفع الحالة القتالية وزيادة الاعتقاد في عدالة القضية التي نحارب من اجلها ، وبعد الحرب لتدعيم مكاسبها وترسيخها .
ولقد أظهرت المعركة أهمية هذه الحرب التي استخدم فيها العدو شتى الأساليب في محاولة منه لتمزيق الجبهة الداخلية وحسم المعركة لصالحه بأقصى سرعة , وقد كانت هذه الفصول الجديدة من الحرب النفسية استمرارا لفصول قديمة مارسها ويمارسها الاحتلال , والتي اشتد و طيسها بعد وصول حماس إلى الحكم , وكان الحصار الخانق المضروب على غزة وتبعاته المفترضة احد ابرز تجلياتها , وحلقة أخرى في سلسلة متواصلة من فصول هذه الحرب الشرسة
ونسرد هنا أهم التكتيكات النفسية التي اتبعها العدو في معركة الفرقان :
الصدمة و الرعب:
لجا الصهاينة إلى حيل مختلفة أرادوا من خلالها شن ضربة قاصمة تعتمد على عنصر المفاجأة , وتؤدي إلى حالة من الفوضى و الإرباك والتخبط في صفوف حماس و الفلسطينيين , لذا مارس العدو أساليب مختلفة من الخداع و التضليل و التمويه استبقت الضربة لتعطي انطباعا أن طبول الحرب لم تدق بعد , فكانت التضمينات التي نقلها النظام المصري للحكومة الفلسطينية في غزة , وكان فتح المعبر يوم الجمعة قبل الحرب بيوم واحد , وكان الإعلان المسبق عن عقد جلسة خاصة للمجلس الوزاري الإسرائيلي يوم الأحد – بعد الحرب بيوم واحد للبحث في كيفية التعامل مع الوضع الناشئ في غزة , وفي ظهر يوم السبت ووفق الخطة الموضوعة شنت أكثر من ستين طائرة حربية ضربات متزامنة استهدفت البشر و الشجر و الحجر , لإيقاع اكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى في صفوف حماس وأجهزتها.
الرصاص المصهور
وهو الاسم الذي اطلقه العدو على هذه الحرب،ليبث من خلاله الرعب على الفلسطينيين،لذا جند كافة اجهزته وطواقمه الاعلامية للترويج لخططه واهدافه،ولعزل حماس بــلاعلان ان الحرب تستهدفها فقط ولا تستهدف سكان القطاع،كما مارس رقابة اعلامية صارمة على اعلامه الموجه اصلا.
الشائعات
هيأ العدو الاجواء ليطلق الطابور الخامس وعملاء دايتون سلسلة من الشائعات ،والروايات المغلوطة،والتي تتعلق بموضوعات لها اهمية بالغة لدى الناس في ظل ظروف الحرب الحرجة ،وذلك بهدف اضعاف الروح المعنوية ،وضرب القدرة على الصمود والتحدي ،واحداث حالة من الفوضى والتحدي،واحداث حالة من الفوضوى والفلتان ،وفي هذا السياق انتشرت شائعات كثيرة عن تحذيرات بالقصف اطلقها الصليب الاحمر لبيوت وموافع ومؤسسات .
المنشــــورات
القت طائرات العدو كميات هائلة من المناشير في مختلف قطاع غزة ،لتحريض الناس ضد المقاومة ،وتطابهم بالرشاد عن تحركاتها ،وتحذرهم من مغبة التعون معها .
الاتصالات العشوائية
استغل العدو تكنلوجيا الاتصالات،فقام باؤسال رسائل مسجلة موجهة لاعداد كبيرة من ارقام الهواتف عشوائيا،وكانت فحواها تهدد الناس من مغبة مساعدة المقاومة ،وتهدد بتدمير البيوت التي تحتوي على اسلحة او تؤوي مسلحين ،وذلك بهدف ارهاب الناس وزرع بذور الخوف والاربااك في نفوسهم ودفعهم لتصرفات عشوائيا مضرة،وفي ذات السياق كانت الرسائل القصيرة الموجهة الى الهواتف المحمولة .
الراديو والتلفزيون
بذل العدو قصارى جهده من اجل التأثير المباشر على الجماهير الفلسطينية،وسخر لذلك وسائل الدعاية والاعلام المختلفة لمخاطبة المواطن الفلسطيني مباشرة بالصوت والصورة،واستطاع من خلال التكنلوجيا المتقدمة اختراق بث الاذاعات المحلية العاملة في غزة،كما استطاع البث الفضائي لقناتي القدس والاقصى،ليوجه من خلالها رسائل تهديد ووعيد وتشويه وتشكيك وطعن في قدرات حماس وقياداتها،كماكما استغلت مخابرات العدو دعوات التضامن الخارجية مع اهالي غزة من خلال الاتصال بهم لدعم صمودهم،فاخذت تسأل عن احوال المقاومة وقدرتها على المواجهة بهدف قياس مدى تأثر الناس بالحرب النفسية والدعاية الموجهة.
كيف نواجه الحرب النفسية
ان التغلب على اثارها،يحتاج الى بناء حقيقي لتعزيز القدرات النفسية لدى الجماهير قبل خوض المعارك ،وذلك بهدف الاستفادة منه قبل الحرب واثناء وقوعها وبعد انتهائها،ويحتاج افرادالمجتمع المتعرض للحرب النفسية التعرف على معنى اساليبها،فالوقاية خير من العلاج والإنسان عدو ما يجهل .
ولذا لابد من تحصين المجتمع المحلي ،من خلال نشر الوعي باساليب الدعاية وانواعها وبالحرب النفسية واهدافها،ليتمكن الناس من التمييز بين الاخبار المجردة والدعاية الموجهة،وليتعرفو على الوسائل الاعلاميةالتي تقدم لهم المعلومات ذات الفائدة،وتلك التي تحاول ان تبث اليأس والذعر والشك في نفوسهم،وان انفع مايبطل مفعول الحرب النفسية هو الاعتصام بحبل الله،والاستقامة على صراطه والاعداد المتواصل لما يستطاع من قوة،والانصراف عن الذنوب لانها تجعل في للحرب النفسية اثرا بالغا في الهزيمة،ويقول ربنا تبارك وتعالى ": إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ ).[ سورة آل عمران آية 155]
الهجوم خير وسيلة للدفاع
استطاعت المقاومة من خلال حرب الفرقان الاخيرة من شن هجمات نفسية بالغة الاثر على المجتمع الصهيوني،فتمكنت من اختراق اذاعة الجيش،ارسلت الاف الرسائل القصيرة ،واجرت العديد من الاتصالات المبرمجة،وهذه الادوات وغيرها بحاجة الى المزيد من الاعداد والتطوير لتكيل الصاع صاعين لهذا العدو المجرم .
خاب العدو وخسر، فالله تكفل بنصرة عباده ،والعدو يعلم جيدا-والفرقان خير برهان-انه يواجه صنوفا جديدة من "المسلمين " اعدو العدة للقائه،فغزة مقبرة الغزاة ...،غزة المطهرة من الخبث،على موعد مع جثث واشلاء واحياء جنود العدو الذين لن تنفعهم اسلحتهم المدججة كما ان اعين المجاهدين اليقظة على الدوام كانت وما زالت وستيقى بالمرصاد تواجه وتفشل كل المخططات الرامية للنيل من الجبهة الداخلية وضرب مقومات صمودها
-------------------
لمزيد من المعلومات حول مفاهيم الحرب النفسية

4 comments:

محمد الجرايحى said...

أخى الفاضل: أبو نظارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتمنى أن نجد رجالاً راشدين يعيدون لهذه الأمة وعيها.
أكيد الحرب النفسية لها تأثيرها على الجانب الآخر ولكن لم يعد الجانب الآخر يتأثر بمثل هذه الأمور..وكما قلت نحن فى طور جديد يختلف كل الإختلاف عما سبق ونسأل الله تعالى التثبيت
تقبل أخى تقديرى واحترامى
أخوك
محمد

abonazzara said...

أستاذي محمد الجرايحي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يلهمنا رشدناوأن يرزقنا العزيمة مع الرشد
واعذرني يا أخي فأنا أريد أن أستوضح منك
ماهو الطور الجديد الذي ذكرته في تعليقك وما هي أوجه اختلافه عما سبق ؟
وجزاكم الله خيرا

فليعد للدين مجده said...

اخي الفاضل ابو نظارة
افدتنا افادك الله
لكن لي اعتراض علي محتوي الفقرة التي عنوانها (كيف نواجه الحرب النفسية)
اذ لم تدل علي شئ ولا يفهم منها شيئا ذا بال بينما الفقرة التالية التي عنوانها خير وسيلة للدفاع هي الهجوم هي التي تصلح ان تكون طريقتنا في مواجهة الحرب النفسية

لا يفل الحديد الا الحديد
جزاكم الله خيرا
وربنا يعيننا

abonazzara said...

أخي د. ايهاب
بارك الله فيكم
أوافقك الرأي تماما في تصنيف عنوان الفقرات
ولكني آثرت نقل المحتوى كما هو حتى أني لم أصحح الأخطاء الإملائية ولا اللغوية به لأن كل ما أهمني حتى قبل مادة المحتوى هو عمق الاهتمامات لإخواننا في الأرض المحتلة ونوعية الموضوعات التي يهتمون بها ، وذلك الجو الخانق الذي يعيشون فيه في ظل هذا العدو الجبان الخسيس الذي يطوقهم ويحيط بهم إحاطة السوار بالمعصم
قارنت كل هذا بمشكلاتنا واهتماماتنا فوجدت البون واسعا فأردت أن أعرض على حضراتكم هذه التجربة
وجزاكم الله خيرا