Sunday, June 23, 2013

عطاءات الشريعة الغائبة

الشعب اللي بيتصل علشان يحل فوازير المفتش كورومبو على أمل يكسب
الشعب اللي بيجيب الجبنة النستو علشان يخربش الكارت يمكن يكسب
الشعب اللي بيشتري السلعة الفلانية من كارفور والتانية من خير زمان والثالثة من ولاد رجب علشان العروض والتوفير
هواية التوفير مش عند الفقراء بس بالعكس الهواية مترسخة حتى عند الطبقة المتوسطة والميسورة الحال لأنهم يعتبرون ذلك فتاكة ونصاحة وفهلوة منهم
هذا الشعب يمكن -ببعض المجهود- جعله يرى المشهد الحالي في مصر بمنطق المكسب والخسارة المباشرة له وساعتها من باب الفتاكة والنصاحة والفهلوة سيختار المكسب طبعا
المشكلة عندنا في ثلاثة امور أساسية تحول بيننا وبين الدخول للناس من هذا الباب وهي:
أولا: جهاز إعلامي ضحل ومعاق ذهنيا وإبداعيا ومهنيا وماديا الى أقصى حد وهي مأساة يطول الكلام فيها
ثانيا: افتقاد أبناء التيار الإسلامي لرؤية واضحة لعطاءات الشريعة في حياة الشعب
وهو الدور الذي يقوم به مندوب المبيعات البسيط لتسويق بضاعته، فآخر ما يحدثهم عنه هو الثمن المطلوب منهم بعد أن يكونوا قد تشبعوا بفائدة هذه السلعة وما سيعود على حياتهم هم منها.
للأسف نحن نحدث الناس عن ثمن السلعة فقط وقد نستدرج الى تبشيع وتهويل هذا الثمن وضرائبه أحيانا ،مكتفين أن نمني الناس إذا دفعوا كل هذا الثمن الباهظ بالجنة ،وهو أسلوب يحتاج الى نفوس سوية لم تشوهها أنظمة علمانية كافرة لسنين طوال.
انظروا الى وزير التموين الذي يحدث الناس طول الوقت عن استفاداتهم المباشرة بما يقوم به وما سيعود عليهم من ذلك .. ومن هنا نجح
هل أظلم أحدا لو قلت أن أبناء التيار الإسلامي يجهلون كيفية توظيف الشرع للارتقاء بحياة الشعب؟
هل أظلم أحدا لو قلت أن أبناء التيار الإسلامي لم يحلموا ولم يتخيلوا ولم يبدعوا ولم يخترعوا ولم يبتكروا صورة للحياة الكريمة للشعب في ظل الإسلام بصورة مادية ملموسة ؟
هذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع سراقة حين وعده بسواري كسرى
وحين رغب المسلمين في المسير لبدر فقال:هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها
وغير ذلك من العطاءات الدنيوية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بها القلوب حول الإسلام
الإسلام ذلك الدين الحياتي البعيد عن الرهبنة والكهنوت بل وجعل كل نشاط حياتي صالح مخلص في دنيانا له أجره أيضا في الآخرة.
ثالثا: انشغال أبناء التيار الإسلامي في معظمهم بحياتهم ومعاشهم عن دعوتهم وشريعتهم
وعن التلطف والابتكار في توصيلها بما يغلب عليه الظن أن يتقبلها الناس وتنفتح قلوبهم وعقولهم لها
والانشغال عن التضرع الى الله أن يفتح لنا القلوب والعقول لتتقبل وتستجيب
ولن تستجيب هذه العقول إلا إذا دعوتها لما "يحييها" كريمة في الدنيا والآخرة
"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم"
واجبنا هو اظهار عطاءات الشريعة للناس عن طريق اعلام قوي وبصور مبتكرة ومتنوعة
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

1 comment:

نعمه said...

ابدع قلمك فراينا الحقيقه بين سطور كلماتك