ربما اعتبر الكثيرون أن ما نقلته اليكم خلال التدوينتين السابقتين كان حديثا عاديا يجري مثله كل يوم مئات المرات ، ولكم الحق في ذلك
ولكن الذي دفعني الى نشره بهذه الصورة هو استقراء ربما أو حدس يداهمني منذ فترة بسبب تكرر ظاهرة انتقاد الناس للحكومة في مصر بسبب أدائها أو تجاوزاتها حتى يصل النقد إلى رئيس الدولة بينما الحليف العربي الأول لمصر وهي السعودية يعيش ملكها وحاشيته في رغد وكلما حاول أحد أن ينتقدهم سارع من يمكن أن نسميهم "رجال الدين" هناك بإصدار الفتاوى على مقاس الموقف السياسي فيلجم الناس ساكتين ومن يتكلم منهم بعد ذلك ينتقده المجتمع كله باعتباره خارج عن حكم الشرع . هذا الوضع مستمر منذ سنوات طوال في السعودية وعليه يقوم نظام الملك هناك وفي كثير من دول الخليج التي استخدمت الدين وسيلة لحماية الثروة والعرش فأساءوا الى الدين والى ممثليه لديهم
كان هذا الأسلوب الغير شريف أمام أنظار الحكومة في مصر طوال السنوات الأخيرة ويبدوا-فيما أرى- أنها قررت أخيرا أن تحذو حذو السعودية ، فرأينا مرشحيها في الانتخابات الماضية يكتبون الآيات القرآنية على دعاياتهم ويستخدمون الشعارات الإسلامية وعمارة المساجد والصدقات وكفالة اليتيم وغيرها في دعاياتهم أيضا واللي تغلب به العب به!!!
ورأينا مقالا يصدر من المدعو "أبو اليمين المنصوري" وتلامذته يعتبرونه أحد أكابر أهل السنة بمصر وكان عنوان هذا المقال "الإنتخابات البرلمانية في مصر ........ رؤية سلفية" أنقل اليكم منها أول بضعة أسطر بعد الافتتاحية يقول فيها
"الأصل أن هذه الإنتخابات البرلمانية لم تكن موجودة في عهد سلفنا الصالح –رضي الله عنهم – وإنما كان الأمر موكولا إلى ولي الأمر.
ولذلك فإن ولي أمرنا – حفظه الله ورعاه وكبت شانئيه – هو الراعي لأمته وتقع مسؤليتهم على عاتقه لقوله صلى الله عليه وسلم " : ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته "
ثم يقول في الجزء الثاني من المقال "وهذه الإنتخابات البرلمانية والتي تجري الآن في بلدنا الحبيب مصر ، حدث ويحدث فيها من الصور السيئة الشيىء الكثير ، ولِما لا وأصل العمل غير مشروع ، وما هذا إلا من شؤم المخالفة كما لا يخفى ، ومن هذه الصور :
أولا : إتخاذ بعضهم الدين وسيلة لنيل أهدافهم ، وتحقيق أغراضهم ، فرفعوا شعارات ، وعلّقوا لافتات ، ونظموا مظاهرات ، وعملوا مسيرات كل ذلك من أجل الوصول ل سدة الحكم ، وما علم هؤلاء – أعداء أنفسهم – أنهم بهذا خالفوا منهج السلف الصالح في الُنصح لولي الأمر – حفظه الله - ونازعوا الأمر أهله"
ثم يختم مقاله بنداء الى السلفية الذين يساندون أي مرشح في مصر بقوله "وينبغي تذكير إخواننا هؤلاء – حفظهم الله تعالى - بعدم مشروعية هذه الإنتخابات إبتدا ء ، ومن َثم يجب تنزيه المساجد عن جعلها ساحة من ساحات المعركة – على حد قولهم (أي الحكومة)وصدقوا – الإنتخابية ، إذ هي – أي : المساجد – لم ُتبنى لهذا!!!!!!!"
وعلامات التعجب هذه من عنده هو ، والأمر موصول لا يحتاج الى تعليق مني
ثم بدأت الفتاوى سابقة التجهيز في الظهور ، مثل فتوى تحريم الانتماء للجماعات الإسلامية كلها واعتبار من ينتمي اليها مثل الخارج على جماعة المسلمين وعلى إمام المسلمين
ثم بدأت أجهزة الإعلام تظهر رجالها بصورة المتدينين وتلمع منهم من يستشيخ (قولا لا عملا طبعا) ثم بدأت الكتالبات الصحفية وحتى للكتاب النصارى تستشهد بالآيات والأحاديث يلوونها ويخرجونها من سياقها
يعني الكل بتوع ربنا ومافيش حد أحسن من حد
ولكن بأي فهم ؟ أكيد بفهم دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله
بفهم الأخ أبو اليمين المنصوري
والشيخ (...) صديقي المتعب
وهو الفهم الذي يحول الإسلام الى مطية للحاكم ولكهنته يفعل هو وحاشيته ما يشاءون ثم يجد الكهنة له التكييف الشرعي لفعلته مهما خبثت أو قبحت ، وما أحداث غزة الأخيرة عنا ببعيد
كنت أقرأ في الفترة الأخيرة كتابا اسمه العهود المحمدية لقطب من أقطاب الطرف الآخر -الصوفية - وهو الشيخ عبد الوهاب الشعراني وبغض النظر عما قيل عن الشيخ فقد اختلف الصوفيه فيه ممن كفره وجهله وكذبه الى من جعله قطبا وعالما ، لننظر الى ما قاله الشيخ
يقول "روى مسلم وغيره: <سيكون من أمتي ناس يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل>>. وروى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم: إذا كثر الخبث. وروى ابن ماجه بإسناد رجاله ثقات مرفوعا: <<إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة ما منعك أن تقول في كذا وكذا؟ فيقول يا رب خشيت الناس فيقول أنا أحق أن يخشى>>. وروى الأصبهاني مرفوعا: <<إن الأمر بالمعروف لا يدفع رزقا ولا يقرب أجلا وإن الأحبار من اليهود والنصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم ثم عموا بالبلاء>>. وروى الحاكم مرفوعا وقال صحيح الإسناد: <<إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم ياظالم فقد تودع منهم>>. والأحاديث في ذلك كثيرة. والله أعلم
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نتهاون بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مداهنة للناس وطلبا لمرضاتهم الفاسدة، فإن أمر الله تعالى وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بالمراعاة والتقديم، وهذا العهد لا يقوم بحقه إلا من يسلك طريق للقوم على يد شيخ حتى وصل إلى حضرة الله تعالى وشاهد أفعاله وتصاريفه وتيقن انه ليس بيد مخلوق ضر ولا نفع إلا إن شاء الله. ومعلوم أن من راعى أمر الله تعالى وقدمه على أمر عباده لا بد أن ينصره الله تعالى على ذلك الظالم الذي يخالف المعروف ويفعل المنكر، قال الله تعالى {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}.
فإن أردت العمل بهذا العهد فادخل من بابه واسلك على يد شيخ كما ذكرنا وإلا فمن لازمك مراعاة المخلوقين وتقديم مرضاتهم خوفا من شرهم ورجاء لبرهم
وبلغنا عن سلطان العلماء الشيخ عز الدين بن عبدالسلام الشافعي رضي الله عنه أنه كان يعظ السلطان أيوب وولده السلطان الصالح وينهاهما عن المنكر فيقبلان يده ويقولان له جزاك الله عنا خيرا. وبلغه مرة أن غالب الأمراء الأكابر إلى الآن في الرق لم تعتقهم ساداتهم، فقال كيف يحكم هؤلاء بين الناس؟ فطلع إلى السلطان وقال كل من لم يأتنا بعتاقته بعناه ووضعنا ثمنه في بيت المال فباع منهم جماعة ونادى عليهم في الديوان، ثم أعتقهم السلطان فاجتمعوا على قتله وجاءوا بالسلاح ووقفوا على بابه فخرج إليهم فوقع السلاح من أيديهم هيبة منه، فقال له ابنه الحمد لله الذي لم يقتلوك، فقال والدك أحقر من أن يقتل في إقامة دين الله تعالى
وكذلك حكى لي شيخنا شيخ الإسلام زكريا المذكور آنفا، أنه كان يحط على الولاة في خطبته، ويتعرض للسلطان قايتباي بأنه ظالم غاش لرعيته، فتكدر السلطان منه لكون ذلك على المنبر بحضرة الناس والعسكر والعوام، ثم قال له لما انقضت الصلاة والله يامولانا إنما وعظتك في الملأ مبادرة لنصحك، ثم مسكت يده أو قلت له والله إني خائف على جسمك هذا أن يكون فحما في جهنم
وقد كان الشيخ شمس الدين الدمياطي الواعظ بالأزهر يحط على السلطان الغوري على كرسي الوعظ في الجامع الأزهر، فبلغه ذلك فأرسل وراءه بنية أنه يبطش به، فطلع له القلعة وقال له السلام عليك أيها السلطان، فلم يرد الغوري عليه، فقال رد السلام واجب عليك ومن ترك الواجب فسق، فرد السلطان السلام ثم قال له قد بلغنا أنك تحط علينا في المجالس من جهة ترك الجهاد وغيره وليس عندنا مراكب، فقال عمر لك مراكب أو استأجرها وجاهد، فقام على السلطان الحجة، ثم قال له يامولانا السلطان ما جزاء من نقلك من الكفر إلى الإسلام، ثم من الرق إلى الحرية، ومن الجندي إلى الأمير ومن الأمير إلى السلطان، إلا الشكر، فقال: الحمد لله، ثم قال له: وعن قريب تموت، وينزلونك في حفرة ويغرزون أنفك في التراب، ثم تصير ترابا ثم تبعث، ثم تحاسب وتدعى عليك جميع رعيتك في مصر والشام وقراها، بما أخذته أنت وعمالك منهم ظلما، وتصير تحت أسرهم فاصفر وجه السلطان، وارتعد فسلم الشيخ وخرج، فلما صحا السلطان قال هاتوا هذا الشيخ فأتوا به، فقال ما حاجتكم؟ فقالوا رسم السلطان لك بعشرة آلاف دينار، فقال الشيخ للسلطان ردها إلى من ظلمتهم فيها، ولكن إن كان مولانا السلطان يحتاج إلى مال أقرضته فإني رجل تاجر كثير المال، فقام له السلطان وشيعه وعظمه
فنسأل الله تعالى أن يلطف بنا وبعلمائنا في هذا الزمان، ويخرجنا منه على التوحيد إنه سميع قريب مجيب آمين " أهـ
ولكن الذي دفعني الى نشره بهذه الصورة هو استقراء ربما أو حدس يداهمني منذ فترة بسبب تكرر ظاهرة انتقاد الناس للحكومة في مصر بسبب أدائها أو تجاوزاتها حتى يصل النقد إلى رئيس الدولة بينما الحليف العربي الأول لمصر وهي السعودية يعيش ملكها وحاشيته في رغد وكلما حاول أحد أن ينتقدهم سارع من يمكن أن نسميهم "رجال الدين" هناك بإصدار الفتاوى على مقاس الموقف السياسي فيلجم الناس ساكتين ومن يتكلم منهم بعد ذلك ينتقده المجتمع كله باعتباره خارج عن حكم الشرع . هذا الوضع مستمر منذ سنوات طوال في السعودية وعليه يقوم نظام الملك هناك وفي كثير من دول الخليج التي استخدمت الدين وسيلة لحماية الثروة والعرش فأساءوا الى الدين والى ممثليه لديهم
كان هذا الأسلوب الغير شريف أمام أنظار الحكومة في مصر طوال السنوات الأخيرة ويبدوا-فيما أرى- أنها قررت أخيرا أن تحذو حذو السعودية ، فرأينا مرشحيها في الانتخابات الماضية يكتبون الآيات القرآنية على دعاياتهم ويستخدمون الشعارات الإسلامية وعمارة المساجد والصدقات وكفالة اليتيم وغيرها في دعاياتهم أيضا واللي تغلب به العب به!!!
ورأينا مقالا يصدر من المدعو "أبو اليمين المنصوري" وتلامذته يعتبرونه أحد أكابر أهل السنة بمصر وكان عنوان هذا المقال "الإنتخابات البرلمانية في مصر ........ رؤية سلفية" أنقل اليكم منها أول بضعة أسطر بعد الافتتاحية يقول فيها
"الأصل أن هذه الإنتخابات البرلمانية لم تكن موجودة في عهد سلفنا الصالح –رضي الله عنهم – وإنما كان الأمر موكولا إلى ولي الأمر.
ولذلك فإن ولي أمرنا – حفظه الله ورعاه وكبت شانئيه – هو الراعي لأمته وتقع مسؤليتهم على عاتقه لقوله صلى الله عليه وسلم " : ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته "
ثم يقول في الجزء الثاني من المقال "وهذه الإنتخابات البرلمانية والتي تجري الآن في بلدنا الحبيب مصر ، حدث ويحدث فيها من الصور السيئة الشيىء الكثير ، ولِما لا وأصل العمل غير مشروع ، وما هذا إلا من شؤم المخالفة كما لا يخفى ، ومن هذه الصور :
أولا : إتخاذ بعضهم الدين وسيلة لنيل أهدافهم ، وتحقيق أغراضهم ، فرفعوا شعارات ، وعلّقوا لافتات ، ونظموا مظاهرات ، وعملوا مسيرات كل ذلك من أجل الوصول ل سدة الحكم ، وما علم هؤلاء – أعداء أنفسهم – أنهم بهذا خالفوا منهج السلف الصالح في الُنصح لولي الأمر – حفظه الله - ونازعوا الأمر أهله"
ثم يختم مقاله بنداء الى السلفية الذين يساندون أي مرشح في مصر بقوله "وينبغي تذكير إخواننا هؤلاء – حفظهم الله تعالى - بعدم مشروعية هذه الإنتخابات إبتدا ء ، ومن َثم يجب تنزيه المساجد عن جعلها ساحة من ساحات المعركة – على حد قولهم (أي الحكومة)وصدقوا – الإنتخابية ، إذ هي – أي : المساجد – لم ُتبنى لهذا!!!!!!!"
وعلامات التعجب هذه من عنده هو ، والأمر موصول لا يحتاج الى تعليق مني
ثم بدأت الفتاوى سابقة التجهيز في الظهور ، مثل فتوى تحريم الانتماء للجماعات الإسلامية كلها واعتبار من ينتمي اليها مثل الخارج على جماعة المسلمين وعلى إمام المسلمين
ثم بدأت أجهزة الإعلام تظهر رجالها بصورة المتدينين وتلمع منهم من يستشيخ (قولا لا عملا طبعا) ثم بدأت الكتالبات الصحفية وحتى للكتاب النصارى تستشهد بالآيات والأحاديث يلوونها ويخرجونها من سياقها
يعني الكل بتوع ربنا ومافيش حد أحسن من حد
ولكن بأي فهم ؟ أكيد بفهم دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله
بفهم الأخ أبو اليمين المنصوري
والشيخ (...) صديقي المتعب
وهو الفهم الذي يحول الإسلام الى مطية للحاكم ولكهنته يفعل هو وحاشيته ما يشاءون ثم يجد الكهنة له التكييف الشرعي لفعلته مهما خبثت أو قبحت ، وما أحداث غزة الأخيرة عنا ببعيد
كنت أقرأ في الفترة الأخيرة كتابا اسمه العهود المحمدية لقطب من أقطاب الطرف الآخر -الصوفية - وهو الشيخ عبد الوهاب الشعراني وبغض النظر عما قيل عن الشيخ فقد اختلف الصوفيه فيه ممن كفره وجهله وكذبه الى من جعله قطبا وعالما ، لننظر الى ما قاله الشيخ
يقول "روى مسلم وغيره: <سيكون من أمتي ناس يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل>>. وروى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم: إذا كثر الخبث. وروى ابن ماجه بإسناد رجاله ثقات مرفوعا: <<إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة ما منعك أن تقول في كذا وكذا؟ فيقول يا رب خشيت الناس فيقول أنا أحق أن يخشى>>. وروى الأصبهاني مرفوعا: <<إن الأمر بالمعروف لا يدفع رزقا ولا يقرب أجلا وإن الأحبار من اليهود والنصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم ثم عموا بالبلاء>>. وروى الحاكم مرفوعا وقال صحيح الإسناد: <<إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم ياظالم فقد تودع منهم>>. والأحاديث في ذلك كثيرة. والله أعلم
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نتهاون بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مداهنة للناس وطلبا لمرضاتهم الفاسدة، فإن أمر الله تعالى وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بالمراعاة والتقديم، وهذا العهد لا يقوم بحقه إلا من يسلك طريق للقوم على يد شيخ حتى وصل إلى حضرة الله تعالى وشاهد أفعاله وتصاريفه وتيقن انه ليس بيد مخلوق ضر ولا نفع إلا إن شاء الله. ومعلوم أن من راعى أمر الله تعالى وقدمه على أمر عباده لا بد أن ينصره الله تعالى على ذلك الظالم الذي يخالف المعروف ويفعل المنكر، قال الله تعالى {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}.
فإن أردت العمل بهذا العهد فادخل من بابه واسلك على يد شيخ كما ذكرنا وإلا فمن لازمك مراعاة المخلوقين وتقديم مرضاتهم خوفا من شرهم ورجاء لبرهم
وبلغنا عن سلطان العلماء الشيخ عز الدين بن عبدالسلام الشافعي رضي الله عنه أنه كان يعظ السلطان أيوب وولده السلطان الصالح وينهاهما عن المنكر فيقبلان يده ويقولان له جزاك الله عنا خيرا. وبلغه مرة أن غالب الأمراء الأكابر إلى الآن في الرق لم تعتقهم ساداتهم، فقال كيف يحكم هؤلاء بين الناس؟ فطلع إلى السلطان وقال كل من لم يأتنا بعتاقته بعناه ووضعنا ثمنه في بيت المال فباع منهم جماعة ونادى عليهم في الديوان، ثم أعتقهم السلطان فاجتمعوا على قتله وجاءوا بالسلاح ووقفوا على بابه فخرج إليهم فوقع السلاح من أيديهم هيبة منه، فقال له ابنه الحمد لله الذي لم يقتلوك، فقال والدك أحقر من أن يقتل في إقامة دين الله تعالى
وكذلك حكى لي شيخنا شيخ الإسلام زكريا المذكور آنفا، أنه كان يحط على الولاة في خطبته، ويتعرض للسلطان قايتباي بأنه ظالم غاش لرعيته، فتكدر السلطان منه لكون ذلك على المنبر بحضرة الناس والعسكر والعوام، ثم قال له لما انقضت الصلاة والله يامولانا إنما وعظتك في الملأ مبادرة لنصحك، ثم مسكت يده أو قلت له والله إني خائف على جسمك هذا أن يكون فحما في جهنم
وقد كان الشيخ شمس الدين الدمياطي الواعظ بالأزهر يحط على السلطان الغوري على كرسي الوعظ في الجامع الأزهر، فبلغه ذلك فأرسل وراءه بنية أنه يبطش به، فطلع له القلعة وقال له السلام عليك أيها السلطان، فلم يرد الغوري عليه، فقال رد السلام واجب عليك ومن ترك الواجب فسق، فرد السلطان السلام ثم قال له قد بلغنا أنك تحط علينا في المجالس من جهة ترك الجهاد وغيره وليس عندنا مراكب، فقال عمر لك مراكب أو استأجرها وجاهد، فقام على السلطان الحجة، ثم قال له يامولانا السلطان ما جزاء من نقلك من الكفر إلى الإسلام، ثم من الرق إلى الحرية، ومن الجندي إلى الأمير ومن الأمير إلى السلطان، إلا الشكر، فقال: الحمد لله، ثم قال له: وعن قريب تموت، وينزلونك في حفرة ويغرزون أنفك في التراب، ثم تصير ترابا ثم تبعث، ثم تحاسب وتدعى عليك جميع رعيتك في مصر والشام وقراها، بما أخذته أنت وعمالك منهم ظلما، وتصير تحت أسرهم فاصفر وجه السلطان، وارتعد فسلم الشيخ وخرج، فلما صحا السلطان قال هاتوا هذا الشيخ فأتوا به، فقال ما حاجتكم؟ فقالوا رسم السلطان لك بعشرة آلاف دينار، فقال الشيخ للسلطان ردها إلى من ظلمتهم فيها، ولكن إن كان مولانا السلطان يحتاج إلى مال أقرضته فإني رجل تاجر كثير المال، فقام له السلطان وشيعه وعظمه
فنسأل الله تعالى أن يلطف بنا وبعلمائنا في هذا الزمان، ويخرجنا منه على التوحيد إنه سميع قريب مجيب آمين " أهـ
14 comments:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعد
فأرجو ألا تكون الأخيرة فإن واجب النصح والتفهيم هو جزء لا يتجزأمن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الذى لا ينفك عن المؤمن إلا بالموت...استمر وأجرك على الله
نفع الله بكم... ورزقنا وإياك الصبر..والمصابرة التى هى "المماوتة"
بالمناسبة.....كنت قد ذكرت مايسمى " كراتين البيض" ووعدتنى بأن تذكرها حال عدم معرفتى بها ....وبما أننى لم أسمع عنها من قبل فتستطيع حضرتك أن تتحفنى بها
وشكرا
أما هذا فقد أراح عقله)
قال تعالي (فلو لا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الارض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين)
أخي الحبيب د.توكل
لقد صار هو من يتجنبني ، واذا اضطر للسلام علي تجده ينظر الى الأرض ولا ينظر الى عيني أبدا
أنا والله مشفق عليه وأعلم أنه يفعل هذا من ضعفه وليس عن غدر أو خسة
لذلك أرحم ضعفه عسى الله أن يرحم ضعفي ويجبر كسري
أما بالنسبة لقصة كراتين البيض فهي قصة ترجع الى أوائل الثمانينات عندما منع السادات الشيخ كشك من الخطابة في مسجده بحي دير الملاك ، فقام مريدو الشيخ وأحبائه ورواد مسجده بعمل مظاهرة ضخمة جدا أمام المسجد
وبصراحة لاأدري هل كان الأمر مدبرا أم محض صدفة ، فقد وقفت أمام المظاهرة على الرصيف المقابل عربة كبيرة تحمل كراتين البيض وتنادي عليها بسعر أقل بكثير من سعرها حتى في المجمعات
صبر المتظاهرون فترة ثم بدأوا في التسلل واحدا وراء الآخر وكل واحد يقول لنفسه فيها ايه لما أشتري كرتونة وارجع للمظاهرة تاني؟
وفعلا اشتروا الكراتين وانصرفت العربة ورجع كل واحد بغنيمته في يده الى المظاهرة
ثم بدأت عربات الأمن المركزي في التوافد ونزل جنود الأمن المركزي من السيارات وبدؤوا يتواثبون أمام السيارات
فجعل كل واحد من حملة البيض ينقل بصره بين ما في يديه وبين العساكر ويحسبون ماذا سيكون وضع البيض لو حدث اشتباك بينهم وبين الجنود
سيتكسر البيض بالتأكيد ويخسرون غنيمتهم الثمينة ، فبدأ الناس ينصرفون واحدا نلو الآخر وبقي القليلون الذين لم يشتروا البيض ولكنهم كانوا قلة لا تجدي فانصرفوا هم أيضا
وفشلت المظاهرة بسبب كراتين البيض
ولم يعد الشيخ الى المسجد الى أن توفاه الله
هذه يا سيدي هي قصة كراتين البيض
فلينظر كل واحد منا الى الكراتين التي يحملها والتي ستعوقه لا محالة عن تلبية النداء يوم يحين
ربنا يثبتنا
أسألكم الدعاء
هههههههههههههه
أضحك الله سنك يادكتور ايهاب
وبالمناسبة لقد رأيت بالأمس رؤية خير الله اجعله خيرا
أني فتحت المدونة الخاصة بسيادتكم ووجدت موضوعا جديدا
أنا لا أكذب والله وإنما هذا ما رأيته بالفعل
حتى تعلم مقدار سيادتكم في قلبي ونفسي
جمعنا الله وإياكم على الخير دائما
وجزاكم الله خيرا
اخي الحبيب ابو نظارة
اتابع تدويناتك بشغف ، واتابع الذي ترويه منذ البداية لكني فضلت ان اكتب نعليقي على حوارك مع صديقك هذا في نهاية سردك اما وقد انتهيت فاقول بملا فمي بيت شعر حفظته في المرحلة الإعدادية :
وهل افسد الدين الا الملوك
وأحبار سوء ورهبانها
اخي تقبل الله منك تعليمك وتفهيمك لصاحبك .......
جزاك الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله
نعم هؤلاء هم علماء الدين علماء كلما تكدرت الدنيا من جانب الحكام أعادوها إلى نصابها مرة أخرى
جزاكم الله خيرا
أخي م/أحمد
صدقت والله فيما أوجزت
جزاكم الله خيرا
أخي الفاضل الطريق الى الجنة
أرجو أن تعرفني بنفسك أكثر
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أول ما يبدأ به التعارف وكان سيدنا أبو بكر الصديق نسابة العرب يقوم بتعريفه بأنساب الرجال وأصولهاأي تعارف حتى الجذور والأصول العائلية
فأرجو أن تشرفني بتعريفي بنفسك
جزاكم الله خيرا على الزيارة والتعليق
وأتمنى أن نتواصل دائما
استاذى العزيز ابو نضارة
مش قادر اقول غير كلمة واحدة
هذه مصر ولن تتغير
دمت وبكل ود
تسلم على المدونة الاكثر من جميلة
وشكراً
أخي الفاضل الفنان الجميل إسلام
بارك الله فيك
إن شاء الله تتغير مصر .. للأحسن
مادام فيها شباب زي الفل زيك
شرفتني بالزيارة والتعليق
نتواصل دائما إن شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...وبعد
فبرجاء التنبيه... والتنويه....على الزائرين الكرام الذين يكتبون التعليقات القيمة..أنهم عند مخاطبة الإناث يكتبون:
شكرا "لكى"
"دمتى" بخير
"جزاكى" الله خيرا
والصحيح أنها تكتب بغير"ياء".
ويفرق بين خطاب الإناث وخطاب الذكور بالحركات،
فتوضع الفتحة على نهاية الكلمة عند مخاطبة الذكور فنقول: "لكَ"، "دمتَ"، "جزاكَ"
وتوضع الكسرة على نهاية الكلمة عند مخاطبة الإناث فنقول: "لكِ"، "دمتِ"، "جزاكِ"
هذا من باب حب اللغة العربية والغيرة عليها...
"واللى مش بيغير.. يبقى مش بيحب"
مع الاعتذار للفصحى
وتقبلوا شكرى وتحياتى
السلام عليكم ورحمة الله
أما بخصوص التعريف بنفسى
فإنى عبد من عباد الله
أتحدث لتكون الكلمة هى الميزان
لا ليكون الشخص معيار الكلام
خشيت أن أطلع اسمى لأتقرب إلى الله بما أكتب
ولا أخشى المواجهة أبداً فالعبد لله يعشق المواجهة بكافة أنواعها
فجربت كيف يكون الحال عند عدم المواجهة وأحاول أن أصنع توازناً بينهما
كما أننى على استعداد على ترتيب ميعاد مع سيادتكم لأقابل شخصكم الكريم طالما أحببت أن أتناقش مع سيادتكم فى حالنا وحال الأمة
فإن أردت فهاك بريدى راسلنى عليه لنحدد ميعادا ومكانا كيفما شئت ومتى شئت
worldyouth100@gmail.com
Post a Comment