صارت العشوائية هي السمت العام في كل مظاهر الحياة في مصر ، لا أقصد في الطرقات ولا المباني ولا الهيئات الحكومية ولا المناقصات الرسمية ولا في العلاقات بين مصر وبين غيرها من الدول فقط ولكن امتدت العشوائية الى نفوسنا وصارت تحكم العلاقات الاجتماعية والصداقة والاخوة وصلة الرحم
يجلس الواحد منا – الا القليل جدا – ويسرح بفكره فيتذكر أنه لم يتصل بفلان منذ عدة شهور وربما عدة سنوات ، فيقرر أن يحدثه الآن ، وتمر على هذه الحادثة شهور وربما سنوات وتتكرر مرة أخرى مع نفس الشخص أو غيره .
الكل غضبان من الكل لأنه لا يسأل عنه ولا يزوره ولا يهنئه حتى في العيدين .
هذه العشوائية التي تملأ حياتنا من الخارج ونفوسنا من الداخل هي التي تجعلنا دائما نسير "على حزب الريح" ، نحن لا نوجه خطواتنا ولا ننظم حياتنا ، هناك عداء مستحكم بيننا وبين القلم والورقة ، فمنذ القدم ونحن نقول أن العلم في الراس وليس في الكراس ، مع أن التخطيط السليم للحياة اليومية يستلزم أن تمسك بالقلم والورقة وتخطط ليومك وغدك وأسبوعك وشهرك وسنتك أيضا
لا تجعل مطحنة الحياة ومفرمة العمل وخلاط الالتزامات وهذه الكيتشين ماشين التي نعيش فيها وتزداد قسوتها علينا يوما بعد يوم لا تجعلها تأخذ زمام حياتك الى العشوائية . قاوم هذا التيار الجارف من العشوائية التي نعيش فيها والذي صبغنا جميعا بصبغته ، ابدأ من اليوم ... من الآن في التخطيط لليوم ، لا تحزن اذا لم تستطع تنفيذ خطتك كلها بنجاح ، فلا تنسى أنك مازلت تتعامل مع عشوائيين .
حاول غدا أن تلتزم أكثر بالخطة اليومية والزم أهل بيتك بها .. بمواعيد الاستيقاظ والنوم بمواعيد الوجبات بمواعيد المذاكرة أوالقراءة وسوف تعينك الصلاة في أول الوقت على ضبط كل المواعيد الأخرى . لا تغضب اذا انزعجت المدام والأولاد من هذا النظام ، وتذكر أنك مازلت في جمهورية مصر العشوائية .. فاصبر
وللحديث بقية ان شاء الله
2 comments:
مبروك يابشمهندس على المدونة وان شاء الله تكون بداية لنشر معاني كثيرة جميلة
تذكيرك بالعشوئية في حياتنا ووجوب مقاومتها امر مهم بعد ان اصبحت العشوئية هي الاصل في حياتنا وحياة من حولنا
جزاك الله خيرا
أستاذي الفاضل أحمد حسان
بارك الله فيك
المدونة تشرفت بزيارتك لها
أرجو ألا تبخل علي بنصائحك القيمة فأنا في أشد الحاجة اليها
نتواصل ان شاء الله
تقبل تحياتي واحترامي
Post a Comment