Thursday, December 15, 2011

السلفيون من أين والى أين

أعياني التفكير في ما يسمى السلفيون او الحركة السلفية أو التيار السلفي
مبدئيا أنا أعلن حبي لهم واعتبارهم فصيلا رئيسيا من فصائل الدعوة الإسلامية شاء من شاء وأبى من ابى
كما أني أرى الواحد منهم أقرب الي ممن سواه ممن لايس لهم جهد للتمكين لنصرة دين الله
كما أرى الواحد منهم خير من ملء الأرض من المحاربين لدين الله أو غير الموحدين
نعم أختلف معهم في وسائل وتطبيقات وفهم وافكار وأولويات هذا حق
ولكني أحفظ لهم قدرهم ودورهم ومرابطتهم على ثغور لا يرابط عليها سواهم
هذه قناعاتي ادين بها لله رب العالمين
كانت هذه مقدمة لا بد منها قطعا للطريق على الصيادين في الماء العكر أو المبغضين لإخواني هؤلاء
ولكن كل ذلك لم يمنع حيرتي في التفكير فيما كانوا وكيف أصبحوا الى أين يسيرون
فمن إنكار العمل في السياسة
وإنكار دخول المجالس التشريعية
واعتبار أن الطريق الوحيد لنشر الإسلام والتمكين له هو العلم ونشر العقيدة الصحيحة وغير ذلك مضيعة للوقت وتشبه بغير المسلمين
وغير ذلك من المبادي التي "كانت" -وكنا نحسبها -راسخة
اقرأ إن شئت مقالة أحدهم والتي يقول فيها متهكما أنه من فلول السلفية التي كانت قبل الثورة ثم يشرح كيف كانوا
وهذا الأخ من القلائل
الذين يقولون هذا الآن
تلك المبادئ والمفاهيم كانوا يوالون ويعادون عليها ويشددون النكير على من يتجاوزها بتهم قد تصل الى التكفير والتفسيق والتبديع واتباع غير سبيل المؤمنين
وهذا رأي الدكتور أحمد فريد في السياسة
كما يمكنك عزيزي القارئ تنزيل كتيب إبلاغ الحق الى الخلق الذي كان يطبع في التسعينات ويوزع مجانا في مصر كلها من التيار السلفي وجماعة الجهاد والجماعة الإسلامية والذي يستدل ويؤسس على ان دخول المجالس التشريعية يخالف عقيدة التوحيد
رابط تنزيل الكتيب من هنا
وكذلك في حكم الخروج على الحاكم
ففي هذا الرابط يعتبرونه غيرجائز ويردون على من احتج بحركة ابن الأشعث في العهد الأموي !!
يمكنك قراءة الموضوع من هنا
وفي موقع "لا للإرهاب" يمكنك مطاعة حوالي ثلاثة عشرة موضوعا عن حكم الخروج على الحاكم
فماذا حدث بعد الثورة ؟
تغيرت لغة الخطاب بنسبة كبيرة فصرنا نرى من ظل ثابتا على رأيه يُنعت بأنه من أدعياء السلفية

مثل الموضوع على هذا الرابط
وصار الكلام في السياسة والخبرات السياسية مقياسا للتفضيل ومدعاة للتباهي والافتخار
وتم تدشين صفحة على الفيس بوك بعنوان "الصفحة الرسمية للدعوة السلفية بمصر
وانضم لها أكثر من 15000 شخص حتى الآن
بينما الصفحة الخاصة بحزب النور السلفي والمفترض أنه جزء من الدعوة السلفية
قد انضم اليها حوالي 114000 شخص
وهذا يبين اندفاع السلفيين الى الجناح السياسي وبقوة وحماس تفوقت على الولاء التقليدي للحركة السلفية نفسها
لا بأس من هذا كله ولكن انتظر...
هل السلفيون الذين كانوا قبل الثورة هم نفسهم الذين تحولوا بعد الثورة ؟
بمعنى آخر هل السلفيون كلهم في حركة أو مدرسة أو فكر أو مرجعية أو جماعة -أو سمها ماشئت- واحدة؟
هل حتى مشايخهم وعلماؤهم على رأي واحد
تعالوا نستعرض هذا الأمر
هذا مقال خطير للشيخ أحمد النقيب يستنكر فيه بشدة وبألفاظ قاسية انخراط السلفيين في العمل السياسي ويصفهم بالحزبيين
ثم هو يواصل هجومه الشديد ويدعو السلفيين الى المراجعة
نأتي للدكتور طارق عبد الحليم الذي يواصل رفضه للتجربة السياسية للسلفيين في مقال ساخن مسميا اياهم بأرباب البرلمان
هناك صفحات بدأت في الظهور على الفيس بوك أيضا تناقض توجه السلفيين الجديد لعل أبرزها صفحة شباب ضد الديموقراطية
بينما تبنى بعض السلفيين خطابا أكثر هدوءا في مخاطبة مخالفيه ثم لا يلبث أن يثور في نهايته مذكرا ومنذرا لهم
بل وزاد الأمر توترا الى أن وصل الخطاب الى السباب المزري في النقد مما يبين حجم الإحساس بالكارثة عند من يخالفون التوجه السياسي للسلفيين
http://muslm.net/vb/showthread.php?t=462491
ثم يظهر في المشهد طرف جديد للسلفية لا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا هو التيار السلفي الجهادي وهذا التيار قد شارك بمباركة قاداته التاريخية في التحالف مع حزب النور السلفي في العملية الانتخابية
إلا أن بعض مشايخ هذا التيار أيضا لا ترى الانخراط في العملية الديموقراطية
مثل الشيخ أحمد عشوش وهو زائع الصيت في هذا التيار في مقاله "حزب النور بين الاسلام والجاهلية" هنا

http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=447812
وسار على نفس درب الشيخ عشوش بعض السلفية
بل وصل بهم الأمر الى صنع أكثر من 23 لقطة فيديو على اليوتيوب بعنوان "نصرهم الله فانتكسوا" مثل هذا
وتدبيج المقالات القادحة الذامة والتي ترجع مرة أخرى للحديث عن أن "الانتخابات شرك وكفر" مثل هذا
أو يمكنك مشاهدة خطبة الشيخ أسامة سليمان في الرد على الحزبية وحزب النور والشيخ ياسر برهامي من هنا
وكذلك رأي الشيخ العدوي في الانضمام الى الأحزاب والرضى بالديموقراطية من هنا
والآن وبسرعة دعني أخرجك من الماء شديد السخونة والالتهاب الى الماء البارد سياسيا طبعا بهذا المقال لرئيس حزب النور عماد عبد الغفور، وأرجو عزيزي القارئ أن تقرأ التعليقات لتعرف حجم الفجوة التي أتحدث عنها
والآن وقد اتضحت الصورة أو أرجو أن تكون كذلك-
هل ستكون الممارسة السياسية للسلفيين سببا في تغيرهم أم في انفراط عقدهم؟
هل سيصمد السلفيون السياسيون أمام هذا السيل الجارف والتهم اللاذعة التي طالما جرعوها هم للإخوان؟
أم هل تؤدي هذه التجربة الى إفراز كيان جديد يجمع بين التصور السلفي العقائدي والعمل العام بصورته الحديثة؟
هل هذه التجربة إضافة الى رصيد السلفيين بمصر أم خصم منه؟
وأخيرا هل هناك خوف من تنامي التيار السلفي الجهادي بأفكار ما قبل المراجعات مرة أخرى في مصر كرد فعل مساوي في المقدار ومضاد في الاتجاه لزحف الكثير من السلفيين نحو السياسة؟
الله أعلم
------------------
ملحوظة منهجية: جميع الروابط المدرجة في هذا المقال من مواقع سلفية وكتبت بأيديهم حتى نحقق قولنا الذي ردده إخواننا السلفيون من بعدنا"اسمع من ولا تسمع عنا" وأنا مستعد لتدارك أي خطأ في المقال لو تبين لي ذلك
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
-----------------
خاطرة : كل ما قيل في نقد السلفيين الذين شاركوا في الحياة السياسية ،قيل وأكثر منه على الإخوان وكان السلفيون أنفسهم يقولونه ... فسبحان من يغير ولا يتغير

3 comments:

Lucky Husband said...

المسلمون كيان واحد وقد عاب الله سبحانه وتعالي علي من يفرقون دينهم شيعا واحزابا كل حزب بما لديهم فرحون وفي الاخره فشل زريع فاللهم اجمع شمل المسلمين ولانري تلك الفرقه بينهم
http://hobby-myfamily.blogspot.com/

abonazzara said...

اللهم آمين
جزاكم الله خيرا

د.محمود الصياد said...

استاذنك اخى الحبيب ان اقوم بنشر بعض من مقالاتك فى مدونتى لاننى معجب بها ارجوك سامحنى جدا ولك منى كل الحب والاحترام